اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

غزوات لاهور.. بروكسل.. باريس وسندها التاريخى// عادل نعمان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

غزوات لاهور.. بروكسل.. باريس وسندها التاريخى

عادل نعمان

مصر

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

على بوابة منتزه «جواشان إقبال» للأطفال فى مدينة لاهور عاصمة إقليم البنجاب بباكستان، يقف أحد مغاوير الجهاد من جماعة الأحرار المنشقة عن تنظيم طالبان، منتظراً ساعة الصفر ليفجر نفسه فى مجموعة من الأطفال المسيحيين يلهون ويتضاحكون ويلعبون. حين ارتفعت ضحكات الأطفال فجر الانتحارى نفسه، يمزق الانفجار ضحكات الأطفال، وينثرها على أشلائهم الباكية، تهلل الجماعة بالنصر المبين، وتعلن عن نجاح غزوة لاهور وانتصارهم على أعداء الدين. فى بيان الغزوة تتوعد الجماعة الحكومة الباكستانية بمزيد من الجهاد ضد الطفولة البريئة.

منذ عامين يتقدم أشاوس من تنظيم طالبان فى غزو مدرسة ابتدائية لأبناء ضباط الجيش الباكستانى فى مدينة بيشاور الباكستانية، يتسلل الإرهابيون عبر المقابر الواقعة بجوار المدرسة، يتخفون فى زى رجال الجيش، كانت ساعة الصفر حين ترتفع أيدى الأطفال تحية للعلم، تحصد الرشاشات من الأطفال مائة وأربعين طفلاً بريئاً. اختلطت أوراق الكراريس المتناثرة بأشلاء الأطفال وخطت الدماء كلماتهم. أعلنت طالبان فى بيان تفخر فيه بمغانم غزوة بيشاور، وتتوعد الطفولة البريئة بمزيد من الغزوات لـ«إعلاء كلمة الله».

فى بلجيكا ينطلق أشاوس الدواعش فى غزوة بروكسل. يتسلل سبعة من المجاهدين، إلى قلب مطار بروكسل، ومحطة القطارات، يفجر كل منهم نفسه بحزامه الناسف ليقتلوا أربعين بريئاً ويصيبون المئات، وتخرج داعش ببيان مخزٍ لتعلن فيه «إنه بفضل الله ومنه وحده، انطلقت مفرزة أمنية من جنود الخلافة أعزها الله ونصرها، مستهدفة بلجيكا الصليبية، التى ما فتئت تحارب الإسلام وأهله، ففتح الله على أيدى إخواننا وألقى فى قلوب الصليبيين الخوف والرعب بعقر دارهم» ويصف البيان القتلة من جنود الخلافة بأنهم التحفوا أحزمتهم الناسفة وبنادقهم الرشاشة مستهدفين المطار، وانغمسوا داخل المطار ومحطة قطار وقتلوا عدداً من الصليبيين، ثم يتوعدون دولة الكفر بأن المقبل أدهى وأمر.

فى غزوة «باريس» مدينة النور والجمال يهتف الأشاوس (الله أكبر خربت باريس) يفجر أحدهم نفسه بجوار استاد فرنسا، ويقتحم بعضهم بالأحزمة الناسفة أحياء سكنية شرق باريس حيث تنتشر الحانات والمطاعم، والأخيرة إحدى قاعات الموسيقى وروادها من عشاق الفن الجميل الذى يلطخه هؤلاء بصور القبح الذى لا يجيدون سواه، يموت مائة وثلاثون بريئاً. فى رسالة لعبدالحميد أباعود أحد إرهابيى الغزوة كتب «ليس من المفرح إراقة الدماء ولكن من وقت لآخر من السار لنا إراقة دماء الكفرة» جاء فى بيان داعش «وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِى قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِى الْمُؤْمِنِينَ» ويستكمل البيان «انطلقت ثلة مؤمنة من جند الخلافة مستهدفين باريس عاصمة العهر والرذيلة، فتية طلقوا الدنيا يبتغون القتل فى سبيل الله» وينهى البيان بذات التهديد، وأن هذه الغزوة أول الغيث.

