اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مبدعون وابطال الحرية

• في الذكرى الحادية والأربعين لرحيله : العم هُوُ المناضل والشاعر

الحزب الشيوعي العراقي

مركز الإتصالات الإعلامية ( ماتع )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

في الذكرى الحادية والأربعين لرحيله :

 

العم هُوُ المناضل والشاعر

 

بعد تسع وسبعين سنة من النضال اليومي المثابر، وفي صباح الثالث من أيلول 1969، توقف قلب العم (هُوُ) فاجتمعت القيادة السياسية لشعب فيتنام وأصدرت نعيا بدأته بالكلمات التالية:

"لم يعد رئيسنا المحبوب والمبجل هُوُ شي منه معنا، إنها لخسارة صاعقة، وحزننا عليه لا حدود له"

وفي خاتمة النعي جاء:

"سيبقى العم (هُوُ) حيا في قلوبنا إلى الأبد".

***

في 19 أيار 1890، وفي بلدة "هوانغ ترو" ولد العم هُوُ لعائلة مثقفة من أصل فلاحي عرفت بتقاليدها الثورية.

درس وتخرج في مدارس البلدة وتوظف فيها، ولكنه تركها لاحقا إلى العاصمة وهناك حصل على عمل على باخرة فرنسية، لينتهي به الشوط في فرنسا نفسها وليتربى في أحضان الحركة العمالية الفرنسية، ويعمل في مختلف الأعمال اليدوية ليؤمن عيشته، وكان يتحمل الكثير بثبات راسخ، مدفوعا بوطنية مخلصة وحقد عميق على المستعمرين والغزاة.

عمل القائد العظيم في صفوف الحزب الاشتراكي الفرنسي وناضل مع قواه اليسارية، واكتشف لينين من خلال مطالعاته الغزيرة، واكتشف معه ضرورة التنظيم، فساهم في تأسيس الحزب الشيوعي الفرنسي، فكان أول شيوعي فيتنامي، يناضل بنشاط في صفوف الأحزاب الشيوعية في مؤتمرها الخامس، وينشئ (رابطة الشعوب المستعمرة).

ثم يغادر إلى الاتحاد السوفيتي والصين حيث يشارك في المد الثوري الواسع، وينظم دورات تثقيفية للشباب الفيتنامي. ويؤسس (جمعية الشبيبة  الثورية  الفيتنامية) التي انبثق منها الحزب الشيوعي في الهند الصينية، وبفضل حكمته امتد النشاط الثوري من اجل الديمقراطية وتحسين ظروف المعيشة إلى ملايين الناس وازداد الوعي السياسي ونفوذ الحزب عمقا واتساعا في أوساطهم.

لقد وجد العم (هُوُ) الطريق الثوري الحقيقي للشعب الفيتنامي، الطريق الذي اندمج فيه الصراع بالنضال القومي والقومية بالأممية البروليتارية، وطور أفضل تقاليد الشعب الفيتنامي وربطها بالفكر الماركسي.

وخلال السنوات الطويلة للكفاح المتواصل قاد هُوُ شي منه والحزب شعبهما من نصر إلى نصر. ومن انجاز إلى آخر. فنشأت الجبهة الوطنية الموحدة، والقوات الشعبية المسلحة، وتأسست جمهورية فيتنام الديمقراطية واسهم هُوُ في تعزيز التضامن البروليتاري، وكرس جهده واهتمامه لتربية الشعب والأجيال الثورية، فتصدر مع الحزب ثورتين كبيرتين أصبحتا علامتي التحول في تاريخ الشعب الفيتنامي: ثورة الشعب الوطنية الديمقراطية، والثورة الاشتراكية. كما قاد حربين طويلتين لمقاومة الغزاة المعتدين مرة ضد المستعمرين الفرنسيين وأخرى ضد الامبريالية الأمريكية بجبروتها.

كان العم (هُوُ) مثالا متوهجا للروح الثورية الحقيقية، وللنضال الشجاع الدؤوب. وقد عمل طوال حياته في سبيل تحرير الطبقة العاملة، والشعب، والإنسانية من كل استغلال واضطهاد، وفي سبيل الاستقلال ومجتمع العدالة الاقتصادية ـ الاجتماعية.

وكانت حياته وإيمانه الثابت بانتصار الشعب يعبران عن روحه الحالمة المتقدة، فكان يقول: "بالوطنية يمكن القيام حتى بأصعب الأعمال، وبالمثابرة والجد نستطيع تحقيق النجاح الأكيد".

وجعله حبه الكبير لأبناء شعبه وعنايته بجميع مواطنيه وثقته العالية بهم، يردد دائما أقوالهم:

"بدون الشعب لا يمكن القيام حتى بالأعمال البسيطة، ومع الشعب يمكن انجاز أضخم الأعمال".

وخاطب أبناء شعبه ذات مرة قائلا:

"إن قلبي معكم منذ سنوات طويلة، أيها المواطنون، واعتقد أن قلوبكم كذلك معي".

وظلت قلوب الملايين من الشعب الفيتنامي العظيم تجل اسم العم هُوُ، وترسمه علامة، فيما كان هو في السجن يرى:

(الوردة تزهر في المساء،

ثم تذوي،

تتفتح وتفنى بالخفاء،

 لكن عبير الوردة ينتشر حتى في أعماق السجن

يروي للمقيمين فيه ظلم الحياة وشقاءها)

في ظروف العمل والنضال القاسية كان يقوم بجولاته في المقاطعات، و "يوثق" ذلك شعرا:

(نقضي الصباح قرب بركة ماء

 والمساء داخل الكهف

نعيش على حساء الذرة

ونتسلى برمي سهام البامبو

ونبقى في حالة تأهب

وعلى طاولة من حجر

أترجم تاريخ الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي

آه ... كم هي مرفهة!

هذه الحياة التي يعشيها الثوري)

وتحت الراية الحمراء، مجّد العم هُوُ البسالة والاعتماد على النفس والتضحيات التي يتمتع بها شعبه المقدام، الذي حفل تاريخه منذ آلاف السنين بالكفاح والانتصارات العظيمة:

(جبال وانهار على امتداد النظر،

فهل ثمة حاجة إلى مزيد من الأرض

هذا نهر لينين،

وذاك جبل ماركس،

 إننا نبني بلادا مبتدئين من الصفر)

***

ولو بقي العم هُوُ حيا لستة أعوام لا أكثر لكتب عن الثلاثين من نيسان 1975 شعرا، كعادته حينما كان يخاطب أبناء شعبه الكادح. وقد سجل في وصيته إيمانه العميق بحتمية الانتصار، وبالمستقبل الأجمل لوطنه:

(ستبقى جبالنا وأنهارنا

سيصمد شعبنا

سيذهب الغزاة الأمريكيون

وعندئذ نعيد بناء بلادنا

وستكون أكثر جمالا

ستكون أكثر جمالا

ستكون أكثر جمالا)

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.