اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مبدعون وابطال الحرية

صور قبل الانفال / الحلقه 5 والاخيرة -//- كفاح جمعة كنجي

صور قبل الانفال / الحلقه 5 والاخيرة

كفاح جمعة كنجي

صورة عائلتنا   …  والوداع الاخير ..

اكتملت منذ ايام خمسة وعشرون عاما على الوداع الاخير لاهلنا واحبتنا واصدقائنا الذين انفلوا في 1988

أعدنا عوائلنا الى المنازل بعد صدور قرار "العفو" المزعوم في 06.09.1988 وانهار كل شىء بعده ،وبدأت طائرات الهيلكوبتر تحلق فوقنا وعلى انخفاض  لم يسبق له مثيل ،بعده وليومين استراحت العوائل وإستحّم اغلبهم بعد عناء 12 يوما من تسلق الصخور والمرتفعات في جبل كارة دون طعام وشراب وكانت المنازل خاوية من الطعام والشراب ايضا.

تهيأت العوائل  وبشكل جماعي يوم 08.09.1988، توجهوا نحو كاني مازي البعيدة ساعتين مشيا على الاقدام حيث يربط تلك المنطقة بطريق للسيارات.

بين  المنزل ولحظات  التوديع مسافة تمتد  لكيلومتر واحد ربما اقل تأججت ذاكرتي  في هذه المسافة القصيرة زمن ممتد لثلاثين سنة ،نقلتني بين بحزاني والموصل وسنجار -وانا لم ازل طفل ذوو الخمس سنوات - ومنثم قرية بوزان  لنكون قريبين من والدي الذي اُبعدمن وظيفته في التعليم ليحمل بدل الطباشير سلاحا و في ظنه إن الشمس يجب  تشرق على الجميع .

جدتي تسير وسط الجميع بمعية اشقائي اميل وخيريوقد جاوزت عامها الثمانين اركبناها بصعوبة بالغةعلى ظهرحيواننا الوحيد.بين ممتعض وفرح وبين متشائم ومتفائل انقسم هولاء الابرياء الذين نسير معهم لِآخر نقطة ممكنة لكي نودعهم فيها.

( جمعة الصغير) تحمله عمته بكية و(عاصف ولينا ) كانا في صمت مطبق وحده (بسيم) كان يحث الحيوان بصوت عالي على السير بهدوء وهوالوحيد بمقدوره ترويضهذا الحيوان الضخم الذي يحمل جدتي على ظهره.كان (مناضل) مترددا وبدت على وجهه علامات التشاؤم بوضوح لكن لاباس قال حالي حال الجميع .

وبخطىً ثقيلة تمشي زوجة عمي (غالية ) مع من هم في  نهاية  المسير ،فهي حامل في شهرها الثامن  .من يصدق ان امراة بهذا الوضع جابت جبل كارة صعودا ونزولا هربا من عساكر وهجمات اوباش وخنازير صدام وجحوشهوهي حامل فيشهرها الثامن !!

في نهاية القافلة  سارت أمي وبصحبة ابنها المعوق شامل و ببطء شديد بسبب امراض والآم الركبتين لقد ضاع عمرك هباءاً لم تعيشي يوما واحدا كسائر الناس تَرَين اولادك حولك تحتضنينهم كأيُاُمٍ حين تُلملم فراخها في المساء وتستمع اليهم  يحكون لها نجاحاتهم واخفاقاتهم اليومية خلال الدراسة او العمل، بقيتِ تتنقلين من مدينة لمدينة ومن قرية لاخرى مُطاردة وهارِبة من اوباش يبتزون معارضيهم  بالامهات والاباء والاطفال  حتى وصلت الى اليوم الذي بت فيه لاتعرفي اين تُدبري وجهك لتعيشي كما يعيش باقي البشر.