 

ما هو القاسم المشترك بين غزوات الشرق والغرب والحديث والقديم. يجمعها جميعاً فكر سلفى وهابى قطبى، وتراث إسلامى استباح لنفسه غزو بلاد الكفر وقتل الرجال والعجائز وسبى النساء ويفتخرون به. من الذى جاءنا بقصة غزوة بنو قريظة وقتل كل الرجال والولدان وتقسيم الأموال والنساء، وأن الرسول أرسل سعد بن زيد الأنصارى بسباياهم إلى نجد ثم باعهم واشترى بثمنهم خيلاً وسلاحاً؟ من أين جاءتنا روايات قتل من كان يهجو النبى شعراً، ونحن نعلم أنه استعان بشاعره حسان بن ثابت ليرد عليهم شعراً مثله بمساعدة أبوبكر الصديق؟ فهذه شاعرة اسمها أسماء «عصماء» بنت مروان التى هجت النبى بقصيدة، فيرسل النبى عمير بن غدى الذى يتسلل إلى خيمتها ويقتلها وهى ترضع وليدها. وهذا شاعر آخر وكان مسناً اسمه «أبوعفك» كان يهجو الرسول فيرسل له سالم بن عمير فيقتله. وهذا كعب بن الأشرف الذى كان يهجو النبى فيرسل فى أثره أخاه فى الرضاعة سلكان بن سالمة وابن عمه فيقتلانه غدراً، ويفصلان رأسه من الخلف ويحملانها للرسول وهما يهللان ويكبران. وهذه قصة مقتل عجوز (أم قرفة) واسمها فاطمة بنت ربيعة بن بدر وكانت تهجو النبى، وأرسل الرسول فى أثرها زيد بن حارثة ليقتلها ويربطها بحبل بين بعيرين ويشقها نصفين. وهذا رافع بن سلام بن أبى الحقيق لما بعث له الرسول عبدالله بن عقبة فيقتله لأنه كان يهجو النبى. وهناك قصص أخرى كثيرة منها قتل النضر بن الحارث من بنى عبدالدار فى غزوة بدر. وما فعله خالد بن الوليد ببنى جذيمة بن عامر وقتلهم بعد أن أعلنوا إسلامهم. (واقرأ فى الفقه الحنبلى) وإذا فتح الإمام بلدة عنوة إن شاء قسمها بين الغانمين، وإن شاء أقر أهلها عليها ووضع عليهم الجزية، وعلى أراضيهم الخراج، وإن شاء قتل الأسرى، أو استرقَّهم، أو تركهم ذمة للمسلمين، أما الأسارى يمشون إلى دار الإسلام، فإن عجزوا قتل الرجال وترك النساء والصبيان فى أرض مضيعة حتى يموتوا جوعاً وعطشاً.. أليس كل ما جاء فى كتب التراث ما يشجع على الغدر والقتل؟ ثم تقولون ليس منا ولا منهم. للأسف مكتوب فى تراثنا نتباهى به ونسمعه على منابرنا.

هام (أول من دوَّن السيرة محمد بن إسحاق بعد مائة وعشرين عاماً من الهجرة، وفى مقدمتها يؤكد أن هدفه كان جمع الروايات ولا يعلم الصادق منها، فإذا أضفنا أن رواة الحديث الستة من غير العرب، وجمعوا الأحاديث بعد أكثر من مائة وخمسين عاماً، وإذا علمنا أن أبوحنيفة الذى ولد عام 85 هجرية قبل كل هؤلاء لم يوافق إلا على سبعة عشر حديثاً فقط نعرف أين الخلل، احذفوا هذا التاريخ وهذه الروايات، السند لكل هؤلاء).

"الوطن" المصرية

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.