اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• لا اشجب لا اندد ولا ادين

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

رأي بقلم: آشور سمسون

 

 مقالات اخرى للكاتب

·     لا اشجب لا اندد ولا ادين

 

رغم احاسيس الأسى والحز في النفس والحسرة والألم والغضب والهيجان لمعاناة ومأساة ابرياء من ابناء شعبي واجهوا ابشع جريمة ضد انسان لم يقترف سوى ذنب الركوع والصلاة في بيت الله من اجل السلام للوطن والانسان. رغم كل هذا فاني سوف اغالي وابالغ لوقلت انني اقدر واتحسس واعيش معاناتكم، لانه فعلا كان ارهاب بشع ورهيب وما عشتموهم خلال تلك الساعات لا يستطيع اي انسان ان يتحسسه الا من كان معكم في المحنة. فايمانكم ايها الاحبة هو شفيعكم الوحيد في مأساتكم. ولكن اعفوني لاني قررت ان لا اشجب لا اندد ولا ادين.

 

مع تقديري واحترامي لكل دمعة مريرة صادقة ذرفت من المقل المثقلة بالجراح، كل صرخة ضمير عفوية انطلقت من بركان صدر جريح، كل كلمة نطقت ام خطت او رسمت احساسا صادقا وقولا حصيفا وحكيما ان كانت في مقالة، ام تظاهرة، او مطاليب. الا انني للأسف الشديد احاسيس الاسى والالم عندي اختلطت بمشاعر التقزز والاشمئزاز وحتى التقيوء، وانا أقرأ كلمات واسمع تصريحات وبيانات واشاهد دعوات ومطالب وتحركات كاريكاتورية مبكية لبعض ابطال انتهاز الفرص الذهبية، حتى ولو كانت على حساب مأساة الشعب لكي تحقق هدف البروز والظهور والريادة. لذا اعفوني يا اعزائي لاني قررت ان لا اشجب لا اندد ولا ادين.

 

اقولها بمرارة والم وجرح دامي، (شكرا) يا سيدة النجاة لجرحك، (شكرا) يا طفلي يسوع لدمكم  الزكي الطاهر ودم كهنتكم ورفاق دربكم في شهادة الاحد الدامي، لأن شهادتكم قد أنست قيادة شعبنا غرورهم وحروبهم الداخلية لوهلة واستطاعوا ولأول مرة ان تلتقي اياديهم متعانقة في الهواء وتبان (كروشهم ) لترسم علامة ورمز الوحدة، وهتاف الجموع بالوحدة قد انتشتهم ونرجو ان لا تكون نشوة سكر عابرة. ولكن اعفوني لاني قررت ان لا اشجب لا اندد ولا ادين.

   

شكرا لكم لأن شهادتكم قد صعقت اقلام بعض كتابنا من غفلتهم وهم الذين كانوا لسنين طويلة يبدعون في دق اسفين الخلاف بين فعاليات وسياسي شعبنا من خلال اختيارهم للتملق والانحياز للعضلات الكبيرة والموائد العامرة على حساب اهداف وقضايا مصيرية لشعبنا، واليوم تراهم اول الباكين، يذرفون الدموع وينشدون وحدة الصف ودق ناقوس الاخطار، والمناداة بالاهداف والقضايا التي كانوا يحاربوها بضراوة. نرجو ايها الاخوة ان تكون مناشدتكم صادقة ودموعكم هي دموع صحوة وليست دموع تماسيح تتلذذ مرة اخرى بشهرة الظهور والبروز. ولكن اعفوني فأني  قررت ان لا اشجب لا اندد ولا ادين.

 

