اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

ثنائيات المواقف!// محمد عبد الرحمن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد عبد الرحمن

 

عرض صفحة الكاتب 

ثنائيات المواقف!

محمد عبد الرحمن

 

ما يجري في غزة مفجع وصادم بكل المقاييس، وقد عرّى مواقف حكومات الولايات المتحدة الامريكية والدول الاوربية ومعها العديد من الأحزاب والمنظمات، التي تدعي انها قامت أساسا على مباديء الانتصار للمظلومين وضد انتهاكات حقوق الانسان. وتكشف من جديد زيف ادعاء العديد من الحكومات باحترام إرادة الشعوب وحقها في الحياة وفي تقريرالمصيرها، كذلك دعمها جرائم قتل الأطفال والنساء ، وانتهاك القانون الدولي .

 

وظهر في هذه الحرب المجرمة ازدواج المواقف على نحو كبير، وهي تسلط الأضواء على حقيقة ما تضمره  تلك الحكومات، فيما يتأكد بالملموس ان المواقف الخارجية لتلك الحكومات  شديدة الارتباط بمنهجها الداخلي وتعاملها مع  شعوبها، وبمدى جديتها وصدقيتها في احترام حرية التعبير والحدود المسموح بها في ذلك، والامثلة متوفرة من  بلدان عدة ، وربما تميز عدد من الدول الاوربية وامريكا بذلك على وفق ما تسير عليه من سياسة المواقف المزدوجة والكيل بمكيالين .

 

وهناك العديد من الأمثلة على تلك الازدواجية والثنائية  في المواقف المتناقضة في داخلها، والتي تبعث على القرف والغثيان .

 

فعلى سبيل المثال تعلن الإدارة الامريكية انها ضد توسيع نطاق الحرب، لكنها تعمل في الوقت ذاته على ادامة قتل الفلسطينيين عبر موقفها الرافض قطعا لوقف اطلاق النار، واعلانها انها تمد إسرائيل بكل ما تحتاجه لادامة حربها، بل وحتى اطلاق مسيراتها الان في سماء غزة. فمن يريد حقا ان يحول دون توسعة نطاق هذه الحرب القذرة والمجرمة، عليه ان يعمل بجد، وهو يمتلك التاثير ويدعم هذه العنجهية الإسرائيلية وآلة قمعها الصهيونية، ان يعمل على وقفها لا ان يبحث عن هدنات مؤقتة هدفها امتصاص النقمة ومدارة الاحراج الكبير لهم امام العالم، جراء انحيازهم السافر لمنهج قتل عنصري نازي للفلسطينيين .

 

والمضحك في هذه الثنائيات القاتلة أيضا هذا التراكض، وان كان  مطلوبا وملحا، الى إيصال المساعدات الغذائية والدوائية للمحاصرين في قطاع غزة ، فيما يتم السماح بقتل من يراد ان تصل اليهم هذه المساعدات، وعلى طريقة “ خطية صحته زينة بس مات “.

 

وما يثير الحزن والالم والسخط في آن، هذه المواقف من جانب الدول المطبعة مع دولة الاحتلال، حيث يعلنون عن دعمهم واسنادهم للفلسطينيين وقضيتهم العادلة، لكنهم لا يقومون بقطع تلك العلاقات او تجميدها او حتى سحب السفراء كخطوة خجولة واسقاط فرض وذر رماد في العيون كما فعل البعض من المطبعين .

 

وما هو اكثر غرابة ان بعض الدول التي رفعت من سقف موقفها اللفظي كثيرا، ظلت دون  إجراءات ملموسة على الأرض ، ولم تقم هي الأخرى حتى بتقديم مذكرة  او استدعاء لسفراء  الدول المتمادية في دعمها  للاعتداءات والجرائم الإسرائيلية والاحتجاج على مواقفهم، اوالتهديد حتى وان كان  لفظيا شكليا والقول بان ذلك سيؤثر على مصالح تلك الدول في هذه البلدان ومنها العراق .

 

والغريب أيضا ان البعض، وهو لا يقدم على فعل جدي لنصرة الفلسطينين ودعمهم رغم معرفته جيدا ان قضيتهم سياسية بامتياز وليست قضية لاجئين وامدادات غذائية وطبية، هذا البعض يحلق في الهواء ويطرح مواقف تقفز فوق الواقع وتوازنات القوى وفوق النوايا والارادات. ومن ذلك التلاعب بالكلمات فيما يخص حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم الوطنية المستقلة، المتصلة الأجزاء وغير المقطعة الاوصال، والقابلة للحياة ، على ارضهم.

 

وبعد كل الذي حصل يتوجب عدم التراجع عن المطالبة والعمل المثابر لاحقاق هذا الحق وعدم التفريط به، وهو ما يحتاج الى دعم واسناد حقيقيين، عربيين واسلاميين ، رسميين وشعبيين، بالاستناد الى تضامن عالمي باتت معالمه الآن واضحة وبيّنة. 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.