كـتـاب ألموقع
القنديل العتيق// إسراء فرحان الفرحان
- المجموعة: إسراء فرحان
- تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 12 تموز/يوليو 2023 20:16
- كتب بواسطة: إسراء فرحان الفرحان
- الزيارات: 1475
إسراء فرحان الفرحان
القنديل العتيق
إسراء فرحان الفرحان
نمشي معًا في شارعٍ
كانتْ به الأضواءُ تضحكُ في المساءْ
أنا والدي قد كان قنديلاً عتيقًا
زاهيَ الألوان وهّاجَ الضياءْ
أنا والدي قد كان من أصلٍ كريمٍ
طيّبَ الأخلاقِ مثل الأنبياءْ
نمشي.. وراحتُهُ تلفلفُ راحتي
حباً، لتغفو في بساتينِ العطاءْ
لنقِفْ قليلاً ها هنا
ولتشرِ لي بعضَ الدُمى
فأطاعني وتبسّما.. وتبسّما..
*
قد حِرتُ بالألعاب حين رأيتها
أين التي سأقولُ أني اخترتها؟
تلك التي أرخَت سنابلَ شعرها
أم تلك صاحبة الجذيلة والسوارْ
لا قلبَ فيها يبعثُ الإحساسَ في أطرافها
قد زيّنوها كي تصيرَ بشكلها
أحلى قليلًا من حُجيرات الجدارْ
قد زيّنوها كي تطيرَ عقولُنا
ببساطةٍ وسذاجةٍ بجمالِها
نحنُ الصغارْ
وأدرْتُ طرفي
كي يساعدني أبي بالاختيارْ
*
وفزعْتُ !!!!
أينَ مضى أبي؟!!
أنا لم أجدْهُ بجانبي
ولمحتُهُ
شبحان لم أعرفْهما
مَضيا به
وإلى البعيييييييدِ
إلى البعيدِ تقدَّمَا
قلبي يذوبُ من اللّظى
والحزنُ فيه تكلما
ما حيلتي فأبي مضى
وأنا بقيتُ مع الدُّمى
*
الحلمُ لم يكن ادّعاءً أو دُعابهْ
بل كان مفتاحًا لكهفٍ
فيه كنزٌ من كآبهْ
الآن أعرفُ أن قنديلي انطفا
ونأى كثيرًا وابتعدْ
الآن أعرفُ أنهُ
قد صار في حبس الأبدْ
قد غاب قبطان السفينة
من يسيرُ بنا إلى بر الأمانْ
ما أخبروني أنهم إذ ودّعوهُ
ودعوا معه الحنانْ
ثم انتبهنا كيف أن الشمسَ في تموزَ غابتْ
عندما كانت تصلي فرضَها عند الغيابْ
كل الذين عرفتهم بطفولتي
لم يرسموا لي وجه موت أو غيابْ
كل الذين عرفتهم ما فارقوني
منذ كانت إصبعي
في فيَّ تغرقُ في اللعابْ
لا... لم يقولوا كيف غابْ
لا.. لم يقولوا كيف دسُّوهُ برفقٍ في الترابْ
ورأيتُ قنديلي اختفى
حقًّا وليسَ تَوهُّما
أمسى بأرضٍ أهلها لا يرجعون
ولا (عسى) ... أو (ربّما)...
وبقيتُ حزنًا صامتًا
وبقيتُ قلبًا طيبًا
قد ملَّ من دنيا الدُّمى
*
إسراء فرحان الفرحان
المتواجون الان
620 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع