اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

هل تعلمون ان وزير داخليتنا زميل البغدادي في سجن بوكا؟// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

هل تعلمون ان وزير داخليتنا زميل البغدادي في سجن بوكا؟

صائب خليل

30 مايس 2017

 

كانت مفاجأة مزعجة بالنسبة لي حين علمت ان وزير الداخلية الحالي قاسم الأعرجي هو من خريجي سجن بوكا سيء الصيت، والذي خرج جميع القيادات الإرهابية في العراق. ورغم أن المواقف العامة للوزير الأعرجي وتصريحاته، تنم عن عداء للتواجد الأمريكي والدفاع عن الحشد، وهذا امر إيجابي ومهم جدا بالتأكيد، إلا أنه لا يكفي لإزالة كل الشكوك التي تثيرها حقيقة كون الاعرجي قد قضى زمنا في السجون الأمريكية وبوكا بالذات ما يقارب سنتين ونصف! أما مواقفه هذه فقد تكون حقيقية، إلا اننا يجب ان لا نستبعد أن تكون مشاهد للتغطية، وأنه مؤجل للضرب في الوقت المناسب. وقد كان على البرلمان العراقي ان يثير هذه التساؤلات قبل الموافقة على تعيينه في هذا المنصب الخطير. فلو كان هناك احتمال واحد بالألف، ان يكون الرجل عميلا سريا للأمريكان، فأن هذا سبب كاف لاستبعاده عن هذا المنصب، لضرورة ذلك لسلامة البلد. وقد كان على كتلة بدر أن لا ترشحه وهي التي تعلم ان الأمريكان يقفون وراء الإرهاب في العراق وانهم وراء تجنيد قادة الإرهاب في بوكا وحمايته بكل الطرق، وان هدفهم تحطيم العراق.

 

لنبدأ بنبذة عن التجنيد في سجن بوكا وغيره من السجون الأمريكية.

فوفق المحلل هشام الهاشمي فأن القادة الـ 17 إلى 25 الأهم من قادة داعش كانوا من نزلاء السجون الأمريكية بين عامي 2004 و 2011. وأن الكثير منهم قد هرب بعد نقلهم الى سجون عراقية..

وحقيقة تنظيم سجناء بوكا في الإرهاب ليست امراً سريا، ولا هو موضع خلاف، ويعترف به حتى الأمريكان وابواقهم الإعلامية. فقد ذكر المأمور السابق لسجن بوكا بين عامي 2006 و2007 ، جيمس سكيلر جيروند، في رسالة عبر تويتر في 2014 "داخل سجن بوكا.. بدلا من احتجازنا للسجناء، فإننا في واقع الأمر كنا ندير مفرخة للإرهابيين". إلا أن هؤلاء لا يعترفون بتعمد الإرهاب الأمريكي، إنما يضعون اللوم في ذلك على الظروف او الخطأ، تماما مثلما يفعلون بشأن قصص الباراشوتات الأمريكية التي تلقى من الجو خطأً إلى داعش، أو ضرب الجيش العراقي والحشد اثناء اشتباكهما مع داعش بـ "نيران صديقة"، أو فشل الأقمار الصناعية الأمريكية في اكتشاف ارتال داعش التي امتدت من سوريا إلى الموصل في وضح النهار وعدم ضربها. فمن يجد في نفسه القدرة على تصديق تلك القصص، له ان يصدق أيضاً أن بالإمكان إنشاء تنظيم إرهابي في السجون الأمريكية بدون علم إدارتها.

 

ويكشف لنا أحد خريجي هذه السجون كيفية العمل في هذا التنظيم. فقد استطاع صحافي في جريدة «الغارديان» مارتن غولوف الحصول على مقابلة مع من يصفه بأنه واحد من أكبر قياديي «داعش» اسمه الحركي «أبو أحمد»، والذي عاصر نشأة التنظيم داخل السجن، ثم ندم على ذلك. ونرى من قصة "أبو احمد" مؤشرات قوية إضافية إلى ضلوع إدارة السجن في هذا التنظيم. فقد روى أبو أحمد أنه «كان السجناء يرتعدون خوفاً من سجن بوكا، لكن سرعان ما عرفوا أنه ليس سيئاً كما يبدو، بعدما رأوا الفرصة الذهبية التي وفرها لهم السجن تحت قيادة الجيش الأميركي" لممارسة نشاطهم التنظيمي. فهو يقول: "لم يكن باستطاعتنا أن نجتمع في بغداد أو في أي مكان آخر بهذه الطريقة"، ويضيف "كنا آمنين".

