كـتـاب ألموقع

• الدروس المستنبطة من ضحايا سيدة النجاة

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

ناصر عجمايا

 

 مقالات اخرى للكاتب

·        الدروس المستنبطة من ضحايا سيدة النجاة

قبل اكثر من شهر لمجزرة الارهاب الاجرامية ، على كنيسة سيدة النجاة في الكرادة -الرصافة -بغداد ، في 31-10-2010 والتي راح ضحيتها من ابناء شعبنا المسالم ، اكثر من 52 شهيدا وبحدود 70 جريحا ، من دون ذنب اقترفوه ، بل انهم تذرعوا للعلا تيمنا بالايمان الذي يحملونه ، والسلام الذي آمنوا به ، وطلباتهم الذين مقتنعين بها ، متذرعين للخالق ، من اجل الامن والامان والعيش بسلم وسلام.

حذرنا مناشدين شعبنا ، للوحدة بمساواة على كفتي ميزان ، من خلال مقالاتنا المتتالية الثلاثة المعنونة ( الوحدة المنشودة لشعبنا في الميزان 1،2،3) ، محذرين شعبنا من مغبة التفكك والانانية والمصالح الذاتية ، ناهيك عن التحزب والتسييس للانسان بعيدا عن قيم التسامح والمحبة الصادقة مع النفس والاخرين ، لازالة المعوقات قهرا للصعوبات ، في ظروف طارئة وقاهرة ، وها هي الحقائق الارهابية الاجرامية الفاعلة ، تفعل فعلها الدنيء ضد شعبنا المسالم المتطلع للامن والامان والاستقرار ، ولكن هل من متعلم يعي الحقيقة على الارض من اجل الانسان ، بعيدا عن القوم والطائفة والاثنية ، وكلها تدخل في المفهوم الانساني الاعلى لقيمها الخلاقة ، في عالم يسوده العدالة والسلام احقاقا للحقوق وتنفيذا للواجبات ، ضمانا للحياة بمثلها الاعلى في العيش الكريم؟؟

اليكم المقطع الاخير من مقالتنا رقم2 الوحدة المنشودة لشعبنا في الميزان ، المقتبس ادناه:

هناك حكمة تقول ( لا تخاف من مثقف واعي يدرك ما يفعله ، عليك الخوف من امي جاهل لا يفهم ما لا يعلم ويعمل ما لا يفهم ) واقعنا اليوم خليط بين هذا وذاك، دون قيم ولا مباديء ولا برامج تنفذ ، واقل تقدير برامج التثقيف غائبة حقا ، والى متى يبقى ( المفترس ينهش بلحمنا ويسكب دمنا )، ونحن منتظرين لواحدنا الآخر سوءاّ ونتفاّ ونبشاّ وأفتراساّ ؟ يا ترى؟؟

حذرنا ونحذر شعبنا الابي ، للاستفادة من الدروس المؤلمة ، من الدماء الزكية ، من الفقر الموجع ، من الامراض المزمنة ، من الحياة السقيمة ، من العنف المستمر ، من الامن الغائب والاستقرار المفقود لسنين طويلة ، من الجوع المرادف ، من الشهادة المستمرة بثمن باطل ، خسرنا شعبا وسنخسر وطنا في غياب وحدتنا ، ومحبتنا وسلامنا مع بعضنا بصدق ونوايا حية متينة .

الدماء الطاهرة التي روت تربتنا ، نستثمرها بقوة وحدتنا ، بانتشال شعبنا من الانا المقيتة المزروعة فينا ، من حب الذات العقيمة المرادفة لنا ، من الفساد المادي والخلقي والمصالحي المتعشعش في داخلنا ، نقول كلمة خيرامام الناس للتظاهر فقط ، والشرور مزروعة في فكرنا وقلوبنا ، سنخسر الكثير في الحياة القادمة وستحاسبنا الاجيال اللاحقة ، ويحكموا علينا بما لا يرضينا جميعا ..

لنكون بمستوى الحدث ، الذي يخدم الجميع والى الجميع ونحو الجميع ، بعيدا عن الانانية وقلعاّ لكلمة الأنا المقيتة من قاموسنا الانساني ، وفي خلافه سيكون الثمن باهضا لجيلنا وللاجيال اللاحقة ، ولا تسلم حتى تربتنا التي نحن عليها لا الآن ولا في المستقبل .

لنعزي شعبنا وانفسنا ، ولنحترم دمائنا ، لنسمد ارضنا ، ونعي واجباتنا الانسانية والوطنية ، بعيدا عن القومية والاثنية العنصرية والطائفية المقيتة ، حبا بالوطن والوطنية والمواطنة الصادقة الصالحة ، في كل الاوقات ومع الزمن..

 

ملبورن \ استراليا

 

3 \ 11 \ 2010