اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

اصدارات

• صدور كتاب ( نسغ الحياة ) للشاعر لطيف بولا

الاهــدء

الى الـذينَ حَكَـموا واستأثـروا بالحُكُم ِ

جُرعةً ً مِن مقالاتي ووخزة ً مِن قـلمي

المقـدمـة

كتبتُ في الصحافة العراقية منذ اوائل السبعينيات من القرن الماضي ( القرن العشرين ) كمحرر ومترجم ،ولازلتُ مستمرا, وبلغتين العربية والسريانية .. كتبتُ ونشرت في العديد من المجلات والجرائد والمواقع الالكترونية , وفي مواضيع شتى , منها السياسية والتاريخية , وفي الادب والتربية والنقد ، في جريدة التاخي ، والعراق، ومجلة صدى بابل ، وقالا سوريايا ، وجريدة زهرة الجبل ، وزهرة نيسان ، و مجلة شراغا ، و أور ، وكرمة، وجريدة صوت القوش، ومجلة پـيرموس، وجريدة نقوشا ، ومجلة بانيبال ، وكوخوا دبيث نهرين، وجريدة بيث نهرين ، وفي موقع لطيف پـولا ، وموقع تلسقف، وموقع القوش نت، وعينكاوا كوم ، وجرائد ومجلات ومواقع اخرى...لم يكن عملنا في الصحافة خلال فترة اربعين سنة الماضية هينا ، رغم حبي للكتابة الادبية والسياسية ، بسبب الاوضاع المتردية والانقلابات العسكرية ومخاطر الانظمة الشمولية والحروب المدمرة والنزاعات والصراعات الشوفينية ومحاربة الافكار التقدمية ,وتكريس الشعوذة والتخلف ..كل ذلك كان يجعلنا نتخذ الحذر والحيطة في كتاباتنا . وكنا في اغلب الاحيان نضطر الى التهرب من التطرق الى واقعنا ومشاكلنا فنتناول قضايا وشؤون العالم الثالث ونضالات حركة التحرر الوطني في اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية ودول عدم الانحياز متخذين بنظر الاعتبار ان وطننا جزء من ذلك العالم ويتشابه معهم في همومه ومشاكله وكأننا بتجسيدنا مشاكل شعوب اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية نجسد مشاكل شعبنا, وبذلك نكون قد تجنبنا من بطش النظام .. ولكن رغم كل ذلك لم نتخلص من المسائلة والتهديد والملاحقة الى ان اضطررنا الى ترك الصحافة عام 1983 م ,لاتوجه الى الكتابة الادبية كالشعر والقصة والاوبريت ,وقصائد غنائية, واناشيد وطنية باللغة السريانية والعربية, وقليلا باللغة الانكليزبة . وفي نفس الوقت أمارس عملي الوظيفي كمدرس للغة الانكليزية .. الا ان ملاحقة ازلام النظام ومضايقاته لم تنتهِ .بدات تضيق علي الخناق لانني لم انتم ِ ، ورفضتُ الخضوع . ولانني دخلت معتقلاتهم بعد انقلاب 8شباط 1963 م , ومكثت في ذلك الجحيم مدة تناهز ثمانية اشهر, وانا في السابعة عشر من عمري لاخسر سنتين دراسيتين.. وبعد مضيء اكثر من عشرين عاما على ذلك أُستدعيتُ اكثر من مرة الى مقراتهم ودوائرهم الامنية كحرب نفسية . وفي احدى الليالي دُمرت سيارتي تدميرا كاملا بالرشاشات. وقامت بتنفيذ هذه العملية الاجرامية مفرزة من تنظيم المنطقة..... شعرتُ بانني مهدد في حياتي . قررت السفر والهجرة على مضض . بعتُ كل ما عندي لتسلبه عصابات التهريب والتي كانت ولا زالت من توابع جهات مخابراتية تنعم وتتاجر بمأساة العراقيين.. وعبر الحدود اليوغوسلافية – اليونانية نفس العصابات بلـَّغوا الشرطة اليونانية لتلقي القبض علينا وتعيدنا الى الاراضي اليوغوسلافية ويعيدون الكرة عدة مرات الى ان يجردوننا من كل ما عندنا ... وبعد ان شاهدتُ الإذلال بأُم ِعيني , وجرعنا الأمرين, آثرت الموت في وطني . فعدتُ الى ارض الوطن صفر اليدين ، مُفلسا وبوضع نفسي وجسدي سيء للغاية ، لنبدا من الصفر مرة ثانية . وتبدا مضايقات النظام المتخبط والجريح من ضربات امريكا , إذ كان ينتقم من كل من لا يسايره ويعتبره عدوا له ..كل ذلك بسبب كوني لا أقبل الخضوع ,ولانني مخلص في عملي لا ارتشي ولا اقبل الترويض ليقودني المفسدون كما تـُقاد الاغنام ، ولانني اكتب كل ما كان يمليه علي ضميري وقناعاتي. لقد نال كثير من الصحفيين المكافئات المجزية ,من قطع اراضي وسيارات واموال . وكلهم اقل كفاءة، لكنهم بارعون في التملق والنفاق والانتهازية . ولم تنل من حبي لحريتي كل تلك الاغراءات والتهديدات والمضايقات ..أما بالنسبة لازلام النظام ومعظمهم من الانتهازيين الذين تراهم اليوم بعد السقوط ايضا مقربين للجهات الحاكمة ،ولهم مواقعهم في الاعلام والفضائيات والاحزاب والوزارات . وبقي امثالنا ورغم تاريخنا النضالي والصحفي والتربوي الساطع خارج السرب وبعيدين، بل مُبعدين ، عن الجهات التي كنا نعتبرها تقدمية ووطنية وعقدنا عليها العزم لبناء الوطن . لاننا لانساوم بقضية الوطن والشعب من اجل مصالح حزبية والتي تسابقت فيما بينها لكسب ازلام النظام السابق لتسخرها لمصالحها الحزبية الضيقة . فكانت الشريحة الوطنية المثقفة والتي حاربها ودمرها النظام السابق ضحية مرة اخرى . لكنني بدات اواجه متاعب الكتابة مرة ثانية عندما بدات اكتب في كثير من المجلات والجرائد, وانتقد الانتهازيين حيثما كانوا, وافضحهم كما كنت افعل سابقا واكثر . لا اغازل اي حزب او اي جهة متسلطة .. ونتيجة لذلك كان علي ان ادفع الثمن مرة اخرى. حوصرنا في عقر دارنا ،اين المفر الان ياوطني ؟ جاء ذلك اليوم الذي انتظرته طويلا, فكان سرابا وخيب املنا ، والانتهازيون يسرحون ويمرحون وينفذون مخططات جهنمية مخفية في تصفية الصحفيين التقدميين او تهديدهم او مضايقاتهم لتجبرنا مرة اخرى على الابتعاد عن الوسط الاعلامي أو ترك الوطن لها ولاسيادها المفتونين بقذارة الانتهازيين . وهكذا بدأنا مرة اخرى بالتفكير بالهجرة ، وهذه المرة من دون عودة لان الياس لم يـُبق ِ لنا فسحة الامل ..

