اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• في العراق "الجديد"... يحدث أيضاً !

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

يوسف أبو الفوز

مقالات اخرى للكاتب

              الكلام المباح

في العراق "الجديد"... يحدث أيضاً !

 

حين أغتيل المناضل السويدي أولف بالما ( 30 كانون الثاني1927 ـ  28 شباط 1986 ) قيل الكثيرعن هوية القتلة وصدرت كتب وأنتجت افلام وثائقية وروائية ، بعضها مهمته تشتيت افكار الشارع السويدي ـ والعالمي ـ  عن توجيه أصابع الاتهام الى المخابرات المركزية الامريكية وحلفائها من منظمات مافيوية ، مرورا بالموساد الاسرائيلي ومعها قائمة بأسماء المنظمات اليمينية ـ العلنية والسرية ـ التي تحظى بدعم حلف الناتو ومؤسساته المختلفة، فكلها المستفيد الاول من غياب قائد اشتراكي عرف بمواقفه الصلبة المناهضة لسياسة الفصل العنصري في جنوب افريقيا والمؤيدة للقضية الفلسطينية وفي مكافحة سياسية النيوـ ليبرالية الجديدة المدعومة من حكومات الرأسمال الغربي ، وزعامته لمعسكر الاشتراكية الديمقراطية الذي تخشى قوى الرأسمال تحوله لمتراس يساري بوجه الرأسمالية مع بوادر تصدع الاتحاد السوفياتي كقوة عظمى . جريمة أغتيال أولف بالمه صارت واحدة من الغاز القرن العشرين فخيوط التحقيق دائما مقطوعة في مكان ما ، وبقي ملفها مفتوحا حتى الان من قبل الحكومة السويدية ، والتحقيقات الرسمية تمت مع اكثر من 130 متهما، بمن فيهم من تدور حوله الشبهات بقوة واعترف بتنفيذ جريمة الاغتيال، لكن اطلق سراحه لعدم توفر الادلة الجنائية المباشرة لينعم بالحرية بينما سُجل دم المناضل المغدور ضد مجهول ينتظر الكشف عنه يوما ما بمعجزة !

لوعة محبي المناضل أولف بالمه ، مثل لوعة رفاق ومحبي الشهيد المناضل عادل لفتة ـ ابو رشا ، وقبله الشهداء كامل شياع ، قاسم عبد الامير عجام وهادي المهدي ـ واخرون في الطريق ـ فهوية القاتل معروفة ، ويمكن الاشارة بألاصابع الى اركان جريمة أغتيالهم ، سواء المستفيد المباشر أو المحرض أو من يوفر التغطية، لكن ـ كالعادة ! ـ لا تتوفر الادلة الجنائية المباشرة عن أي من هؤلاء ، فالخيوط في أوضاع العراق "الجديد" ليست مقطوعة فقط  بل ومتشابكة لحد تجعلنا ربما نقبل بمن يقول لنا ان شهداءنا ... ماتوا في الحمام !

خلال زيارتي الى الولايات المتحدة الامريكية وكندا ، صيف 2010 ، بدعوة من ابناء الجالية العراقية هناك لاقامة أمسيات ثقافية ، روت لي أمرأة ، عملت لفترة نادلة في مطعم ، قابلتها في مدينة أمريكية تسكنها جاليات عربية عديدة ، ان مكان عملها شهد تكرار حفلات تأبين لموتى من احدى العوائل الشرق اوسطية المتنفذة ، والمعروفة بأتجارها بكل شئ ، ما يجعلها تشتبك خلال نشاطها التجاري في صدامات دموية مع مجموعات عرقية امريكية اخرى . مع كل حفلة تأبين ، كانت المرأة تسأل بشيء من السذاجة : " كيف مات المرحوم؟ " فكان يقال لها : " دخل الحمام فتزحلق واصدم رأسه بالجدار ومات " !. خلال سنتين تسبب هذا "الحمام " اللعين بوفاة حوالي ستة اشخاص من هذه العائلة !، فقالت لهم المسكينة باخلاص: " لم لا تغيروا الحمام ؟". جاءها صاحب المطعم مرتجفاً ونصحها ان تكف عن الاسئلة ان اردات الاحتفاظ بعملها وربما حياتها !

  *  عن طريق الشعب العدد 92 الأحد 25 كانون الأول‏ 2011

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.