ويحكي أبو احمد كيف أنهم كانوا يمتلكون كل الوقت التسهيلات، وكيف انهم "خدعوا" الحراس ليكتبوا على سراويلهم الداخلية ارقام التلفونات التي ستساعدهم على الالتقاء مجدداً وممارسة الإرهاب.(1)

ثم يضيف: "في السجن كان كل الأمراء يجتمعون بشكل منتظم...أصبحنا قريبين جدا من الأشخاص المسجونين معنا. كنا نعرف ما يمكنهم وما لا يمكنهم القيام به"

 

 

ويكشف أبو احمد أن حراس السجن قاموا بإعطاء "أبو بكر البغدادي" مكانة خاصة بين السجناء باللجوء إليه لحل المنازعات بينهم. وقد يكون هذا للاستفادة من قدراته الخاصة، ولكن أيضا يمكن ان يكون لمنحه السلطة التي سيحتاجها لفرض الطاعة والثقة بين المجندين الإرهابيين.

ويصف أبو احمد حالهم "كان السجن هو البيئة المثالية للتفكير والتخطيط، واتفقنا على أن نجتمع بعد إطلاق سراحنا"

ولا يقتصر تجنيد الإرهابين على سجن بوكا، بل كان هناك معسكر كروبر قرب مطار بغداد أيضاً، كما كان هناك سجن ابو غريب

ويتابع أبو أحمد واصفا السجن: "كانت مدرسة إدارية، ولم يكن هناك أي بطالة، فالجميع لديهم معلمون جيدون داخل السجن».(2)

 

الباحث الأردني في الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية : "منذ عقدين على الأخص، وحتى الآن، استطيع ان اجزم بأن جميع قيادات الجماعات المتطرفة تخرجت في السجون" ... "بالتأكيد "الجهادية المعاصرة" ولدت في السجون.. (3)

 

يكتب حسن شقير، الخبير اللبناني في شؤون الارهاب عن "ابو محمد العدناني" الذي قتل في حلب بغارة جوية روسية، إنه كان الرجل الاول في تنظيم "داعش" والعقل المدبر للتنظيم الإرهابي، وكان مسجوناً في سجن بوكا في 2005 ولمدة ست سنوات"، وإنه تلقى تدريباً فكرياً وثقافياً عالياً تحت اشراف السجان الاميركي، الذي سمح له بالاستحصال على الافكار التكفيرية والارهابية، بحيث جعلت من هذا الرجل شخصية بارزة في تنظيم القاعدة ليلتحق بعدها بتنظيم ابو بكر البغدادي او ما سمي بـ "داعش".(4)

 

 

هذا ليس إلا جزءا من الأدلة الكثيرة على ان تنظيم الإرهاب قد نشأ في السجون الأمريكية بعلم إدارتها ومساعدتهم. فكيف يمكن لإدارة السجن الخبيرة بمثل هذه الأمور والتي تتوقع من "الإرهابيين" ان يتآمروا وأن ينظموا مثلا خطة للهرب، ألا تستعمل كل ما يتوفر لديها لمراقبتهم والتنصت عليهم من كامرات وميكروفونات تزرع في كل مكان، إضافة إلى الطريقة المعروفة منذ القدم بزرع العملاء بين السجناء والذين لابد ان يلاحظوا كل هذا التنظيم وكل الاجتماعات "المنتظمة" وأن يخترقوها. إذن ليس هناك مجال للتساؤل عن أن إدارة السجن كانت تنظم تلك التنظيمات الإرهابية، ويبقى السؤال عن قاسم الأعرجي نفسه، الذي جاء به انفجار الكرادة عام 2016 إلى الوزارة الخطيرة، حين ازاح الوزير السابق.

