المبدعة آية الجلبي: تفاصيل الوطن لا تفارق ذاكرتي// يوسف أبو الفوز
- تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 19 تشرين2/نوفمبر 2024 20:59
- تاريخ آخر تحديث: الثلاثاء, 19 تشرين2/نوفمبر 2024 20:59
- كتب بواسطة: يوسف أبو الفوز
- الزيارات: 206
تلويحة من فنلندا
المبدعة آية الجلبي: تفاصيل الوطن لا تفارق ذاكرتي
يوسف أبو الفوز
هلسنكي ـ
تتحدث آية الجلبي بخفوت وتتحرك بقامتها الرشيقة بخفر وهدوء كأنها طائر سنونو. من مواليد بغداد، وصلت مع عائلتها الى فنلندا عام 2012، وانخرطت فورا في دراسة اللغة الفنلندية وتفوقت بها، ونالت البكالوريوس بها من احدى جامعات هلسنكي، مما أهلها لتعمل مرشدة لغوية لأبناء المهاجرين. ثمة وجه آخر لهذه الفتاة المجتهدة، هو شغفها بالأدب. أحبت القراءة منذ طفولتها، ومالت للكتابة منذ سني مراهقتها، فصدرت مجموعتها القصصية الأولى عام 2015 (لا شمس في بغداد) في القاهرة، وهي في عمر التاسعة عشر. واجتهدت بدأب على تطوير قدراتها وادواتها، لتصدر مجموعة قصصية ثانية عام 2021 (صديقان في أور) في الرياض. وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، وبعض الدوريات المحلية، نشرت نصوصا مترجمة الى اللغة الفنلندية مختارة من الادب الفنلندي، تصحبها بتخطيطات بالحبر، إضافة لخواطر وقصص قصيرة، تجتهد عبرها في البحث عن هوية خاصة بها.
وسط العاصمة هلسنكي، التقينا كأصدقاء، لندردش مع فناجين القهوة، وبالكاد كنت اسمع صوتها وهي ترد على اسئلتي:
ـ ان تحولات الفرد، وهموم الانسان، وخاصة الانسان العراقي، هو محور اهتمامي في الكتابة. لا يشغلني المكان كثيرا. في العراق او فنلندا، المهم رصد تحولات الحالة الإنسانية منذ الطفولة وما بعدها، تأثير السفر والهجرة، وأيضا مختلف المواقف والعوامل المسببة لها.
• وهل ان عملك كمرشدة لغوية لأطفال المهاجرين، وضع امامك أسئلة تحاولين معالجتها أدبيا؟
- لطالما أثارت عوالم الطفولة اهتمامي. أحاول في بعض نصوصي معالجة حالات إنسانية من وجهة نظر الأطفال. الطفولة عالم أصيل ضاج بالأسئلة والاكتشافات. تشكّل الطفولة رأس الخيط لفهم كل شيء. الطفل في مجتمعات مثل فنلندا، قيمة كبيرة، يحرصون عليها كجزء من مشروع واستثمار للمستقبل، وتجد ان العاملين في هذا الجانب ليس همهم انجاز وظيفة لأجل العائد الماديّ فحسب، بل يعملون لأجل تنشئة انسان قويم ونافع.
• نعم ... ، نعرف انك طالبة فنون الى جانب اهتماماتك الأدبية، ونشرت رسومك بالحبر مع بعض نصوصك، وفي الفترة الأخيرة نلاحظ تغير في شكل اهتماماتك في هذا الجانب، وتابعنا لك لوحات فيها اهتمام بدراسة الوجوه بعيون كبيرة وشاركت فيها في بعض المعارض.
ـ احرص حاليا على الرسم بالزيت، فكوني طالبة فنون جميلة، وادرس الرسم تحديدا، أضاف لي الكثير من الخبرة والمعرفة، واحرص في رسومي، خلال معالجتي للوجوه، على استلهام الرسوم من الحضارات العراقية القديمة خاصة الفنون الاشورية، التي تابعتها خلال زياراتي لبعض المتاحف.
• كيف تتعاملين مع الذاكرة؟
ـ ما ازال حين اكتب، غالباً ما أعود بذاكرتي للعراق، اجدني أرى بيتنا وبيت جدي والحيّ الذي نشأت فيه وانا طفلة، هذه التفاصيل لا تفارق الذاكرة وهي تشكّل المنطلق الأول والأكثر تجذّراً في تكوين رؤيتنا حول العالم.
• قالت لنا العصفورة أنك تعملين على مشروع روائي؟
ـ لا زلتُ اسعى لاستكمال ادواتي في هذا الجانب واتحرك ببطء لإنجاز نص روائي.