اخر الاخبار:
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• تجارة التعذيب فى عراق المالكى

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

جودت هوشيار

مقالات اخرى للكاتب

تجارة التعذيب فى عراق المالكى

قالت منظمة هيومن رايتس ووج " Human Rights Watch "

فى تقرير لها ( مؤلف من ثمان صفحات ) نشر مؤخرا ، أن فى العراق سجون سرية ، يجرى فيها أبشع أنواع التعذيب الجسدى و النفسى بحق المعتقلين . و تقول " صحيفة Los Angeles Times " الأميركية فى عددها الصادر فى منتصف هذا الشهر ،

ان كل ذلك يجرى بعلم و موافقة و أشراف رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى .

و جاء فى تقريرالمنظمة " ان العديد من السجون السرية ، ما زالت غاصة بالسجناء ، رغم أعلان الحكومة العراقية قبل حوالى سنة واحدة ، أغلاق جميع السجون السرية فى البلاد "

و يضيف التقرير أن الأعتقالات الجماعية التى جرت خلال شهرى أكتوبر و نوفمبر من العام الماضى شمات المئات من العراقيين من دون توجيه تهم محددة اليهم و من دون أوامر قضائية ، بل لمجرد الأشتباه بمعارضتهم لنظام المالكى . كما جرت أعتقالات جماعية مماثلة فى شهر آذار الماضى قبيل أنعقاد القمة العربية فى بغداد و لم يطلق سراح معظمهم لحد الآن .

و يقول مدير فرع المنظمة فى الشرق الأوسط جو ستورك " أن على الحكومة العراقية أن تكشف على الفور أسماء و أماكن حجز جميع المعتقلين و أطلاق سراحهم و من ثم القيام بتحقيق مستقل حول عمليات الأعتقال و التعذيب و محاسبة كل من له ضلع فى أنتهاك حقوق العراقيين ."

القوات الأمنية العراقية تعتقل العراقيين و العراقيات على نحو غير قانونى ، من دون توجيه أى تهم و من دون أى محاكمة ، و تعزلهم عن العالم الخارجى تماما و تسىء معاملتهم و تهين كرامتهم و تحشرهم فى زنزانات تفتقر الى أبسط الشروط الصحية و الأنسانية.

و لم يتطرق تقرير المنظمة الى ظاهرة يعرفها كثير من العراقيين و هى ، ان التعذيب أصبحت تجارة تدر أموالا طائلة على المحققين و القضاة و السجانين و رجال الأمن و الشرطة ، حيث يتم بعد أعتقال أى شخص ، الأتصال بذويه و الطلب منهم دفع مبلغ مالى محدد ، لقاء أعفاء المعتقل من التعذيب ، و عند الأمتناع عن الدفع ، يجرى تعذيبه على نحو أشد. و أمعانا فى ألحاق الأذى النفسى بذوى المعتقل ( زوجته و أطفاله و والديه فى أغلب الأحيان ) و أنتقاما منهم لأمتناعهم عن دفع المبلغ المطلوب ، يتم أحيانا السماح لهم بمقابلة المعتقل و ألقاء نظرة عليه و قد تحول الى أنسان آخر يصعب التعرف عليه و تبدو آثار التعذيب الجسدى الوحشى واضحة على وجهه و أنحاء جسمه ، و هذا الأستخفاف بحياة البشر و كرامتهم ، أصبح سمة لحكومتنا الرشيدة و رجالها الميامين ! . و حتى عندما يستجيب اهل المعتقل مرغمين لتهديدات ( رجال الأمن و القضاء ) و يدفعون الرشوة المطلوبة ، يتوقف التعذيب لبضعة أيام ، ليستأنف بعدها و يتكرر الأتصال بذوى المعتقل ، لأبتزازهم من جديد .

التعذيب فى عراق المالكى بات روتينا يوميا فى السجون السرية المنتشرة فى طول البلاد و عرضها ، و سجن ( الشرف ) فى المنطقة الخضراء ليس الا واحدا منها ، و ربما لا تعلم المنظمة بمواقع السجون السرية الأخرى .

إن أنتزاع الأعترافات بالأكراه و التعذيب إزداد في الآونة ألأخيرة ، أضافة الى تعطيل إجراءات إطلاق سراح الأبرياء الذين يبرئهم القضاء ، حيث لا يتم إطلاق سراحهم إلا بعد تسلم القائمين على السجون والمعتقلات مبالغ مالية باهظة من ذويهم .

و كما هى عادة الأنظمة القمعية ، فقد بادرت حكومة المالكى - التى تحتكر الحكم و تسرق المال العام و تستخدم الأجهزة الأمنية ضد معارضيها لأزاحتهم ، ليس عن السلطة أو العملية السياسية فقط ، بل تصفيتهم جسديا أيضا - الى أصدار بيان تنفى فيه ما جاء فى تقرير " منظمة هيومن رايتس ووج " Human Rights Watch "

من حقائق و أدلة دامغة موثقة أستنادا الى شهادات الضحايا و شهود العيان و زيارة السجون العراقية و بخاصة سجن ( الشرف ) السرى .

المالكى يقول دائما عكس ما يفعل ، حتى فقدت الكلمات معانيها ( الدولة ، سيادة القانون ، حقوق الأنسان ، القضاء العادل )

شعار " دولة القانون " خدعة لم تعد تنطلى على أحد ، بعد كل ما جرى و يجرى فى ظل حكم هذا الائتلاف ) . الذى ينتهك الدستور و القوانين النافذة و أستقلال القضاء و حقوق الأنسان على نحو صارخ يوميا .أى أننا أصبحنا نعيش فى ظل أرهاب الدولة الرسمى المقنع بالكلمات المعسولة و التصريحات العنترية لجوقة المطبلين و المزمرين المقربين من القائد الضرورة الجديد ، و مما يثير السخرية حقا ، هو تأكيد رئيس و أعضاء الجوقة ، أننا نعيش فى ( دولة القانون ).. ألم أقل أن الكلمات فقدت معانيها فى عراق المالكى !

جودت هوشيار

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.