اخر الاخبار:
صخرة فضائية بحجم ساعة "بيغ بن" تقترب من الأرض - الثلاثاء, 08 تشرين1/أكتوير 2024 20:32
قتلى وجرحى بغارة اسرائيلية في دمشق - الثلاثاء, 08 تشرين1/أكتوير 2024 20:24
القبض على "داعشية وداعشي" في ديالى وبغداد - الأحد, 06 تشرين1/أكتوير 2024 20:59
صحيفة إسرائيلية: تل أبيب تخطط شيئا للعراق - السبت, 05 تشرين1/أكتوير 2024 19:06
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

هل القضاء على "حماس" يمر بالضرورة عبر إبادة أطفال غزة؟// انغير بوبكر

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

انغير بوبكر

 

عرض صفحة الكاتب 

هل القضاء على "حماس" يمر بالضرورة عبر إبادة أطفال غزة؟

انغير بوبكر

 

ما يتعرض له أطفال ونساء غزة هذه الأيام العصيبة على الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي من إبادة جماعية ممنهجة يتجاوز الخيال، ينذر بكارثة إنسانية حقيقية ويسائل الضمير العالمي الذي بقي متضامنا مع إسرائيل وشعبها وهذا امر  ضروري وأساسي ومشروع ولكن يتجاهل ماسي الشعب الفلسطيني والجرائم المرتكبة في حق المدنيين العزل الذين لا ناقة ولا جمل لهم في الصراع الدموي الدائر.

 

 ان يتم قتل اكثر من 600 طفل من غزة لا يتحملون اية مسؤولية فيما جرى لهم، ان يتم قتل اكثر من 60 عائلة كاملة وتهجير الالاف من الناس العزل امر ماساوي ويندى له الجبينّ، الأطفال العزل لا هم من حماس ولا هم يعرفون ما يجري من حولهم في دهاليز ومخابئ قيادات حماس ولا ارتكبوا ذنبا لانهم أطفال صغار اغلبهم من الرضع، إهانة للضمير الإنساني العالمي وفشل لكل المنظومات الأخلاقية الدولية التي تمخضت عن اتفاقات ما بعد الحرب العالمية الثانية، لقد تم اقبار الاعلان العالمي لحقوق الانسان بشكل نهائي وتم تشييع المواثيق الدولية لحقوق الانسان ومعاهدات جنيف الى مثواها الأخير، لقد ابانت الحرب على غزة ابتداءا من 7 أكتوبر 2023م الى ان العالم اصبح موحشا واكثر بشاعة وان كل ما راكمته الحضارة المدنية من قيم ومواثيق انهارت امام اعين العالم ولم تعد حقوق الانسان والشعوب سوى شعارات زائفة.

 

ما تعرض له الشعب الإسرائيلي فضيع جدا وغير مقبول لا دينيا ولا أخلاقيا من طرف منظمة حماس ولكن الرد الإسرائيلي والانتقام من المدنيين العزل في غزة غير متناسب نهائيا ولا يخدم قضية التعايش بين الشعبين ولا يستجيب للقوانين المعمول بها دوليا في الحروب. ما يخجل اكثر في هذه الحرب العبثية هو مواقف الدول الكبرى التي من المفروض انها راكمت تجارب ديموقراطية وتشبعت بالقيم الحضارية الغربية الليبرالية التي تعلي من قيمة الانسان وتحرص على حياته ورفاهه، كأن يقول وزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية بانه جاء الى تل ابيب بصفته يهوديا فر جده من المحرقة النازية وليس بصفته ممثلا لحضارة غربية  ليبيرالية كان العالم يرجو منها ان تقود العالم نحو مزيد من الرفاه والطمانينة واعلاء قيم حقوق الانسان امر يبعث على الارتياب واكثر من ذلك موقف مخجل لدولة كبرى تقود محورا دوليا بشعارات الدمقرطة واحترام حقوق الانسان، اليس من المستغرب ان يقول معظم زعماء العالم بانهم يتفهمون حرب إسرائيل على أطفال غزة؟ اليس من المقزز فعلا ان نسمع دولا راكمت في مجال الديموقراطية وحقوق الانسان تتفهم حصار غزة وقطع الماء والكهرباء والغذاء عنها؟

 

اذا كان الجناح العسكري لحماس هدفا مشروعا للقتل والقضاء عليه امر مشروع  لانه يمارس العنف والقتل كذلك ويسعى لابادة الإسرائيليين بل يتبنى حربا دينية تسعى لابادة اليهود وإزالة إسرائيل من الوجود، فان قتل النساء والأطفال المدنيين من الجانبين عار على جبين البشرية وجريمة حرب كاملة الأطراف يرتكبها  الجناح اليميني المتطرف في إسرائيل المتعطش للدماء كذلك والذي لا يريد سلاما ولاتعايشا وتساعده في خطته الفصائل الفلسطينية المتطرفة التي تقوم باعمال عدائية عنيفة بدون قياس تبعاتها الإنسانية المكلفة على الشعب الفلسطيني.

 

لقد حان الأوان ان يتحرك كل احرار العالم من اجل وقف المجازر المرتكبة في الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي وبدء حوار فوري بين كل دول العالم من اجل شرق أوسط خالي من التطرف والإرهاب، لن يكون ذلك الا بالاستثمار الجدي في القوى الحداثية التحديثية في كل الدول الشرق أوسطية ونزع فتيل الازمات التي تطوق شعوب المنطقة بفعل الاستبداد وانحسار الحريات وعدم اتاحة الفرصة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة بعيدا عن تسول المساعدات الدولية وتشجيع الانقسامات الفلسطينية الداخلية، فانتشار فكر حماس والفصائل المتطرفة العنيفة مرده الى الاغتيال الرمزي الذي تعرضت له القوى الوطنية الديموقراطية الحداثية الفلسطينية وتنصيب سلطة فلسطينية عاجزة عن مجاراة الشعب الفلسطيني ومرهونة بالمساعدات الدولية مما ورطها في الفساد والتبعية واورثها العجز والهوان، حان الوقت ان يستيقظ الضمير العالمي لنزع فتيل الصراعات الدينية والطائفية في الشرق الأوسط، لن يكون ذلك الا باعطاء الشعوب حريتها واستقلالها الحقيقي ومحاسبة الأنظمة الرجعية المتوحشة وفي طليعتها النظام السوري الذي قتل وهجر من الشعب السوري الملايين ومايزال يتغنى بالممانعة وشعارات مضى عليها الزمن ومل الناس من تكرارها.

 

أوقفوا صدام الهمجيات في الشرق الوسط لانها تحرق الجميع وتهدد الإنسانية  بالرجوع الى عهد المغول والتتار.

 

*انغير بوبكر

باحث في تاريخ العلاقات الدولية

المنسق الوطني للعصبة الامازيغية لحقوق الانسان

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

212661093037+

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.