كـتـاب ألموقع
مقطع من رواية قنابل الثقوب السوداء« شراع الرحلة الشمسي»// ابراهيم أمين مؤمن
- المجموعة: ابراهيم امين مؤمن
- تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 28 أيلول/سبتمبر 2020 10:45
- كتب بواسطة: ابراهيم أمين مؤمن
- الزيارات: 1671
ابراهيم أمين مؤمن
مقطع من رواية قنابل الثقوب السوداء« شراع الرحلة الشمسي»
ابراهيم أمين مؤمن
التجهيز ..
لضمان سلامة الروّاد الثلاثة قررت إرسال مركبة الرحلة بأكملها على مراحل .
فمن المعلوم أنّ الشراع تمّ الانتهاء منه وهو يدور في مدار حول الأرض .
وعلى مقربة من الشراع تتموضع وحدة الخدمة ، حيث أرسلتها ناسا منذ أيام دون استخدام محركها الصاروخيّ لأنّها ستندفع على حبلي المصعد الفضائيّ بقوّة دفع الليزر المتمركز على أوّل المصعد على سطح الأرض .
وظلّتْ وحدة الخدمة مثبتة عبر حبلي المصعد ، هي لن تسقط على أيّ حال لأنّها في حالة انعدام الجاذبيّة .
وعلى الرغم أنّ وحدة الخدمة تكون عادة خفيفة الوزن وذات حجم صغير إلَا أنّها هنا ذات حجم ووزن كبير ، وذاك لأنّها تحتوي على جهاز جاك لدعم الحياة ، والجهاز ثقيل جدًا يبلغ وحده سبع مئة كيلوجرام .
بها خزانات الوقود للمحرك الصاروخيّ الخاص بها ، ولن يستعمل جاك الوقود هنا إلّا في حالة الطوارئ ، وبالتبعيّة لن يستخدم محركها الصاروخيّ ، بها هوائي للاتصال بمركز المتابعة بالأرض وخزانات الماء والهواء والأكسجين .
قبل الإطلاق بدقائق ..
جاء رئيس ناسا يلهثُ وناول جاك مجموعات ذرات الرابيديوم الثلاث ، فشكره جاك قائلاً ..الآن الحريّة ، الآن الإطلاق .
الأن الإطلاق ، وهو الوقت المناسب .
من الأكاديميّة الدوليّة لعلوم الملاحة الفضائيّة (IAA) حضر رئيس "مجموعة شركات المصعد الفضائي العالميّة "وهو يابانيّ الجنسيّة " إلى المنطقة في أوّل المصعد الفضائيّ عند مبنى الليزر بالتحديد .
العالم كلّه الآن يمعن النظر بداية من جاك ثمّ مرورًا بسلّم السماء وحتى الفضاء ، قلوبهم وجلة ، أبصارهم خاشعة ، صلواتهم باكية ، دعاؤهم توسّلٌ واستغاثة .
يستغيث المسلم بالمسيحىّ فيقول.. اُتلُ صلواتك ، والعكس .
يقف الفرد بجانب الآخر يلوذ به قائلاً ..انظر إلى وحش السماء ، ثمّ انظر فوقه ستجد ربّ السماء ، ادعوه ينجينا من الكرب والبلاء .
وتحازتْ أقدامهم جميعًا ، واستقامتْ صفوفهم ، وتوحّدت أبصارهم ، فعاش العالم كلّه أجلّ لحظة ، وأغلى لحظة ، وأنقى لحظة ، إنّها لحظات ملائكيّة انسابت عذبًا سلسبيلاً من رحِم سحابة أورط .
إطلاق الكبسولة ...
كبسولة القيادة مخروطية الشكل وتحتوي على دروع حراريّة لتجنّب احتراقها أثناء اختراق الغلاف الجويّ .
كما تحتوي على نفّاثات توجيه وأجهزة ملاحة واتصالات وبذلات فضائيّة ، وبها أيضًا نفق التحام لوحدة الخدمة .
وكذلك تحمل معها تقنية روسيّة لتوليد حقل مغناطيسي ينصبونه فوق الدروع أثناء عبور جسر آينشتاين .
مركز الاتصالات . جاهز .
مركز القيادة عن بعد جاهز .
غرفة الإنعاش جاهز .
إلى مركز التحكم نحن جاهزون للإقلاع
باقٍ 10 ثوانٍ... تشغيل الليزر 10 -9 ....
