اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

هل تسقط الحكومة الفنلندية اليمينية بسبب فضائح وزرائها العنصريين؟// يوسف أبو الفوز

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

يوسف أبو الفوز

 

عرض صفحة الكاتب 

هل تسقط الحكومة الفنلندية اليمينية بسبب فضائح وزرائها العنصريين؟

يوسف أبو الفوز

هلسنكي

 

تتواصل مظاهر الاحتجاج والاعتصامات والمسيرات في العاصمة الفنلندية، هلسنكي، وتشتعل وسائل التواصل الاجتماعي والصحف المعارضة بالتعليقات والمتابعات المعارضة والناقدة، ضد الحكومة الفنلندية اليمينية، التي تشكلت أواخر حزيران الماضي بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وتقدم فيها حزب الاتحاد الوطني الفنلندي (يمين تقليدي) على منافسيه من قوى اليسار والوسط، بشكل أهله لتشكيل حكومة أغلبية ضمّت حزب الفنلنديين الحقيقيين (يمين متطرف)، الديمقراطي المسيحي (يمين الوسط) إضافة لحزب الشعب السويدي(وسط)، من بعد مفاوضات ماراثونية، استمرت ستة أسابيع، مسجلة رقما قياسيا، أقرت فيها برنامجا جعل العديد من المراقبين يصفها الحكومة الأسوأ في تاريخ فنلندا من بعد الحرب العالمية الثانية، في مجمل خططها السياسية، الاقتصادية والاجتماعية، فلأجل التوفير في نفقات الدولة واتباع سياسة تقشف حازمة، ستقوم الحكومة باستقطاعات كثيرة على حساب قوانين الرعاية الاجتماعية والصحية لعموم المواطنين، وأيضا اتباع سياسة الخصخصة إضافة إلى النظام الضريبي الذي سيعاني منه صغار المستثمرين وذوو الدخل المحدود أساسا، ناهيك عن السياسية المتشددة بخصوص المهاجرين واللاجئين.

ومع تواصل الاحتجاجات والتظاهرات ضد مشاركة اليمين المتطرف في الحكومة الفنلندية ممثلا بحزب الفنلنديين الحقيقيين، وجد رئيس الوزراء بيتري اوربو نفسه في مَآزِق متواصلة، بسبب كشف الغسيل الوسخ لتصريحات وكتابات عنصرية وفاشية لقادة من حزب الفنلنديين الحقيقيين، وبعضهم وزراء في حكومته.

تأججت التظاهرات الحاشدة مع ظهور وزير الاقتصاد اليميني المتطرف لاسي يونيلا في البرلمان الفنلندي متفاخرا بربطة عنق مزينة بصورة حيوان الراكون، ذي الرمزية العنصرية في أمريكا واوربا، حيث ارتبطت كلمة راكون (تختصر إلى Coon) بحقبة سوداء من العبودية والتمييز العنصري، ومنذ ثلاثينيات القرن الماضي، استخدمت من قبل المتطرفين، ككلمة احتقاريه لذوي البشرة السوداء.

وتصاعد سيل الانتقادات من سياسيين ينتمون لأحزاب اليسار وأكاديميين، وتوج ذلك بتصريح رئيس الجمهورية ساولي نينستو معلنا استهجانه سلوك وتصريحات وزير الاقتصاد معتبرا الضجة التي أحدثها (محرجة للغاية)، خصوصا بعد تناول وسائل اعلام اوربية ما يجري في فنلندا، فاضطر رئيس الوزراء، لتهدئة الشارع الفنلندي، إلى تنحية الوزير، بعد حوالي أسبوعين من تكليفه، فكانت أقصر فترة في تاريخ الحكومات الفنلندية.

عادت الاحتجاجات والتظاهرات من جديد، مع الكشف عن كتابات سابقة لرئيسة حزب الفنلنديين الحقيقيين ريكا بورا باسم مستعار، مع المطالبات بطردها من الحكومة، فهي تشغل حقيبة وزير المالية، وحسب الأعراف الفنلندية يشغل عادة موقع نائب رئيس الوزراء.

