اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

أياد السماوي يكذب لإرهاب العراقيين وإهانة المقاومة// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

صائب خليل

 

عرض صفحة الكاتب 

أياد السماوي يكذب لإرهاب العراقيين وإهانة المقاومة

صائب خليل

 

ليس أياد السماوي من الكتاب المعروفين بتطبيلهم للسفارة الامريكية وعملائها، لذلك نتردد في الحكم على أسباب تصرفه ونواياه ونتجه الى تحليل مقالته التي بدت وكأنها قرع طبول ترهيب للشعب العراقي وتشجيع لشلة العمالة في حكومة الإطار، للرضوخ للسفارة لتجنب "ردة فعل أمريكا ستكون قاصمة ومزلزلة ومدمرة" تجنبتها إيران العظمى نفسها "بحكمتها" ويجدر بحكومة العراق ان تفعل الشيء نفسه.

 

مقالة السماوي (المنشور رابطها في اسفل المقالة، وكذلك رسالة ايران) مراوغة على مستويات مختلفة متعددة بحيث يصعب استبعاد سوء النية فيها لتعطي للشعب العراقي صورة مشوهة للواقع، تناسب تماما ما ترجو أمريكا ان يقع فيه العراقيون من وهم ورعب ليستسلموا لإرادتها تماما ويقبلوا عملائها حكاما عليهم دون اعتراض.

 

الخلل الأول أن السماوي اخذ رسالة المندوب الإيراني التي هي رسالة احتجاج شديدة اللهجة وأقرب الى التوبيخ لأميركا، وقام بتحويلها إلى رسالة خائف يسعى لحفظ سلامته، وتصوير إيران وكأنها تسارع مرعوبة لكي تتجنب " ردة فعل أمريكا ستكون قاصمة ومزلزلة ومدمرة"!! هذه الكلمات انقلها حرفيا من مقالته رغم انه لا يملك من المعلومات ما يتيح له تصوير "ردة الفعل الامريكية" وما يختار الأمريكان ان يصلوا في الرد الخ. إنه "عرض سينمائي" لـ "مشهد رعب" وليس تحليل مستند على معطيات.

 

 

لأجل اكمال مشاهد الرعب، نلاحظ أن السماوي تعمد تجنب الاشارة الى انها رسالة جوابية على رسالة من المندوب الأمريكي، وتجنب اقتباس النصوص التي تكشف تلك الحقيقة، مثل : " إن جمهورية إيران الإسلامية ترفض بشكل قاطع مثل هذه الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة. كما أكدنا سابقًا في مراسلاتنا، بما في ذلك الرسائل المؤرخة..."

لماذا فعل السماوي ذلك؟ لأنه يريد ان يوحي بأن إيران قفزت مرعوبة لتكتب رسالتها لخوفها من " ردة فعل أمريكا ستكون قاصمة ومزلزلة ومدمرة" وأنها لم تكن جزءا مكملا من تبادل رسائل مستمر بين إيران والمجلس.

 

كذلك فأن بقية الرسالة تكشف أن ايران لم تكن مرعوبة ابدا بل ترد وتوبخ. في نهاية الرسالة الإيرانية جاء: " علاوة على ذلك، فإن الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة في سوريا والعراق غير قانونية وتنتهك القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة، وخاصة المادة 2 (4) من الميثاق. ونتيجة لذلك، فإن المضمون الذي قدمته الولايات المتحدة في الرسالة المذكورة أعلاه إلى مجلس الأمن بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة يفتقر إلى الأساس القانوني ولا يمكن أن يضفي الشرعية على مثل هذه التصرفات."

 

بدلا أن يكتب السماوي ان الرسالة كانت ردا على اتهامات، كتب: "... ولهذا "سارع" مندوبها بنفي أي علاقة لإيران مع "هذه الجماعات" المسلّحة سواء كان في العراق أو سوريا. ثم ليستنتج: "فبعد هذا النفي الإيراني الرسمي ، ينبغي على الحكومة العراقية والإطار التنسيقي الشيعي أن ينؤوا هم أيضا بالعراق من هذه التبعات الخطيرة القادمة".

واضح ان المساوي كان يرواغ الكلمات وأن ايران لم "تسارع" إلى شيء كما يدعي، بل اجابت على رسالة فقط! كما انها لم تنأ بنفسها عن "أي علاقة مع "هذه" الجماعات المسلحة، كما جاء في مقالة السماوي، وكأن إيران تتخلى عن اصدقائها من مجموعات مقاومة محددة، إنما ايران نفت "وجود أية جهة" لديها سلطة عليها سواء "في العراق او سوريا أو غيرها.. إنه اللعب على الكلمات للإيحاء بشيء مختلف.. كان خطابها تكرارا لما تقوله دائما بأن "لا توجد أي مجموعة تابعة" لقواتها " سواء في العراق أو سوريا أو أي مكان آخر"، "تخضع للسيطرة المباشرة او غير المباشرة لجمهورية إيران الإسلامية أو تعمل بالنيابة عنها". إنه نفي عام تكرره دائما وحدات المقاومة نفسها قبل ايران وتقول انها لا تخضع لتعليمات من إيران وأنها مستقلة بقرارها، وليس هناك أي شيء جديد او مرعب في ذلك، كما يوحي السماوي!