لطيف موسى اسحق پولا – نقابة الصحفييين- العراق

شموع ُ الـوطـن ِ

فـي يوم الصحافة ( مهداة الى شهداء الكلمة الحرة )

ضربَ الربيعُ لأعراسِه أطنابا

وزينَ السهول َ والجبالَ والغابا

وتـَعـَطـًرَ الوردُ برحيق ِ الحياةِ

ليسقي الطيورَ حبا،عشـقا، اطيابا

ورتلَ الضحايا نشيدَ الحريةِ

والراعي يداعبُ النايَ والربابا

أوقدوا المشاعلَ وقبلوا أترابا

واتـَركوا أهل البُغض ِ في غيضِِـها ذئابا

نوروزٌ وأكيتو قد أزهرا الهضابا

ما أجملَ ان نحي في الوطنِ احبابا

ونبني وطنا شتاءُه ربيعا

وننسى مع الماضي اللومَ والعتابـا

أما ان الأوانُ أن نلبسَ السلامَ

ونحملَ الفؤوسَ ونكسـرَ الحرابا ؟؟

كلُّ السلطات ِ تـَقسو، قد تقطعُ الرِقابا

ورابـعُ السلطـاتِ يَسوموها العذابـــا

يا كاشفَ العوراتِ تصويراً وكتـابــا

قـد شهرتَ المستورَ وهتكتَ الحِجابـا

كأنـكَ منـذورٌ لإجــلاءِ الخَـفايـا

فــي وسطِ الأحداثِ تقتحمُ الأبوابـا

لتـُزيحَ الاسدال َعن أوكـارِ الدجـل ِ

تـحملُ مظـالمَ شعـبٍ عريق ٍ ذابـا

تقتـنصُ الهمـومَ، قـد تكبوَ مُضرَجا

إنْ هَـويـتَ نيزكاً , كنتَ يوما شِهابـا

ألا تــعلم ُ أنّ مَن يخـدشُ البـُغـاة َ

يُـذابُ فـي التـيزابِ ليغـدوَ سَــرابا؟

بـالقـلم ِ الصـغيـرِ وآلـةِ التصوير ِ

تـوجفُ قلبَ الغول ِ وتمرغ ُ الألقابـا

تـَقتحـمُ الجحورَ ألا تخشى الأفاعي؟

أم انـكَ مُـرسلٌ تسـتصغرُ الصِعابـا؟

تـُعَكـرُ صَفـْوَهم وغيـركَ يُـداهنُ

يُـزَيـنُ قـُبحَهم فيَـسقـوهُ الرُضابـا

وقـد جعـلتَ الحـقَ شريـكَ حياتِكَ

فـأرضيـتَ الضميـرَ واللهَ والصِحابــا

لتـُقحِـمَ نفسكَ في ميـدان ِ الأهوال ِ

تـعـزّزُ الشيـوخَ تـَسْتنهـِضُ الشَبابا

حَسَبـوكَ مِـشعـلا تُـبهرُ الدنيا ليلا

فألَّبــوا علـــيكَ الضَبعَ والغـُرابـا

حُـكِمتَ بـالإعدام ِ مع وقـفِ التنفيذِ

إلى حـين ٍ تقـعُ، تـواجـه الذِئابــا

أعـزلاً كـراهبٍ إلا مِـنَ الأيـمان ِ

فتـُقـهـِرُ، حيّـاً أو شهيداً ، الإرهابـا

لتـصـرخَ بـوجـهِ وحوش ٍ تكالبتْ

تـنطحُ بالقــرون ِ وتَشــحذ ُ الانيابا

لتـُلقـيَ شِراكَها على طير ِ السلام ِ

(( سروة )) تستـغيـثُ مَن يردُ الجوابا؟

تعـاتبُ السـماءَ بعيــن ٍ تجـمـدتْ

ودَمــّها الزكـي يمـزقُ الألـــبابـــا

والفرسانُ لِهاثـا قـد فقدتِ الرِكابـا

