كـتـاب ألموقع

• احتجاج و استنكار في البصرة ضمن كوميديا السياسة العراقية

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د.هاشم عبود الموسوي

مقالات اخرى للكاتب

احتجاج و استنكار في البصرة

 ضمن كوميديا السياسة العراقية

 

وأنا أشاهد من على شاشات التلفزيون أخبار الأحتجاجات و الأستنكارات التي تجري في مدينة البصرة على التحرشات الكويتية على الحدود العراقية و على انشاء ميناء مبارك الكبير، حضرتني قصة كنت أسمعها من الألمان اثناء دراستي في ستينات القرن الماضي ، وهم فيها يتهكمون على أنفسهم ، لكونهم طوال تاريخهم وحسب تعودهم، يتبعون التعليمات والقوانين بشكل صارم و أعمى ومشدد... وهذه القصة تذكر لنا بان الألمان لديهم شرطة خاصة بالغابات المنتشرة في كافة ربوع ألمانيا . ويرتدي منتسبوها الزي الكاكي و لديهم قبعات على رؤوسهم لا تشابه ما ترتديه الشرطة العادية او افراد الجيش وتثبت على جانبيها ريشة واضحة المعالم . ورجال شرطة الغابات هؤلاء غالبا ما يتواجدون أيام الأحد من كل أسبوع للمحافظة على النظام ، عندما تزدحم الغابات بزائريها من المواطنين من اجل الأستجمام و الترويح ، وهؤلاء الرجال لديهم صلاحيات  واسعة منها منع المواطنين من اشعال النار  أو التدخين في الغابة ، ، وحتى طرد الزائرين ومنعهم من  الدخول  الى الغابة لأسباب أخرى ، ومن المعروف عن الألمان طاعتهم للتعليمات والتزامهم بها... وهنا تأتي أحداث القصةالكوميدية التي تقول :

-----------------------

لقد قررت احدى فصائل المليشيات اليسارية الثوريةالمعادية للنظام الهتلري آنذاك، أن تجري تدريباتها العسكرية في احدى الغابات البعيدة عن المدن ،لتكون في مأمن من قوات النظام الفاشي . وكان أحد مقاتليها قد بدأ يكتب يومياته ، عندما تعرضت ميلشيته الى هجوم من قبل الجيش النازي ذاكرا : -----------------------

·        في يوم الأثنين الموافق (===) هجمت علينا بشكل مفاجئ  قطعات من النظام الفاشي في غابة "هوهن تال" ، واستطعنا أن نصد الهجوم وفقدنا مقاتلا واحدا .

·        وفي اليوم التالي الثلاثاء  شن مقاتلينا هجوما على الفاشيين في نفس الغابة  وأبعدناهم بمسافة 2 كلم

·        في يومي الأربعا والخمبس :كان هنالك هدوء حذر يخيم في الغابة

·        أما يوم الجمعة فكان يوما داميا ، سقط فيه من الطرفين 20 قتيلا

·        في يوم السبت درسنا  خططنا التكتيكية و الأستراتيجية   وكيفية تطوير المواجهة

·       وفي يوم الأحد( ويا للعنة )جاء للأسف شرطي الغابة صاحب القبعة المزينة بالريشة ،   وطردنا جميعا منها....ههههه .. ههههه..ههههه.

 

اذا هذا هو عين ما يجري .. استنكارات.. وتجمعات .. و احتجاجات .. ومن الجانب الآخر تحديات  .. وشرطي الغابة المتوحش ، واقفا و مكشرا أنيابه ضاحكا علينا  جميعا ، ومحتلا  لبلادنا وكل بلدان الخليج  .. لا ندري متى يتحرك .. ليقول لنا "كفوا عن لهوكم  وغيكم" . ثم يطردنا جميعا من بلداننا .