 

إضافة الى كل هذه المراوغات التي لا يمكن ان تكون عن طريق الخطأ، نلاحظ اختيار السماوي لعباراته، في العنوان مثلا: " إلى كل من يهمه أمن العراق ومستقبل نظامه السياسي القائم". إنه يوحي بأن "أمن العراق مهدد جدا وانه يعطي التحذير الأخير" والإشارة الى "نظامه السياسي القائم" هو أيضا لعب على عواطف داعمي الإطار بأن هذا النظام مهدد بالانهيار، ملمحا الى "شيعية" الإطار أيضا. فيقول: " فبعد هذا النفي الإيراني الرسمي ، ينبغي على الحكومة العراقية والإطار التنسيقي الشيعي أن ينؤوا هم أيضا بالعراق من هذه التبعات الخطيرة القادمة .. فقد آن الأوان لقوى الإطار التنسيقي وكافة الأحزاب والقوى السياسية العراقية أن تأخذ دورها في دعم الحكومة والقائد العام للقوات المسلّحة بمنع هذه الجماعات من استهداف المنشآت الأمريكية من الأراضي العراقية ، ومن يريد محاربة أمريكا ومنشآتها ليقوم بذلك من خارج الأراضي العراقية ، ومن يتعكز على مقولة إخراج القوات الأمريكية من العراق ، نقول له أنّ هذه المهمة تقع على عاتق الحكومة تحديدا ، وهي قد بدأت فعلا بالمفاوضات مع الجانب الأمريكي من أجل وضع جدول زمني لانسحاب هذه القوات "

 

إنه يستخدم ذات عبارات "النأي بالنفس" سيئة السمعة التي يتداولها الاعلام المتصهين في الخليج. وعلينا هنا أن نذكر بأن إيران حتى ان "نأت بنفسها" كما يقول، فلأنه لا يوجد احتلال يجثم على صدرها ولا قوات تركية تحوم في أراضيها ولا طائرات اغتيال تدور في سمائها، كما هي في بلده. ولو كان الامر كذلك لرفعت ايران شعار القتال حتى الموت أو النصر. فالسعي لتشبيه الموقف بألإيراني احتيال واضح وقبيح.

كذلك هو يستخدم عبارات تحقير للمقاومة بتسميتها "هذه الجماعات"، والتي يدعو السماوي قوى الاطار التنسيقي وكافة القوى العراقية الى منعها والتعاون مع الحكومة من أجل ذلك!

ويقول:"من يريد محاربة أمريكا فليقوم بها من خارج الأراضي العراقية"!! وكأن القوات الامريكية تحتل موزمبيق!

ويدعو بعد ذلك الى ترك مهمة اخراج القوات الامريكية "على عاتق الحكومة" ويدعي انها بدأت فعلا بمفاوضات من اجل ذلك.

 

كل ما جاء هنا كذب مفضوح يعرف به كل عراقي ويعلم انه ليست هناك اية مفاوضات وليس هناك أي انسحاب، وانما تثبيت للقوات الأمريكية تحت مسمى "شراكة مستدامة" أي ثابتة، فما أحط العراقي الذي يسوق أكاذيب المحتل ليحتل بلده، وهو يعلم بها تماما!!

يكمل السماوي بلهجة اشبه ببيان انقلاب رقم 1 : "أيها العراقيون جميعا .. إنّ بلدنا العراق يمر اليوم بمنعطف خطير للغاية وقد يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه"

ثم يمضي الى المزيد من إهانة المقاومة فيقول: "فليس من المعقول ولا من المقبول أن يترك قرار أمن العراق وسيادته بيد مجاميع لا تعي ما تفعل" ("سيادته"؟ عجيبة هذه الوقاحة!! انه يدعو للتخلي عن السيادة بسبب "الخطر" ثم يقلب الامر ويقدم نفسه حريصا على السيادة!).

 

ويكمل السماوي، ولعله يأمل ان أحدا لن يقرأ رسالة ايران ويعرف حقيقتها: "فلماذا نأت إيران بنفسها من التبعات المتوقعة ، ولماذا لا ننأى نحن أيضا ونحفظ أمن بلدنا من الكارثة المحدقة به ؟ اناشد قادة الإطار التنسيقي الشيعي إلى الاجتماع فورا وإصدار بيان براءة من هذه الجماعات المسلّحة كما فعلت إيران ، ودعم القائد العام للقوات المسلّحة باتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بحفظ أمن واستقرار بلدنا ونظامه السياسي القائم ."

لو أننا اعطينا السفارة الورقة والقلم لتكتب هذه المقالة لما استطاعت ان تجد عبارات اكثر صلافة ووقاحة وكذبا مما كتب السماوي!

 

إن هذه المقاومة هي شرف العراق.. وليست "مجاميع مسلحة لا تعي ما تفعل"، وصبغ بساطيلها اشرف ممن يكتب بهذه الطريقة، ومن المنبطحين في حكومة الإطار الذين اصبح الكذب عندهم على الشعب هو القاعدة. ومحاولة إرهاب الشعب بأن الويل والثبور قادم، دون أي مؤشر حقيقي وباقتطاع أجزاء من الرسالة واتهام المقاومة وشتمها بمختلف الألقاب التي دأب الاحتلال ووسائل اعلامه الخليجية بشكل خاص، دليل قاطع على نية الكذب وأن هذه المقالة هي جزء من المؤامرة على المقاومة وعلى العراق وعلى سيادته وكرامته، وهي لا تختلف عما يكتبه أي طبال رخيص في جوقة السفارة.

 

(1) نص رسالة إيران بالانكليزية على الرابط التالي،

https://www.ilna.ir/Section-politics-3/1443081-iran-not-responsible

-for-actions-of-resistance-groups-iravani

 (ويمكنك التغيير الى العربية في اعلى الموقع)

 

(2) رابط مقالة أياد السماوي:

https://anbaaiq.net/archives/59416

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.