حانت اللحظات العصيبة والصعبة ووصل الجميع لنقطة التوديع كنا ثلاثة ابو عمشة–عمي حسين حجي كنجي  وابو سربست - صبحي خضر حجو ، نودعهم واحد تلو الاخر كثيرون بكوا وذرفوا الدموع وقليلين حبسوا دموعهم الا ان وجوههم تُلّمح ان قلوبهم تبكي دون دموع .. انتبه لنفسك دير بالكم على بعض .. اهتموا بانفسكم والكل  يوصي الطرف الاخر بالاهتمام بنفسه .. زوجة عمي حملتني امانة ان يكون ابو عمشة امانة في عنقي .. دمعت عيناي وقلت لها سيكون ابو عمشه في عيناي لاتهتمي .. سمعت عمي يسال أمه - جدتي وهويقبل يديها ووجهها  هل حليبي حلال يا امي ؟؟ قالت :- حليبك حلال عليك دنيا وآخرة يا حسين!!

كدنا نهني توديع الجميع لكن !! حلّقت ثلاث طائرات هليكوبتر من نوع (الوت اوغزالة ) فوق رؤوسنا وبارتفاع منخفض جدا وفآجأتنا لجأنا الى  شق قريب مِنا انا وابو عمشة وابو سربست، ولشدة انخفاضها كنا نرى خوذة الطيار ورامي الدوشكة يحركها يمينا ويسارا وظل يحوم فوق روؤسنا لِاكثر من عشرة دقائقو غادرت الطائرات  ومعها كان الجميع قد غادروا محبوسي الانفاس وبسبب تلك الطائرات لم استطع ان اودع شقيقي خيري وهو الوحيد الذي لم اعانقه واودعه كما ودعت الاخرين وبقت تلك اللحظة غَصّة في نفسي وقلبي الى اليوم ،وتكرر كلما وقعت عيناي على صورهم وصورته بالذات.

واشير ان صورة عائلتنا المرفقة مع الموضوع صَوّرها الفنان والرسام والنحات البارع فواد يلدا-ابو ايار وكل من شاهد ويشاهد الصورة لابد وان يدرك بأن من التقطتها هو فعلا فنان لجمالية  زاوية التقاطها وقد لحق ابو ايار ايضا شهيدا مع المؤنفلين يوم 11 ايلول 1988

تخلو الصورة الجماعية في هذه الصورة لعائلتنا الشهيدة من عمي ابو عمشه حيث كان حينها في كه لي هصبة وشقيقي اميل الذي كان برفقة لبيد عباوي كحماية  وحرس شخصي له. وللتنويه ان جميع من في الصورة هم من الشهداء باستثناء الخامس من اليمين وقوفا والثالث جلوسا.

منذ ذلك العام انطفأت اضواء كثيرة في حياتنا واختفت وذبلت زهور جميلة عَلِق عطرها في انفسنا ،لايتبخر ،لايمحى ،ولايزول من الهواء  الذي  نتنفسه في كل ثانية .

الشهداء من عائلة كنجي من ضحايا الانفال هم:-

1-غزال علي  جدتي 1917

2- بكية  حجي كنجي – عمتي 1943

عائلة عمي حسين حجي كنجي

الاطفال 3- مناضل 1973،4-بسيم 1975، 5- لينا 1977   ،  6عاصف 1978 ، وجميعهم كانوا طلاب مدرسة ابتدائية، 7—جمعة 1987 لم يكمل عامين من عمره.8- وطفلة ولدت في المعتقل اسميناها عواصف

9- غالية حجي الياس زوجة عمي 1950

10- ونسة بشار رشو  والدتي1937

اشقائي 11- خيري جمعة حاجي كنجي – كان طالبا في السادس علمي

12- شامل كان مُعوقا ومعفو من اداء الخدمة العسكرية ابان الحرب مع ايران.

13- اميل جمعة حاجي كنجي ارغم على ترك الدراسة من المتوسطة بسبب الملاحقات .

لمشاهدة  ومتابعة الصور ارجو التفضل بزيارة موقعي على الفيسبوك

https://www.facebook.com/kifah.kunji?ref=tn_tnmn

 

 

اكتوبر 2013

 


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.