كـتـاب ألموقع

• لا تتدثروا بعباءة السيد السيستاني بعد اليوم

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسن الخفاجي

مقالات اخرى للكاتب

    لا تتدثروا بعباءة السيد السيستاني بعد اليوم

 

قال احد الحكماء:(من عيوب البشر انه لا يفكر بالعاصفة عندما يعيش بهدوء) .هذه الحكمة تنطبق على الحكام العرب , الذين غابت عن تفكيرهم واستبعدوا نهائيا عاصفة الشعوب المظلومة , لو نفضت عنها غبار الذل , وانتفضت بوجه جلاديها .

المرجعية الدينية  متمثلة بالسيد السيستاني كانت في قمة الوضوح في بيانها الأخير.  أعلن وكلاء السيد السيستاني والناطق باسمه أكثر من مرة: إن المرجعية لن تقف الى جانب أي جهة أو فريق سياسي ,وهي تقف إلى جانب العراقيين , لكن أصحاب (الجنابر) السياسية ما انفكوا يقحمون المرجعية , سواء من استغل صورة السيد في الانتخابات الأولى , أو من استغلوا اسمه , أو أوحوا للناس ان قائمة معينة , أو تشكيلا معين يحظى بقبول المرجعية . هذه الأمور حصلت في فترات  سابقة في مواسم الانتخابات تحديدا.

بيان السيد السيستاني الأخير بحاجة إلى ان يصبح واقعا من خلال التطبيق , من الذين كانوا يدّعون إنهم يطبقون توجيهات المرجعية , من نقصدهم من كل الفصائل السياسية  من غير المسلمين ومن المسلمين الشيعة والسنة.

 طالب السيد بخطوات محددة , منها ما يخص ملف الخدمات , وتوفير فرص العمل, والبطاقة التموينية , ومكافحة الفساد , وطالب نصا بالاتي:(( إلغاء الامتيازات غير المقبولة , التي منحت للأعضاء الحاليين والسابقين في مجلس النواب ومجالس المحافظات ولكبار المسؤولين في الحكومة , من وزراء وذوي درجات خاصة وغيرهم , والامتناع عن استحداث مناصب حكومية غير ضرورية  تكلف سنويا مبالغ طائلة من أموال هذا الشعب المحروم , وإلغاء ما يوجد منها)) .

كان البرلمانيون واغلب الساسة يدّعون وصلا بالمرجعية , ها هي المرجعية تدعوهم لإلغاء الامتيازات , التي منحوها لأنفسهم , وإلغاء المناصب غير الضرورية .

هل من مجيب وملبي لنداء المرجعية ؟ .

هل يعقل ان تدار امريكا بـ15 حقيبة وزارية, وتدار اليابان بـ14حقيبة, وتدار الصين بـ27  حقيبة  , وتدار فرنسا بـ15 حقيبة, وتدار انكلترا بـ20 حقيبة وزارية, ويدار العراق بـ42 حقيبة وزارية , هذا هو الفساد بعينه . وليسمه المتحاصصون ما شاؤوا من أسماء.

هل يعقل ان يتمتع نواب قضى بعضهم فترته النيابية بالتغيب راتبا تقاعديا ضخما  في فترة لو حسبت كساعات عمل لا تتجاوز الأشهر , ويتقاضى المتقاعدون العراقيون الذين خدموا العراق لفترات طويلة مبالغ زهيدة !؟.

هل يعقل ان يشرع البرلمانيون قوانين وامتيازات تخصهم دون شمولهم بضوابط الخدمة؟ ,  تلك الضوابط التي تحصي على المتقاعد أنفاسه , من كان متقاعدا لأسباب صحية ولم يكمل الخدمة يقتص القانون منه , دون مراعاة لظروفه الصحية وللأسباب السياسية والاجتماعية التي  أجبرتهم على التقاعد , بكل هذه القسوة يعامل المتقاعدون, ويخمط النواب وأعضاء مجالس المحافظات السابقون الرواتب الضخمة .

تعليمات وتحذيرات السيد السيستاني واضحة , وهي تتطابق مع ما يريده الشعب , وما طلبه المتظاهرون من مطالب , من أراد الركوب في سفينة الشعب من الأحزاب والقوائم  والأفراد , عليه الخروج من معطف الذاتية (والخمط) للانصهار مع الشعب!.  

سوف لن يمنع العراقيون أي مانع في التظاهر , وسوف لن يقتنعوا بأي سبب يعطل تظاهرهم , ما لم تحقق مطالبهم خلال السقف الزمني المحدد .

ان امتدحت المرجعية المتظاهرين لرقيهم الحضاري , فان من احرقوا الدوائر, ومن رفعوا أعلام صدام وشعاراته , ومن نهبوا , ومن احتجوا احتجاجات رافقها عنف , غير مشمولين بالمديح , ويجب الحذر منهم , وفرزهم ومعاقبتهم .

 نشط بعض الإخوة الأعزاء والأصدقاء والقراء الكرام في الآونة الأخيرة بإرسال رسائل الكترونية كثيرة , محتواها إعادة للتذكير بجرائم صدام , ومنهم من أرسل لي مستندات تثبت مشاركة حزب البعث , وهيئة علماء المسلمين في التحريض على التظاهرات يوم 25شباط . لكل هؤلاء الأعزاء أقول: سعيكم مشكور. البعث والضاري معرفون ونبهت من أجنداتهم في مقالي السابق (أشم منها رائحة غريبة) . كان الأجدر ان يتوازى نشاطكم بنشاط آخر, من المفيد جدا ان تذكّروا الساسة بعدالة وزهد الإمام علي ع لعلهم يتعظوا أو يتذكروا  .

شيء جيد ان لا ننسى جرائم صدام , والأجود منه ان يبتعد الساسة عن الممارسات الصدامية , في العيش المترف المرفه , وتجويع الشعب , وسرقة حقوقه , وقمع  حرياته. إن أصروا على ممارساتهم , فان عددا غير قليل من الشعب سيخرج في التظاهرات القادمة حتى وان قال قائل: الضاري وعزت هم من يقود التظاهرات من ساحة التحرير!.

على الساسة ان يعرفوا شيئا :ان الطوفان إذا عم -لاسمح الله - سيغرق الجميع .

          السيد السيستاني لن يقبل ان يتدثر احد باسمه .لا احد  يدعّي التدثر بعباءة المرجعية بعد اليوم .

 

بيان السيد السيستاني على الرابط التالي

http://www.sistani.org/local.php?modules=extra&eid=2&sid=154

 

(الحكيم يفضل اللوم الذي يفيده على المديح الذي يفضحه) بيير كوناري

 

2011-3-2

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.