 

نجد في سيرة قاسم الأعرجي الذاتية أنه "اعتقل من قبل القوات الأمريكية بتاريخ 17-4-2003 من مدينة الكاظمية قبل أن يطلق سراحه في 13 تموز 2003 من معسكر بوكا في البصرة. اعتقل مرة ثانية في 17-1-2007 بالكاظمية وجرى تصنيفه بحسب اللائحة الأمريكية المعمول بها في السجون الأميركية KAW130 كإرهابي خطير".(5)

والسؤال الأول الذي يخطر ببال من يسمع بهذه الحقيقة هو: "كيف وافقت الولايات المتحدة، ونحن نعلم جيدا أن منصبي وزير الدفاع والداخلية لا يشغلان إلا بموافقتها، على ان يشغل منصب وزير الداخلية في العراق من اعتقلته كـ "إرهابي خطير"؟ إن اكمال القراءة يشرح لنا السبب. "...وأطلقت سراحه بعد 26 شهراً من الاعتقال بعد إدراج اسمه في تقرير استخباري أمريكي تضمن أسماء -المتعاونين والإيجابيين- "!

 

إذن هذه حقيقة ليست موضع شك، بأن الرجل، من وجهة نظر الأمريكان، قد تحول من "إرهابي خطر" إلى "متعاون إيجابي" فما هو "التعاون" الذي قدمه الاعرجي لينال "رضا" أميركا؟ فلا تعترض أن يمنح منصب وزير الداخلية، حيث يمكنه أن يعرقل الأهداف الأمريكية كثيرا إن شاء. ولو أنه قد تعرض فعلا للتعذيب من قبلهم أو انهم لم يثقوا بنواياه المستقبلية لاستحال ذلك، فالأمريكان إن ضربوا شخصاً لم يعطوه أية ثقة ابدا، حتى لو لم يكن قد فعل شيئا ضدهم، وهذا مفهوم.

 

 

 

كل هذه ليست ادلة حاسمة لكنها بالتأكيد مؤشرات مقلقة جداً لو كان لدينا حكومة وبرلمان حريصين لما سمحا بتجاهلها. لا الوم العبادي باعتباره جندي امريكي وجزء من فريق الدمار للعراق، ولا آمل الكثير من نواب البرلمان فمعظمهم قد تخاذل امام الاحتلال ومشاريعه، وأكثر الباقين يسيطر عليهم الخدر والضياع. إلا أني ادعوا كتلة بدر إلى التأكد أو سحب الأعرجي من هذا المنصب الخطير. ويفترض ألا يكون هذا بشكل اتهام، بل بشرح الأمر كسياق أمنى ضروري. وليس صعباً وأن يتفهم الأعرجي السبب، إن كان بريئا.

القضية لا تتحمل المجاملات والخجل والثقة غير المبررة القاتلة فأنتم ومقاتليكم مستهدفون حتى الموت. لقد كانت الأحزاب السرية تتعامل مع العضو الذي يسقط بيد رجال الأمن على أنه عضو معطل أو مفصول من الحزب، لإدراكهم الصعوبة الشديدة للصمود أمام التعذيب، فكيف تمنح الثقة بهذا المنصب الخطير، لرجل قضى ما يقارب عامين ونصف تحت رحمة وتصرف الجلادين الأمريكان الذين رأينا بعض اساليبهم، وأكثر من هذا عندما يصفه هؤلاء صراحة بالتعاون! إن واجبكم تجاه حشدكم وتجاه وطنكم، أن لا تكونوا اقل حرصاً مما كانت الأحزاب على أعضائها، وأن تبعدوا الرجل عن المنصب احتياطاً، او على الأقل أن تحققوا معه وأن تسألوه بأي شيء "تعاون" ليتحول من إرهابي خطير إلى "متعاون إيجابي"!

 

(1) قصة داعش من التخطيط في سجن بوكا تحت نظر الأمريكيين

http://aawsat.com/home/article/241896/قصة-داعش-من-التخطيط-في-سجن-بوكا-تحت-نظر-الأميركيين-إلى-جذب-البعثيين

(2) الحياة - سجن «بوكا».. حيث وُلِدَ «داعش»

http://www.alhayat.com/Articles/12260189/

(3) السجون عندما تغدو بؤراً للتطرف الديني

http://aawsat.com/home/article/383836/السجون-عندما-تغدو-بؤرًا-للتطرف-الديني

(4) العدناني من سجن بوكا الى ارهابي عالمي.. هل اقتربت نهاية داعش؟

http://www.alalam.ir/news/1856735

(5) السيرة الذاتية لوزير الداخلية العراقي الجديد

 

http://www.rudaw.net/arabic/middleeast/iraq/310120173

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.