كـتـاب ألموقع

• تجارة التعذيب فى عراق المالكى

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

جودت هوشيار

مقالات اخرى للكاتب

تجارة التعذيب فى عراق المالكى

قالت منظمة هيومن رايتس ووج " Human Rights Watch "

فى تقرير لها ( مؤلف من ثمان صفحات ) نشر مؤخرا ، أن فى العراق سجون سرية ، يجرى فيها أبشع أنواع التعذيب الجسدى و النفسى بحق المعتقلين . و تقول " صحيفة Los Angeles Times " الأميركية فى عددها الصادر فى منتصف هذا الشهر ،

ان كل ذلك يجرى بعلم و موافقة و أشراف رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى .

و جاء فى تقريرالمنظمة " ان العديد من السجون السرية ، ما زالت غاصة بالسجناء ، رغم أعلان الحكومة العراقية قبل حوالى سنة واحدة ، أغلاق جميع السجون السرية فى البلاد "

و يضيف التقرير أن الأعتقالات الجماعية التى جرت خلال شهرى أكتوبر و نوفمبر من العام الماضى شمات المئات من العراقيين من دون توجيه تهم محددة اليهم و من دون أوامر قضائية ، بل لمجرد الأشتباه بمعارضتهم لنظام المالكى . كما جرت أعتقالات جماعية مماثلة فى شهر آذار الماضى قبيل أنعقاد القمة العربية فى بغداد و لم يطلق سراح معظمهم لحد الآن .

و يقول مدير فرع المنظمة فى الشرق الأوسط جو ستورك " أن على الحكومة العراقية أن تكشف على الفور أسماء و أماكن حجز جميع المعتقلين و أطلاق سراحهم و من ثم القيام بتحقيق مستقل حول عمليات الأعتقال و التعذيب و محاسبة كل من له ضلع فى أنتهاك حقوق العراقيين ."

القوات الأمنية العراقية تعتقل العراقيين و العراقيات على نحو غير قانونى ، من دون توجيه أى تهم و من دون أى محاكمة ، و تعزلهم عن العالم الخارجى تماما و تسىء معاملتهم و تهين كرامتهم و تحشرهم فى زنزانات تفتقر الى أبسط الشروط الصحية و الأنسانية.

و لم يتطرق تقرير المنظمة الى ظاهرة يعرفها كثير من العراقيين و هى ، ان التعذيب أصبحت تجارة تدر أموالا طائلة على المحققين و القضاة و السجانين و رجال الأمن و الشرطة ، حيث يتم بعد أعتقال أى شخص ، الأتصال بذويه و الطلب منهم دفع مبلغ مالى محدد ، لقاء أعفاء المعتقل من التعذيب ، و عند الأمتناع عن الدفع ، يجرى تعذيبه على نحو أشد. و أمعانا فى ألحاق الأذى النفسى بذوى المعتقل ( زوجته و أطفاله و والديه فى أغلب الأحيان ) و أنتقاما منهم لأمتناعهم عن دفع المبلغ المطلوب ، يتم أحيانا السماح لهم بمقابلة المعتقل و ألقاء نظرة عليه و قد تحول الى أنسان آخر يصعب التعرف عليه و تبدو آثار التعذيب الجسدى الوحشى واضحة على وجهه و أنحاء جسمه ، و هذا الأستخفاف بحياة البشر و كرامتهم ، أصبح سمة لحكومتنا الرشيدة و رجالها الميامين ! . و حتى عندما يستجيب اهل المعتقل مرغمين لتهديدات ( رجال الأمن و القضاء ) و يدفعون الرشوة المطلوبة ، يتوقف التعذيب لبضعة أيام ، ليستأنف بعدها و يتكرر الأتصال بذوى المعتقل ، لأبتزازهم من جديد .

التعذيب فى عراق المالكى بات روتينا يوميا فى السجون السرية المنتشرة فى طول البلاد و عرضها ، و سجن ( الشرف ) فى المنطقة الخضراء ليس الا واحدا منها ، و ربما لا تعلم المنظمة بمواقع السجون السرية الأخرى .

إن أنتزاع الأعترافات بالأكراه و التعذيب إزداد في الآونة ألأخيرة ، أضافة الى تعطيل إجراءات إطلاق سراح الأبرياء الذين يبرئهم القضاء ، حيث لا يتم إطلاق سراحهم إلا بعد تسلم القائمين على السجون والمعتقلات مبالغ مالية باهظة من ذويهم .

و كما هى عادة الأنظمة القمعية ، فقد بادرت حكومة المالكى - التى تحتكر الحكم و تسرق المال العام و تستخدم الأجهزة الأمنية ضد معارضيها لأزاحتهم ، ليس عن السلطة أو العملية السياسية فقط ، بل تصفيتهم جسديا أيضا - الى أصدار بيان تنفى فيه ما جاء فى تقرير " منظمة هيومن رايتس ووج " Human Rights Watch "

من حقائق و أدلة دامغة موثقة أستنادا الى شهادات الضحايا و شهود العيان و زيارة السجون العراقية و بخاصة سجن ( الشرف ) السرى .

المالكى يقول دائما عكس ما يفعل ، حتى فقدت الكلمات معانيها ( الدولة ، سيادة القانون ، حقوق الأنسان ، القضاء العادل )

شعار " دولة القانون " خدعة لم تعد تنطلى على أحد ، بعد كل ما جرى و يجرى فى ظل حكم هذا الائتلاف ) . الذى ينتهك الدستور و القوانين النافذة و أستقلال القضاء و حقوق الأنسان على نحو صارخ يوميا .أى أننا أصبحنا نعيش فى ظل أرهاب الدولة الرسمى المقنع بالكلمات المعسولة و التصريحات العنترية لجوقة المطبلين و المزمرين المقربين من القائد الضرورة الجديد ، و مما يثير السخرية حقا ، هو تأكيد رئيس و أعضاء الجوقة ، أننا نعيش فى ( دولة القانون ).. ألم أقل أن الكلمات فقدت معانيها فى عراق المالكى !

جودت هوشيار

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.