مقالات وآراء

قرار القول// أديبة جلو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

قرار القول

أديبة جلو

 

اسقي بدمع عيني كل الازاهير والاشواك , علها ترسم لي طريقآ اسير فيه .

نخلة باسقة تحتضر , وشجرة الدردار تبكي وحدتها , اسمع انين الزهور , التي تكاد ان تجف وتتيبس , ويطرق الى سمعي سقوط الثمار الجوفاء , يلوح لي ان الفجر غير أتي , وأنني سابقى اطارد دخان الكلمات , واثير ضجة تأثر في الاخرين , أذ أقرأ نفوسهم كما اقرأ نفسي في المرآة , فيشتد حنيني الى الانسانية التي اتنفسها , والتي كانت تفتح قماطي وانا صغيرة في المهد , هكذا انا , ارسم يوميآ واصنع تاجآ بلألئ الفكر , كي اضعه على رأسي . لي قلب ككبر البحر , حيث تحلق النوارس فوقه , وشرايني تمتد الى الارض , فأسقي بدمي الصخور والينابيع ...... حقآ أنها لحياة موجعه , مليئة بلألام , تصديتها ..... وأخذت مركبي الى مكان قصي , حيث هناك الطمأنينة والسلام , والحب والوئام .

اسير واسير , علني اعثر على اجابات لأسئلة , كنت قد سألتها منذ زمن , لكن شوقي الى الحقيقة يحرقني .

سأناضل كي البس جلدآ ناصعآ كاللؤلؤ , ولا ألوث يدي بدم خطيئات ولو كانت صغيرة , فلقد حملت صليبي , وسأزرعه في كل شبر , ها أنا ذا بين الحلم والحقيقه , فلا اعتقد ان هناك خطوات بينهما , حيث أنني سأصطاد كل الآلئ والجواهر , واشيد بنيانآ راصخآ لعقلي , الذي لن يرتوي , من كل ما هوة موجود في الدنيا ... انير بأبتسامتي كل مصابيح الكون , واقرع الناقوس لكل الفقراء , حيث تتقاطر الحمائم على كفي , وبقي السهم الذي اخترق ظهري ولازال يؤذيني .

ما بالي لا اتجاوز الجبال ؟... بلى ... أذ اشعل مصابيح على قممها , كي تنزل الرحمة على القلوب , فأأوي كل الفقراء في صومعة قلبي , أذ امد شرايني الى المقابر , كي أسقي الموت ماء الحياة . غدى الموت لنا حلمآ بنفسجيآ , نحلم به كل ليلة , وحين نأوي الى فراشنا , نتحسس قلوبنا , فلانجدها خاوية , بل مليئة بالذكريات . لا أنبس سوى بالتراتيل , ولا اسمع سوى رنين الناقوس , حيث ادارت الحياة ظهرها لي , وبقيت انتظر وأعد ساعاتي وأيامي الخوالي , وأحاول ان أقطع بالسكين , امتداد خيوط الزمن ولكن هناك نداء يهتف في أذني .., سيري ولاتلتفتي الى الوراء .

 

نعم اسير , ولاكنني بين كل خطوة وخطوة , التفت الى الوراء , كي أتأمل تلك الاعشاب التي أخضرت أثر خطواتي , أشم عبقها واسير علني اصل الى زهرتي الأثيرة , التي زرعتها في أرض السراب . أسير كي اشم عطرها , وأبقى جنبها كي لاتذبل . ها أنا ذا سائرة في طريقي , وانا متيقنه من أنني , سأصل الى المرفأ واشرب ماء السكينة , واغمض عيني واصمت .