اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

يتوجب الإهتمام بأطفال التوحد// د. ناهدة محمد علي

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

 

 

الموقع الفرعي للكاتبة

يتوجب الإهتمام بأطفال التوحد

الدكتورة/ ناهدة محمد علي

 

إزدياد حالات التوحد في الدول العربية مثل العراق ودول الخليج واليمن وسوريا

 ومصر والمغرب العربي يجعلنا نقف أمام هذه الظاهرة بتحليل أسباب الخلل الحاصل في أدمغة أطفالنا.

إن الخلل في وظائف المخ لدى أطفال التوحد هو عبارة عن تغير في كمياء المخ وأسبابه الرئيسية محصورة في إزدياد نسبة التلوث في البيئة العربية، وإزدياد الصراعات المحلية وإنبعاثات الغازات السامة وإستخدامات الأسلحة بكافة أنواعها مع كم الهدم في البنى التحتية ولمجاري الصرف الصحي كذلك إستخدامات الأسلحة الكيميائية ونسبة الإشعاع المتزايدة في بعض الدول مثل العراق والتلوث الحاصل من آبار النفط والغاز. إن تواجد المؤسسات الصناعية داخل المدن وبدون برمجة أو تخطيط قد عرض الصحة العامة لمخاطر كثيرة.

إن من الضروري عزل المؤسسات الصناعية عن المناطق السكنية والتي تزيد من نسبة ثاني أوكسيد الكاربون والغازات السامة الأخرى في الجو، كذلك الخراب الحاصل في الأبنية السكنية وعدم تواجد أنظمة مبرمجة لمياه الصرف الصحي،  والتلوث الحاصل في مياه الشرب مع شحتها وقلة الغطاء النباتي الذي يقوم بتلطيف الجو وتصفيته من الأتربة. كل هذا قد شكل عبئاً على النساء الحوامل وعلى تكون الدماغ في الأجنة.

هناك بعض الدراسات تؤكد على أسباب أخرى لمرض التوحد والتي هي بعض اللقاحات التي تأخذها الأم الحامل، ويبقى السبب الأساسي ماثلاً للعيان والذي هو التلوث الحاصل في البيئة العربية.

إن الأسباب الآنفة الذكر قد ساهمت في الخسارة المجتمعية لآلاف العقول التي كان يمكن أن تخدم بلدانها ومجتمعاتها وتدفع بعجلة الحضارة إلى أمام. إلا أن إزدياد مراكز التوحد في العالم العربي هو دليل واضح على إزدياد أعداد المصابين بمرض التوحد.

تشير الإحصائيات إلى التزايد المستمر في عدد الأطفال المصابين بالتوحد في العالم، ففي الولايات المتحدة هناك ١ من كل ٥٠ طفل أمريكي في سن الدراسة مصاب بخلل التوحد. وفي العالم من كل ١٠ آلاف حالة ولادة هناك ( ١٥ - ٢٠ ) حالة توحد. أما في العالم العربي فنجد في العراق مثلاً أن هناك ٧٥ حالة لكل ١٠ آلاف طفل، والرقم في إزدياد سريع، وفي سلطنة عمان هناك ١،٤ حالة لكل ١٠ آلاف، وفي دولة الإمارات فهناك ٢٩ حالة توحد لكل ١٠ آلاف طفل, أما في السعودية ففي حدود ٢٠١٢ كان هناك ٢٥٠ ألف مصاب بالتوحد وأعتقد أن الرقم بإزدياد مستمر. أما مناطق الصراع المشتعلة أو التي كانت مشتعلة بالأمس القريب مثل كردستان العراق ومناطق أخرى لا زالت مستعرة مثل سوريا واليمن يتكاثر أعداد المصابين بالتوحد بشكل سريع ومتفاقم، إلا أنه ليس هناك أرقام وإحصائيات محددة بأعداد المصابين بالتوحد بسبب  الوضع القائم في هذه الدول  والإرباك في المؤسسات الصحية وإنشغالها بالجرحى والمصابين لذلك  نفتقد إلى الرصد والإحصائيات المعطاة من قبل المؤسسات الصحية هناك.

إن الذي ساعد على تأزم وضع أطفال التوحد هو عدم الفهم الواضح من قِبل المجتمع والعوائل العربية لهذا الخلل المرضي ووضع الطفل المتوحد ضمن صنف الأطفال المجانين، والحقيقة العلمية تؤكد عكس ذلك، وقد يُعالج الطفل بطرق بدائية مثل السحر والشعوذة أو الضرب بالعصي أو الحبس الإنفرادي داخل البيت، وقد تخجل العائلة العربية من إظهار ذلك للمجتمع خاصة بالنسبة للإناث المتوحدات.

إن المناطق التي تكثر بها الصراعات المحلية في العراق وسوريا تزداد بها نسبة الأمراض العصبية والنفسية للنساء الحوامل والأطفال، حيث يولد الكثير من الأطفال في هذه المناطق بأمراض وتشوهات عقلية وجسدية والتي أهم أسبابها  الحرائق والمزابل والمياه الآسنة، كما أن الأوضاع النفيسة للكثير من النساء الحوامل قد ساعد على إنتاج أطفال بأمراض عصبية ونفسية مختلفة إبتداء بالكآبة والقلق النفسي وأنواع الفوبيا والهلع النفسي والذي سببه الأساسي هو المواقف الشرسة التي تتعرض لها الأمهات الحوامل مع عمليات التهجير والرعب اليومي الذي يتعرضن له.

إن الرعاية الصحية للأطفال المهجرين في الدول العربية والذين إنقطعوا عن عوائلهم بسبب الموت أو الضياع تكاد تكون مفقودة ولا يلقون الرعاية إلا من قِبل المنظمات الإنسانية العالمية  والكثير من هؤلاء الأطفال وأحياناً الرُضع منهم قد أنتشلوا من تحت الأنقاض، ومن الواضح أن بقاء هؤلاء الأطفال تحت الأنقاض لأيام وأحياناً لساعات طويلة قد أدى إلى نقص في كمية الأوكسجين في أجسامهم وهذا قد أثر كثيراً على صحة أدمغتهم بالإضافة إلى الرعب النفسي الذي عاشوه. ومن المؤسف أن الميديا العالمية والمحلية قد إستخدمت هؤلاء الأطفال كأوراق رابحة للمساومات السياسية.

إن ما نأكله نحن من حصرم يضرسه أطفالنا، وما نتعرض له من جرائم إنسانية بسبب ضيق الأفق السياسي ينعكس سلباً على صحة أطفالنا الجسدية والنفسية وقد يموت البعض منهم قبل أن يولد، والبعض الآخر يعاني طوال حياته ويدفع ثمن لجرائم لم يرتكبها . 

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.