ظلّ يُدفع رأسيّاً بالليزر حتى وصل إلى خمسة وأربعين كيلو متر تقريبًا يقطعها على مراحل لأنّ شعاع الليزر غير مستمر ، يأخذ دفعة الليزر فيقطع فيها مسافة معينة وتعمل الخلايا النانويّة على جانبي المصعد بتثبيته لحين وصول الحزمة الأخرى من الليزر ، ويظلّ يدفع بحزمة تلو الأخرى ويثبّت بالخلايا حتى لا يرتدّ بفعل قوى الجاذبيّة حتى قطعها كلها في دقيقتين .
تنطلق بعد ذلك الكبسولة بوساطة الخلايا الشمسيّة النانويّة المثبتة على حبلي المصعد متّجهة إلى الفضاء .
تستمر في الارتفاع حتى عشر دقائق وبعدها يتمّ تخفيض حجم الخلايا الشمسيّة النانويّة الدافعة حتى لا تتهشم الكبسولة .
وبعد ثلاث دقائق أُخريات يتمّ وقف عمل الخلايا الشمسيّة تمامًا ، تنفصل الكبسولة عن المصاعد بمحركات مناورتها وتوضع في مدار منخفض .
بعد ساعة تقريبًا تنفصل الكبسولة عن المصعد الفضائيّ نهائيًا وتدور بزاوية 180 درجة لتلتقط وحدة الخدمة ، تلتقطها من المصعد الفضائيّ لتلتحم بها عن طريق نفق الالتحام .
وكانت وحدة الخدمة بها معجزة في علم الروبوتات وهي إيريكا 300 .
وبعد التحام الوحدة اتّجهتا نحو الشراع لتلتحم به ، وسيتمّ وقف كلَّ المحركات سواء محركات الكبسولة أو محرك وحدة الخدمة لأنّه سيتمّ الدفع من خلال محطات ليزر القمر ، كما أنّ وقْفَ المحركات ضروريّ لأنّنا سنحتاج الوقود بعد العبور حيث سنفقد تقنية الضخّ بالليزر .
كما أنّ المحركات التي تعمل بالوقود مهمة جدًا لعدة أسباب..
هي التي تدفع الكبسولة في حالة تعطّل جهاز جاك الذي يوفر الطاقة التي تدفع الكبسولة .
كذلك بعد العبور لن يكون هناك دفْع بالليزر وبالتالي فسنحتاج للمحركات .
كما أنّ المحركات ضروريّة لأنّها تعمل مناورات في الفضاء لتحاشي الاصطدام ، كما أنّها هي التي تعدّل المسار للدخول في الثقب الأسود إذا تعطل حاسوب الكبسولة المثبت عليه برنامج العبور .
دخل الشراع بعد الالتحام في المدار ، وتمّ بعد ذلك تعديل المسار الشمسيّ القائم لتوجيه الشراع نحو الخارج ، أي في مسار يبعدها عن الشمس وفيه تقع نقطة الحضيض في مدار الأرض ، أمّا نقطة الأوج فتكون في مدار نحو الخارج ليصبح هذا هو المسار الصحيح .
بعد ذلك تبدأ حزم الليزر عملها والدفع بالشراع من مدارات حول القمر .
ومن اللحظات المؤثرة اتّصال رئيس ناسا بجاك من مختبر الدفع النفاث وقوله له..جاك العالم كلّه يحبّك..وربِّ عيسى يحبّك ، يقولها وهو يبكي .
فسمع جاك بكاءه وهو يتكلم ثمّ أردف هو باكيًا .. يحبّني ، أرجو أن تظلّ لحظات صدقه الآن وغدًا وبعد غد .
ردّ ..أنت لست مدفوعًا بالليزر بل بحبّهم لك ..طبْ نفسًا وقرّ عينًا .
ردّ جاك ..لن يحسن المنزل ويطيب القلب وتُقرّ العين حتى أعلم أنّ حالهم لن يتبدّل بعد أن أُدمّر الثقب .
وازداد بكاؤه ثمّ تابع كلامه ..عندها يستريح جاك ، يستريح من دقّات طبول الحرب التي هشمت أضلعه وصمت آذانه .
وأخرج من جيبه خمس مجموعات من ذرات الرابيديوم - اثنتان كانتا بحوزته - وثلاث اخذهن من رئيس ناسا منذ حوالي ساعة تقريبا - ووضع تلك المجموعات في يده وحدق فيها مليا ثم لعنها ومن ثم أخذ يجهش بالبكاء .
كما زاد بكاء رئيس ناسا أيضًا لأنّهما يعلمان جيدًا أن الرحلة بلا عودة .
فانهار رئيس ناسا من البكاء ثمّ قال..كفى جاك ، كفى يا ولدي ، الربُّ قادر على كلّ شئ ، كفى .
فأجبرته الدموع على ترْك المحادثة وولّى صارخًا ويداه على وجهه .
المتواجون الان
913 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع