اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• إنشاء جامعة في سهل نينوى

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

لطيف بولا

بحث / إنشاء جامعة في سهل نينوى

 

أن الأوان للتفكير لإنشاء جامعة في سهل نينوى الفسيح والخصب والعامر بالقرى والبلدات الكثيفة السكان. والأهم من ذلك الأعداد الهائلة للطلبة المتفوقين والمتعطشين للعلم والمعرفة والذين يتخرجون كل عام من مدارسهم في قراهم، ويتحملون المصاعب والمخاطر والتكاليف الباهظة للوصول إلى المقاعد الدراسية في جامعة الموصل وغيرها. مما نتج عن كل ذلك تخلف وعجز وامتناع الكثير منهم من مواصلة الدراسة، إما بسبب العوز أو البعد أو التخوف من التهديدات والضغوط النفسية. كل ذلك جعل الكثير من الطلبة، وبشكل خاص، الطالبات ينقطعن عن الدراسة الجامعية في الموصل. وأصبح الكثير منهم في حالة يأس ... وهو أسير الدار، لا دراسة ولا عمل ولا مستقبل رغم حبه للدراسة والعلم والمعرفة. إلا أن الإحباط الناتج عن الظروف القاسية المذكورة أعلاه جعله شبه مُقعد في البيت ... فأي ضرر نفسي سيصيب مثل هذا الطالب الطموح حينما يُجبر على ترك الدراسة بسبب البعد أو الوضع الأمني المتدهور .. تُرى أي دمار اجتماعي سيلحق بالمجتمع إذا تفاقمت هذه الحالة وطال أجلها ؟ وأية خسارة علمية تحل بالوطن ؟ ناهيك عن نتائجها السلبية على نطاق الفرد والعائلة والمجتمع عموماً. عندما يُصاب جانباً من حياتنا بخلل يجب أن نفكر بطريقة علاجه لا تركه ليستفحل ثم يصبح قاتلا ويستحيل علاجه .. لتبدأ بعد ذلك التصريحات المخدرة والندب والنواح على ما أصابنا من خسارة ودمار. ونعلق أمالنا على شمعة المستقبل المجهول ليحقق أمنياتنا ! والتمني رأس مال المفلسين ....

 

أليس من حق أبناء سهل نينوى أن يكون لهم جامعة ؟

 

إذا كان الجواب .. كلا ! نقول لماذا ؟

 

ليس ثمة ما يلغي هذا الحق أو يبرر عدم وجود مثل هذه الجامعة .. ولقد ذكرنا أسباب نشوء مثل هذه الجامعة وحاجة أبناء سهل نينوى الماسة إليها. أما مستلزمات قيامها واستمرارها متوفرة إذا اجتمعت الآراء الخيّرة وتقرر إنشائها. تاريخيا كان لأبناء سهل نينوى حتى في تاريخ العراق الحديث باعاً طويلا في الثقافة والعلوم والنمو الثقافي والاقتصادي ألم يكن التعليم في هذه القرى والبلدات سائداً فيها قروناً سبقت غيرها من الأماكن في العراق ؟ لقد وثّق ذلك المؤرخ العراقي المرحوم علي الوردي في كتاباته عن تاريخ العراق الحديث مؤكداً بأن لم يكن للأمية وجوداً في القرى المسيحية في سهل نينوى قبل نشوء الدولة العراقية الحديثة في الوقت الذي كانت فيه أماكن أخرى من العراق غارقة في الجهل لا قراءة ولا كتابة !!

 

وفي بلدة القوش على سبيل المثال لا الحصر، ابتدأ التعليم فيها منذ بداية القرن الخامس الميلادي، إن لم يكن قبل ذلك. إذ لا زالت مدرسة مار ميخا النوهدري قائمة وقد بدأ هذا القديس العظيم التعليم فيها منذ بداية القرن الخامس الميلادي. وأستمر ذلك الدير، والذي كان بمثابة جامعة، يستقطب ويخرج مئات الموهوبين في الرسم والنحت والخط والشعر والعلوم الدينية وغير الدينية. وضم بين دفتيه أقساماً داخلية للطلبة الوافدين من القرى البعيدة ..

 

تعلم في تلك المدرسة آباءنا وأجدادنا وكذلك نحن جيل القرن العشرين.

 

إذا الأرضية الاجتماعية والظرف صالحان لإقامة مثل هذه الجامعة.

 

إذا وضعنا مصالح الشعب والوطن العليا فوق أي اعتبار أخر. يحتم على الجهات المسؤولة إنقاذ مئات الطلبة من حالة اليأس بسبب حرمانهم من مواصلة دراستهم الجامعية.

 

يجب أن ننظر إلى هذه المسألة بجدية ونضعها فوق التنظيرات والسياسات الضيقة والاتجاهات والتزمتات الحزبية التي تستصعب أي قضية فيها مصلحة الشعب والوطن إن لم تكن من تنظيراتها أو من ضمن أيدلوجياتها.. وتكون النتيجة ما نحن فيه من دمار وتخلف وأزمات وفناء والسبب الأساس في كل ذلك هو الأنانية المقيتة التي ترفض الخير للغير حتى و إن كان لأبناء الشعب والوطن الذي ننتمي جميعنا إليه .. إنه الوباء إن لم نقضي عليه سيقضي علينا.. وإن من حق الشعب في قرى وبلدات سهل نينوى المطالبة بحقهم وبكل الطرق المشروعة التي تضمن حقوق أبنائهم في مواصلة الدراسة وبظروف أمنه وملائمة.