 ورغم ان بوروا قللت من أهمية الكتابات واعتذرت عن بعضها، وتم سحب وحذف أغلبها، مدعية أن افكارها قد تغيرت، ومثل غيرها من معارفها (استخدمت روح الدعابة السيئة وقالت أشياء قبيحة) إلا أن المقالات حول عنصريتها والمطالبات بعزلها لم تهدأ، وكانت بورا كتبت في سنوات سابقة تعليقات في مدونة أحد زملائها في الحزب اليميني المتطرف، استخدمت فيها عبارات تحقير للمهاجرين والمسلمين، واشتهر عنها قولها إنها لاحظت في مكتبة عامة (كيس اسود) يتحرك بين رفوف الكتب إشارة لزي النساء الصومالي.

توافقا مع هذا بدأت وسائل الأعلام، تتابع وتعلق على ما نشرته صحيفة (هلسنكي سانومات)، أقدم صحيفة فنلندية وأوسعها انتشارا في فنلندا والشمال الاوربي (تأسست عام 1889)، حيث حصلت على رسائل وزير الاقتصاد البديل ويلي ريدمان، إلى صديقته السابقة، وكان ريدمان عضوا في حزب الاتحاد الوطني الفنلندي اليميني، عندما أثيرت حوله، قبيل الانتخابات البرلمانية، شكاوى باستغلال موقعه في مجلس بلدية هلسنكي واتحاد الشباب للتحرش الجنسي ومضايقة شابات حزبه، تم تجميده وعزله، فترك حزبه لينضم إلى الحزب اليميني المتطرف، ليكون ضمن مرشحيه في الانتخابات البرلمانية، وفاز فيها بمقعد نيابي.

 حين تم عزل وزير الاقتصاد السابق لاسي يونيلا، رشح الحزب اليميني المتطرف ريدمان لشغل الموقع، فأوقعوا رئيس الوزراء في موقف محرج، فالأحزاب عادة هي المسؤولة عن اختيار مرشحيها للمواقع الوزارية، واضطر رئيس الوزراء للاعتراف بأنه لم يتم بالتشاور معه. وفي الرسائل المنشورة استخدم ريدمان لغة عنصرية مكشوفة وصف في أحدها شعوب الشرق الأوسط بالقردة!

وطيلة أيام أزمة الفضائح المتواصلة لليمين المتطرف، ظلت انظار المواطن الفنلندي تتطلع إلى ردود فعل حزب الشعب السويدي، فرغم مشاركته في الحكومة، لكنه لا يبدو على توافق مع سياسات اليمين المتطرف، فهناك اختلافات حول ملفات اجتماعية وموضوعات الهجرة واللجوء، إضافة إلى كون اليمين المتطرف يدعو إلى تهميش اللغة السويدية في برامج التعليم رغم كونها لغة رسمية وفقا للدستور.

أيام أزمة وزير الاقتصاد المعزول امتنع نواب حزب الشعب السويدي التسعة عن التصويت بالثقة لصالحه، وانتقدت زعيمة الحزب آنا ماريا هينريكسون مرارا أداء وتصريحات حزب اليمين المتطرف.

وتفيد تقارير المراقبين بأن المطالبة بخروج حزب الشعب السويدي من الحكومة تتسع داخل الحزب نفسه، وأبدت بعض قيادات الحزب اعتراضها علنا وتركوا طاولة الحوار لتشكيل الحكومة، بل وتشكلت مؤخرا مجموعة عمل خاصة داخل الحزب ضمت ست عشرة شخصية مهمة، لمتابعة إمكانية خروج الحزب من الحكومة وفك الارتباط بها.

 ورغم ان رئيس الوزراء حاول التقليل من أثار ذلك على مستقبل الحكومة، وكون ثمة برنامج مشترك متفق عليه، ورغم ان بعض التوقعات تشير إلى ان اليمين المتطرف ولأجل الحفاظ على وجود زعيمته في الحكومة، قد يلجأ للتضحية بريدمان، فأن العديد من المراقبين يعتقدون ان أي فضيحة جديدة أو خلاف قادم ربما يدفع بحزب الشعب السويدي لمغادرة الحكومة، وستكون هذه الخطوة القاتلة سببا في سقوطها.

 

نشرت في طريق الشعب البغدادية العدد 2 السنة 89 الخميس 3 آب 2023

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.