اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

عالَمُ الصين الجديد الشجاع// محمد عارف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد عارف

 

عرض صفحة الكاتب 

عالَمُ الصين الجديد الشجاع

محمد عارف

مستشار في العلوم والتكنولوجيا

 

«إذا أراد أي شخص شجاعة فليأت وليشتر بعضها. لا يزال لدي فائض من الشجاعة أستطيع بيعه». يقول مثل صيني عمره نحو ثلاثة آلاف عام، كذلك شجاعة الصين في مواجهة وباء «كورونا»، يمكن أن تقدمها الآن لكوريا الجنوبية وإيطاليا وإيران وغيرها من بلدان تواجه خطر انتشار الوباء الذي دحرته الصين، وأعلنت قبل أيام بعثة منظمة الصحة العالمية في بكين تراجع الوباء، وهو ما كانت تؤكده منذ الأسبوع الماضي الحكومة المحلية في «يوهان» التي اندلع فيها، وكان علماء معهدها التابع للأكاديمية الصينية للعلوم قد اكتشفوا الفيروس مطلع الشهر الحالي خلال 72 ساعة من العمل المتواصل، وعرفوا تسلسل حمضه النووي. وبعد أسبوع سلّمت الصينُ «منظمة الصحة العالمية» الشريط الجيني للفيروس.

 

وكشفت الأبحاث أن مقاومة النساء لفيروس كورونا أقوى من الرجال الذين هم الجنس الضعيف في الإصابة به، حيث إن نسبة وفيات الرجال المصابين بالفيروس الذي يسبب التهاب الجهاز التنفسي تبلغ نحو 3% فيما نسبة الوفيات بين النساء المصابات نحو 2%، حسب «دائرة صحة النساء» في «معهد الصحة الوطني الأميركي». وقد حدث ذلك أيضاً مع وباء «إنفلونزا الجِمال» الذي أصاب بعض بلدان المنطقة عام 2012، وفي وباء الإنفلونزا الاعتيادية عام 2018. والسبب ليس فقط ارتفاع نسبة المدخنين بين الذكور مقارنةً بالإناث، بل لتكوين النساء البيولوجي، الأكثر مقاومة للفيروس الجديد. ومعجزة مناعة النساء، تعزز أفضلية البقاء للذرية التي تتشرب أجساماً مضادة من رضاعة حليب الأم، ويساعدها ذلك في مقاومة الأمراض عندما تكون أبدانها في طور النمو.

 

وأظهر الوباء قدرة الصين الخارقة على التعبئة، حيث عادت إلى الظهور مصطلحات الحرب الشعبية، وخلت من الناس شوارع مدن يسكنها الملايين. وذكر تقرير مراسل «نيويورك تايمز» في شنغهاي أن رجال الأعمال الذين كانوا سابقاً يتركون السياسة للحزب الشيوعي، طالما الحكومة تتيح لهم تكوين الثروات، قاموا بخطوة غير مألوفة حين انتقدوا مبالغة الحملات ضد الفيروس، والتي أثّرت على سير الأعمال. وساهمت الحكومة من جانبها في إذكاء النقاش العام حول الجروح التي سبّبتها الإجراءات الصحية المتشددة، والتي بلغ تأثيرها شركات عالمية. والأرقام الدالة في هذا الصدد نشرتها مجلة الأعمال الأميركية «فوربس» حيث قارنت تعادل عملاق التجارة عبر الإنترنت «آمازون» التي تُسمى «حانوت كل شيء»، مع نظيرتها ومنافستها الصينية «علي بابا»، والمفارقة أن معظم البضاعة التي يتاجر بها كلاهما صُنعت في الصين!

 

ولمن يريد أن يعرف الصين فليبحث عنها في العالم، وإذا أراد أن يعرف العالم فليبحث عنه في الصين، وكلاهما اليوم، الصين والعالم، جديد وشجاع. وفي عز اندلاع وباء كورونا أعلن الرئيس الأميركي تراجعه عن قرار فرض الحظر على تصدير المحركات النفاثة التي تنتجها «جنرال ألكتريك» إلى الصين، وأقرَّ بأنه كان متشدداً جداً مع «هواوي» إلا أنه «يريد للشركات الأميركية أن تكون قادرة على بيع جميع هذه التكنولوجيا المدهشة». وقرار ترامب ليس شخصياً فحسب، بل نتيجة لضغط أكبر الشركات الأميركية، مثل «آبل» و«جنرال موتورز» و«آديداس» و«آمازون».

 

 

لكن ألم ير العالم «الروبوتات» تخدم في مستشفيات الصين المرضى المصابين بكورونا؟ وكمشهد من أفلام الخيال العلمي، يطرق الروبوت باب غرفة المريض ويناديه باسمه، ويخبره بالدُرج الذي يحمل له صحون طعامه. وعندما نتابع فضائيات الصين وصحفها الإلكترونية، المتوفرة بجميع اللغات العالمية، بما فيها العربية، نجد أشكالاً عدة من الروبوتات تقيس في الشوارع والمحطات درجات حرارة مئات آلاف الناس خلال مرورهم السريع، وتُعقِّمُ العربات وملايين الطرود البريدية.

 

*مستشار في العلوم والتكنولوجيا

26 فبراير 2020

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.