(جاسم الحلفي) و (هيفاء الأمين) وجهان لشيوعية واحدة// حامد كعيد الجبوري

اقرأ ايضا للكاتب

إضاءة

(جاسم الحلفي) و (هيفاء الأمين) وجهان لشيوعية واحدة

حامد كعيد الجبوري

 

 

   يتساءل الكثير  بحسن أو بسوء نية ، لماذا لم يفلح الشيوعيون بالحصول على مقاعد في البرلمان العراقي لعام 2014 م وما قبل هذه الانتخابات ؟ ، هل الخلل في الشيوعية ؟ ، أم الخلل بالشيوعيين ؟ ، ولست ناطقا رسميا  أو مخولا بالإجابة عن هذه التساؤلات من قبل الشيوعيون أنفسهم ، ولكني كأي متتبع لما يدور حولي أضع إجابات مقنعة لي على أقل تقدير ، فلو كان الخلل بالشيوعية فكرا وتاريخا ونضالا ومواقف وطنية لما أستطاع الحزب الشيوعي الصمود بوجه كل الأفكار والمشاريع الظلامية  منذ تأسيسه قبل ثمانون عاما وليومنا هذا ، رغم تسخير كل منابر الخطابة فرادى وجمعا لتحجيم وتغييب دور هذا الحزب الذي قدم للعراق ما لم يقدمه غيره من ضحايا وقرابين على مصارع الحرية والتحرر ، ولا يزال غير المقتنعين بأفكار الحزب ولا أقول عدوا  له السير والحذو بما نهجه هذا الحزب الأصيل ، وجعلوه مضرب مثل لهم يثقفون كوادرهم بما رسمه الحزب الشيوعي للوقوف بوجه الطغاة على مر الحقب من السنين الماضية ، وكلهم يعترفون بأن هذا الحزب وأعني الشيوعي حزب يتخذ من الثقافة وحب الناس والوطن  ديدنا لمسيرته المشرفة ، ولو كان الخلل بالشيوعيين بعدم تواصلهم مع قواعدهم الجماهيرية العريضة ورفاقهم وأصدقائهم فدليل ما حصده المرشحون الشيوعيون كاف لدحض هذا الإدعاء الباطل ، وهناك رأي آخر يقول أن الشيوعيين لا يعرفون ولا يحسنون التعامل باختيار حلفائهم ؟ ، وهنا أثبت رأيي الخاص أيضا وأقول ، هل القيادات الشيوعية بعيدة عن الشارع العراقي ولا تعرف بماذا يفكر الشيوعيون ليصلوا لقبة البرلمان بالطرق التي يتبعها غيرهم ؟ ، وماذا نريد من الشيوعيين ليحصلوا على مجمل أصوات تؤهلهم لقبة البرلمان ؟ ، هل نريدهم أن يتحالفوا  مع كل طائفي مأجور ليحصدوا أصوات المغرر بهم طائفيا ؟ ، أم يتحالفون مع كيانات أخرى لا نعلم مصدرا لتمويلها ؟ ، أم يتحالفون مع دعاة العشائرية والطبقية وتمزيق النسيج المجتمعي العراقي ؟ ، كلا فالقيادة الشيوعية وكوادر الحزب أناس عراقيون يعرفون دهاليز السياسة ومطباتها  ولا يريدون كسب الأصوات بهذه الطرق التي أوصلت العراق لما هو عليه الآن ، أذن أين يكمن الخلل ؟ ، وبرأي متواضع أستشفه من خلال متابعتي الشخصية ، ومن خلال حوارات سياسية مع أصدقاء وغيرهم وجدت أن الخلل يكمن في قانون الانتخاب الجديد الذي أعتمده الساسة الكبار لحصد الأصوات لصالح تجمعاتهم وأحزابهم وكتلهم ,  قانون ( سانت ليغو المعدل ) الذي أستطاع سرقة أصوات الناخبين بهذه الطريقة المجحفة والظالمة تماما ، ولكي تتضح الصورة لنأخذ مثلا مدينة بغداد العاصمة العراقية ، عدد مقاعد نواب بغداد  هو ( 71 ) مقعد ، نستثني منها أثنين ( الكوته ) ، وأثنين أيضا  هما السيد ( مثال الآلوسي ) الذي حصل على قرابة ( 31 ) ألف صوت ، والسيد فائق الشيخ علي الذي حصل على قرابة (  27 )  ألف صوت  ، بقي لنا ( 67 ) مقعد ، الفائزون من هؤلاء هم سبعة رؤساء الكتل الكبيرة فقط ، مضافا لهم بعض أسماء حصدوا أكثر من ( 40 ) و (  50 ) ألف صوت ، وبقية الذين وصلوا لقبة البرلمان حصلوا على أصوات أقل بكثير من ما حصده بعض المرشحين مستفيدين من أصوات رؤساء كتلهم – راجع نتائج انتخابات بغداد وحصول  البعض على 2000 صوت أهلته للوصول لقبة البرلمان ، ورئيس تيار حصل على 10000 ألآلاف صوت - ، ومرشح مثل ( جاسم الحلفي ) حصد أكثر من (  17 ) ألف صوت عراقي ولم تؤهله هذه الأصوات للوصول لقبة البرلمان ، والغريب أن ( الحلفي ) لا يحمل أحدا المسئولية ، ولا يقول سرقت الأصوات وأعطيت لغيري كما صرح للإعلام الكثير من الخاسرين ، وأقتنع بهذه النتيجة ولم يشكك بنزاهة أحد ووجه الشكر لناخبيه ، وتمنى التوفيق لمن يصل لقبة البرلمان ، محملهم مسؤولية الدفاع عن المواطن والوطن ، ومن المؤكد أن ما قاله ( جاسم الحلفي ) ستقوله المرشحة ( هيفاء الأمين ) لأنهما يرضعان من ثدي عراقي واحد ، ومن تربة عراقية وماء عراقي واحد ، وأنا أقول لا كما ستقوله ( هيفاء الأمين ) ، لأني أجد حيفا وظلما كبيرا وقع عليها ، هذه النصيرة الشجاعة ، والمثقفة المنهجية ، التي استطاعت أن تتخطى حواجز الطائفية والعرقية ودخلت الى المضايف العشائرية  ، وعقدت ندواتها التثقيفية لقائمتها في الشوارع والمقاهي والمنتديات العامة ، راكبة صهوة حبها لوطنها ولشعبها وحصدت أكثر من 12 ألف صوت عراقي ذيقاري سومري ، مقابل نساء أخريات وصلن للبرلمان بأقل من 1000 صوت ، وأخيرا أقول يمكن للشيوعيين الحصول على مقاعد كثيرة ولكنهم سوف يخسرون وطنيتهم وتاريخهم النضالي المشرف ، أدعوا من الآن كل العراقيين الوطنيين المخلصين لترتفع أصواتهم عالية للخروج من هذا ( السانت ليغو السئ ) الذي أضر وسيضر بنا وبعراقنا الذي سوف لن ينهض ثانية تحت هكذا ظروف وتعقيدات ودهاليز نفعية ضيقة ،  للإضاءة ........... فقط .