 

كيف نبدأ ؟

 

1. يجب أن يكون هناك تجاوب من الجهات المسؤولة في الحكومة المركزية وحكومة الأقليم للقيام بهذه المهمة الوطنية.

 

2. الأتصال بمنظمات عالمية وإنسانية ذات الشأن للمساهمة أو المشاركة أو الإسناد في بناء هذا الصرح إذا عجزت الحكومة المركزية أو تنصلت عن القيام بهذا المشروع الحيوي لسبب او لأخر.

 

3. عقد ندوات جماهيرية في كل القرى وبلدات سهل نينوى لتوضيح أهمية هذا المشروع وجعل المطلب جماهيري لا يمكن التغاضي عنه قبل أن تتحرك القوى المعادية لكل مطلب أو مكسب يخدم قضايانا الوطنية وتعمل على وأده كما فعلت في مشاريع وطنية سابقة إذ وقفت ضد مصلحة الجماهير بإيعاز من غيرها أو بوحي من تفكيرها الرجعي.

 

4. حث الأحزاب الوطنية المحلية والشخصيات التقدمية لتتبنى برنامجا تثقيفياً يدعم إنشاء مثل هذه الجامعة ولتوضيح أسباب قيامها ونتائجها الايجابية والتي ستنعكس إيجابياً على مستقبل سهل نينوى عموماً.

 

5. إذا تنصلت الدولة والمنظمات العلمية والأنسانية عن القيام بهذا الواجب الوطني والانساني يصار إلى قيام جامعة أهلية، وإن كان ذلك يعتبر اجحافا بحق الطلبة الفقراء. إلا إذا كانت هنالك جهة رسمية أو غير رسمية تدعم الطالب الفقير في مواصلة دراسته الجامعية يدفع قسطه الجامعي وتكاليف دراسته.

 

6. ثمة طلبة أيضا تركوا الدراسة لظرف قاهر وفي مرحلة المتوسطة أو الإعدادية .. ومن أجل إنقاذ هؤلاء الضحايا من هذه الحالة يمكن إنشاء معاهد فنية في قرى وبلدات نينوى تؤهله كعامل فني كهربائي، ميكانيكي أو في مجال الصحة ومجالات أخرى.. يحصل على شهادة تعيد الثقة إلى نفسه أولاً، ثم تمنحه شهادة معهد فني يمكن أن يتعين بها في عمل رسمي أو غير رسمي بالإضافة إلى كسبه المعرفة في حقول المكننة الزراعية أو الاروائية أو البترولية او الالكترونية أو التجارية أو الصحية .

 

أين تُقام مثل هذه الجامعة ؟

 

قصبة القوش وقرية بنداويا بالذات خير مكان لقيام مثل هذا الصرح الثقافي والعلمي، وللأسباب الآتية :

 

1. وجود مساحات شاسعة أمام الجبل الممتد بين القوش وبنداويا تصلح لقيام عشرات البنايات ومرفقاتها..

 

2. وجود الماء في نهر بندوايا يمكن أن يوفر للجامعة وحدائقها ما تحتاجه من ماء

 

3. لكون القوش حلقة وصل بين القرى والبلدات التي تمتد من القوش إلى الموصل ( شرفية – تلسقف – باقوفا – باطنايا – تلكيف وما يتبعها من قرى).

 

والخط الثاني الممتد من القوش إلى بخديدا ( القوش – شيخان – بعشيقة – برطلة – كرملش – بخديدا وما يتبعها من قرى ).

 

4. وجود جبل وعشرات الوهدات التي يمكن استغلالها لنشاطات الطلبة كالسفرات والسياحة ومن دون أستياء الناس في المدينة من زخم الطلبة.

 

5. توفر السلام والأمن في المنطقة .

 

6. وجود أحزاب وطنية تقدمية يساعد على تعميق الوعي وتهيئة العقول لقبول مثل هذه المشاريع التي إذا قامت ستعمل على إذكاء ثورة علمية وثقافية في المنطقة التي عانت وتعاني الإهمال والإقصاء في العهود السابقة ولحد الأن.

 

7. استعداد الأساتذة للتدريس في مثل هذه المناطق الأمنة والمتحررة اجتماعياً والواعية وطنياً والمتفتحة فكرياً والمتقدمة علمياً.

 

8. لألقوش تاريخ حافل في حقل الدراسة والثقافة الوطنية إذ أشاد بجهود مربيها ومعلميها عشرات من الذين تخرجوا من مدارس القوش من القرى المجاورة وليس بجديد على القوش أن تفتح قلبها لهذا الصرح العلمي الجديد مثلما فتحته لمؤسسي أديرتها التليدة ومدارسها الخالدة وطلابها وأساتذتها من كافة أرجاء الوطن.

 

9. حث أخوتنا العراقيين في الخارج بالمطالبة والمشاركة في كل السبل المتاحة لإقامة مثل هذه الجامعة .

 

10. الاستفادة من خبرات الجامعات العراقية والإقليمية والعالمية في حالة الموافقة والشروع بدراسات ميدانية وتهيئة الخبراء والفنيين لوضع الخرائط والمقترحات اللازمة لإعادة الأمل إلى المئات من الطلبة الذين يعانون من اليأس والإحباط بسبب حرمانهم من الدراسة الجامعية وللأسباب التي ورد ذكرها أعلاه. لابد من وقفة وطنية علمية ثقافية جماهيرية لإيقاف هذا الدمار ولا يتم ذلك إلا بإنشاء هذا الصرح ألا وهو جامعة في قرى وبلدات سهل نينوى ( وما ضاع حق وراءه مطالبٌ )

 

لطيف بولا

 

11 / 6 / 2007

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.