تـراها مــع الريح ِ ذهابــاً وإيابــا

والشهيـدة ُ تـرنو علـى أُفـق ٍ تـناءى

أو تـنادي أطـرشاً لـم يسـمعْ الخِطابا

دُررُ الحـقيـقةِ قـد وارتـها الرموسُ

ذخـائـرُ الأحرار ِ تـُـذهِّـبُ التـُرابـــا

غَصّـوا بعـطائِـها إذ ْ رأوهـا مُصابا

فـي حَـلـقِهم سُمـومٌ ليس فيها لـُعابـا

ذبـحوا الحمـامة َ وبـعد أن كبّـَروا

يـا رافـعَ السـماءِ هـل أقِمْتَ الحِسابا ؟

أمِـنَ الرُجـولـة ِ تَـسكتُ عن الحق ِ ؟

أم العـيشُ فـنونٌ مِـنْ المَـكر ِ العابا ؟

يـا سلطـانَ الكَلِم ِ صـولجانكَ اليَراعُ

تـجولُ فـي الميـدان ِ وتـَعتلي المِحْرابا

جعـلوكَ الرابـعَ، في الدَهْماءِ ِ الأول

ورغـمَ التـضحيـاتِ ينفثـونَ العـِتابـا

ولــولا مساعيكَ في قـَدْح ِ الفضائح ِ

جعلوها غـابـة ً وتحــكــمُ يَبـــابــــا

لأنـكَ كالـظل ِ تـقـْتفـي أثَـرَهُــــــمْ

فـي حين ٍ أرادوها حَساءً وشـــرابا

كـورة ً للعـسل ِ تـُجرَّدُ من النـحل ِ

بإبر ِ الدبابــير ِ ، فتـثـير الذُبـابــــا

لا يـريـدُ رقيـبـــاً ، بعيــداً أو قريـبا

مَنْ رأى ذِئباً يوماً عنْ أكل ِ اللحم ِ تابا ؟

فـَهوَ يُمـقِتُ البـدرَ يُـنورُ الهـِضابا

ولا يـبـتغي شَـمــساً تـُبعثِرُ الضَبابا

يـريدكَ أبـكمـاً في أُذنـيـــكَ وَقـْـرٌ

وفـي يديـكَ قـيدٌ ليـعطيـكَ الثــَوابا

وشمسُ الحـرية ِ قـد أيقظت النياما

أيها الصحـفيُ وَفـْرُ الشـتـاءِ ذابـا

تـعـرفُ الحقـيقة َ وتـجرعُ مُـرَّها

فـي وقـتٍ جَعَـلـكَ مِن الحق ِ مُرتابـا

أعداد الشـهـداءِ تـترى وفـي زمن ٍ

تـحتـرسُ الأسود وتـَتـقي الكِلابــا

صحـفيٌ كـُتِـبَـتْ عليـكَ المَـخاطرُ

تـنقلُ الأمانة َ فتركـبُ العـُــبابـا

تـمارسُ طقـوساً قـد عدّوها حراما

لـولا جهـدُ الأحـرار ِ تـركوها خَرابـا

حَيـيّ كـلَ شهيـدٍ وشهيـدةٍ أبْلـَتْ

عَشَـقـوا الحـريـة َ ما عشـقوا أحزابا

بـيـدكَ يَـراعُ تـُـنــــاجـزُ الحِـرابـا

والوطـنُ واحـدٌ وقـد صـارا أقطابا

فمَنْ غاصَ في الذل ِ وارتـدى الخيانة َ

فـلـنْ تـَــراهُ يومـاً تعــلـّم الآدابـا

فـيـا ((سروة ٌ)) كنت ِ للدُعاة ِ صَوابا

ودمُــك ِ المـراقُ لجـدبـنـا سـحـابا

مـَـنْ لا حــمــاة َ له يتمنى اغترابــا

أن يـحيـا فـي وطـن ٍ يـنتـظرُ القصَابا

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.