كـتـاب ألموقع

ومن أجمل ما قرأت (النص الأربعين- بتصرف)// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

ومن أجمل ما قرأت (النص الأربعين- بتصرف)

د. سمير محمد ايوب

الاردن

 

صباح الخير يا وطني

لما بشوف ، صورأبطال من كل أمة العرب ، مطرزة على شواهد القبور ، في مقبرة شهداء الثورة الفلسطينية في بيروت ، بشوف بانوراما من صور أبطال أمة العرب من أجل فلسطين . عبد الله التل ، كايد مفلح عبيدات ، تيريز الهلسه ، مشهور حديثه وفراس العجلوني . ولما بشوف شواهد مقبرة الشهداء العراقيين في جنين ، ترتفع هامتي وأنا أضم إليهم في صدري ، عزالدين القسام ، هيلايون كبوجي ، جول جمال وأبطال حرب تشرين . وأهتف مطولا بإسم الشهداء فؤاد الشمالي ، سناء المحيدلي ، عماد مغنية ، سميرالقنطار والبطل جورج ابراهيم عبد الله . وأنحني كثيرا لقادة العبور في مصر ، علي علي عامر وسعد الدين الشاذلي . وأفاخر الدنيا كلها ، بدلال المغربي ، ناجي العلي ، ابو العباس ، ليلى خالد وعهد التميمي .

 

هؤلاء واؤلئك امثلة ، من عشرات الالاف ، من ابطال شهداء وقناديل احياء ، من كل أمة العرب ، يتوهجون في ثنايا الوعي الطازج . بإسمهم جميعا ، أقول لكل الإقليميين ، عاشقي التشظي والتفتت وذل الهوان : خسئتم وبارَتْ بضاعتكم . لا بارك الله فيكم . وتبت أياديكم . لن نكفر بأمتنا مهما حصل . فكل مَواطِنِ العرب أوطاني ، وكل العرب أهلي وملتي وإخواني . فوالله أن بلادي وإن جارت علي عزيزة . وأهلي وإن ضنوا علي كرام .

 

  لَمَّا ظلاميين ، بإسم تَدَيُّن موهوم ، أو كاذبٍ مُتكاذب ، يذبحون المسيحيين في العراق وفي سوريا وفي مصر ، ويعيثون فسادا وإفسادا ، في كنائس وصوامع وبِيَعٍ ، يُعبد الله فيها ، ويُذكَر إسمه ، والمسيحيون في فلسطين ، يرفعون آذان الله أكبر في كنائسهم ، ويفتحوها للمسلمين للصلاة فيها ، لا أحد يَتَفَذْلَك ويِحكي لي ، مسلم و مسيحي .

 

لَمَّا أبطال حزب الله في لبنان ، يبعثون سلاحا إلى فلسطين ،  ويدعمون المقاومة المسلحة فيها ، ومصر والسعودية والإمارات وغيرها طبعا ، يشددون الحصارعلى أهل فلسطين ، لا حَدا يِتْفَلْسف كثيرا ويِحكي لي ، عن سُنّي و شيعي .

 

لَمَّا الإمارات ، ترسل أطباء وممرضين إلى غزة ، ويطلعوا في الآخر ، مُلَوَّثين بجواسيس لصالح إسرائيل ، بالمقابل طبيبٌ نرويجي ، يدخل إلى غزه تهريب عبر الأنفاق ، حتى يعالج ضحايا الغزو الصهيوني لغزه ، لا حَدا يِحكي لي كثير ، عن النخوة العربية الرسمية . (الرسمية فقط ) .

 

لَمَّا شوارع تشيلي والأكوادور والأرجنتين ، تَعجّ بالمظاهرات التضامنية مع الهبّات الفلسطينية ، وأكثر من أربع مئة مليون عربي يتفرج جُلُّهُم لا كلهم بالطبع ، على مسلسل باب الحاره أو بوس الواوا ، لا حدا يِحكي مُطَوّلا عن الحَمِيَّةِ أو ينادي مطولا على المعتصم .

 

لَمّا تبكي مذيعة  روسية ، بحرارة وحرقة ، على الهواء مباشرة ، تأثرا بما ترى من مشاهد تدمي القلب والروح ، في كل انحاء فلسطين  ومذيعة تدعي العروبة تضحك بشماتة ، لا حَدا يُبالِغ في الحَكي عن الشرف المعاصر لدى بعض المستعربين .

 

الاردن – 21/12/2017 .