شهادتكم ايها الاحبة قد جعلت كل فرد منا ناطق رسمي بأسم الشعب، يغني كل واحد على ليلاه. مطاليبنا متضاربة، أحدنا يطالب بأن يفرغ العراق من مسيحيه ويهاجر. واخريطالب بأقليم، وأخر بمحافظة او حكم ذاتي دون ان يقدموا لحد  اليوم دراسات او برامج او اليات واقعية للحصول على هذا الاقليم تلك المحافظة او ذلك الحكم. والطامة الكبرى عند قائد الضرورة الذي لا زال يتباكى ويلهث وراء حقيبة وزارية في الحكومة المقبلة، وارجو ان يمنحوه وزارة المواصلات لكي تتوفر له وسائل نقل كافية يصفها على حدود العراق لاستقبال الملايين من مهاجري شعبنا الذي حتى لو بقي وحده في العراق سوف يقنعهم بالعودة والسكن في كل العراق لأن الافكار الاخرى من منطقة امنة او حكم ذاتي فهي خيال عند الذين لا يفقهون شيئا بسياسة وجغرافية العراق. وقائد اخر لا يستغل لقاء مع فضائية ليعبر عن قضية شعب ومطالب ويرفض ان يجيب حتى على سؤال واحد، وبدل ذلك يبدا بالاطراء والمديح للفضائية وعملها الدؤوب ومن بعد ذلك يأخذه الانفعال وهو يتلو بيانا مكتوبا ليقوم بذم نفس الفضائية ويؤكد ان شعبنا بخير ولا يحتاج الى شيئ. مرة اخرى نجحنا في تقديم شهادة اثبات وطنيتنا على حساب قضيتنا ومأساتنا وحقوقنا. اما عنا نحن، القيادات المليونية لشعبنا في المهجر المرتاح فحدث ولا حرج فكل واحد منا يقدم مطالب خرافية طويلة عريضة مملة وعقيمة تعكس سذاجة، قلة خبرة وقصر نظرنا وتخلفنا السياسي، نقدمها للمنظمات الدولية ورؤوساء دول اصحاب القرار وكأن لا شاغل لهم سوى قراءة مطالبنا هذه    التي نقدمها وعليهم التنفيذ. اعفوني لاني قررت ان لا اشجب لا اندد ولا ادين.

 

لقد اصبحنا شعب الهوس والصخب والزوبعات الفنجانية، حروبنا مع الخصوم في قضايانا المصيرية مبارازت دون كيشوتية اما مع ذاتنا واخوتنا فهي حرب ضروس طاحنة من اجل المناصب الكارتونية وكعكة التسميات السامة والمقيتة. نشجب وندين ونندد، نكرر دائما عبارة سوف نفعل سوف نحقق سوف ننفذ، ولكن ابدا عبارة فعلنا، حققنا، نفذنا. عفوا لقد قررت ان لا اشجب او ادين او اندد.

لا أريد ان اشجب اندد او ادين، بل ما اريده هو ان تكون لنا قيادات سياسية محنكة، شخصيات مثقفة واعية، لها دبلوماسية متمرسة، شخصيات فعلا تحترمها وحتى لو اختلفت معها في الافكار، نريد قيادات روحية حكيمة وشجاعة، لها بلاغتها وفصاحتها، لها ثقلها الروحي والمعنوي في الشعب والدول والرؤوساء. نريد مؤسسات قومية مهجرية غير تحزبية، كبيرة وفاعلة ومؤثرة، لها شخصياتها المعروفة باستقلالية قرارتها ونزاهتها القومية، مقبولة من قبل الاغلبية في الاوساط السياسية لشعبنا وفاعلة في الاوساط السياسية الدولية. شخصيات بتخصصات اكاديمية وكاريزمة دبلوماسية ونضوج في التحرك والنشاط والفعل. نريد رأس مال يدار من قبل هذه المؤسسات الغير حزبية وهذه الشخصيات، رأس مال يخدم في تدويل قضايانا المصيرية، ويمنح لمؤوسساتنا القومية قدرة الفعل والحركة والتأثير.

نريد اعلام مؤسساتي حر ومستقل ونزيه، فاعل ومؤثر في اوساط شعبنا وفعالياته السياسية والدينية والمؤسساتية وثم في الاوساط الدولية، انتماءه فقط للقضية القومية ومصلحة الامة، يمتلك الكوادر الاعلامية ذوي الخبرة والثقافة والتخصص.

حين نعمل معا لكي نمتلك هذا، نستطيع حينها ان نضمن بأن شجبنا وتنديدنا وادانتنا لا تكون هوس وصخب وزوبعات فنجانية، بل يكون نتاجها وحدة مطالب  ذكية ومدروسة، تحركات وفعاليات منظمة ومنسقة، نتائج وقرارات وادانات وعواقب. لحين ذلك اعفوني لاني قررت ان لا اشجب لا  اندد ولا ادين.

     

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.