اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• الكلمة المجهولة !

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

يوسف أبو الفوز

الكلام المباح

الكلمة المجهولة !

في أيام مرت، قرأت لصديقي الصدوق أبو سكينة ، الاخبار عن الازمة التي أشتعلت ، حين أرادت فنانة عربية الغناء في بلد عربي ، فعقد برلمان تلك الدولة اجتماعا ، بطلب من برلمانيين متشددين ، ناقش فيه منع حفلات تلك الفنانة لانها "تكشف الكثير من تضاريس جسدها "، يومها علق أبو سكينة متهكما : "أعتبرها مناضلة حقيقية ، أذا برلمان يجتمع بسبب تضاريسها !". ويوما ضبطتني زوجتي وأنا أهز برأسي وانا استمع لاغنية لهذه الفنانة ، فأصبح الامر ورقة مشاكسة بيدها ، فكلما تجدني جالسا عند التلفزيون اتفرج الى بعض من هذه الاغاني تسألني بتآمر :" أتنتظر تضاريس فنانتك المناضلة ؟". في الايام الاخيرة ، مع النكسات الصحية التي بات يتعرض لها أبو سكينة ، صرنا جميعا نبتعد عن ما يمكن أن يثيره ، صرت حذرا كلما طلب مني قراءة الصحف ، هذا الامر الذي صار تقليدا ثابتا، فبين فترة واخرى ، اقرأ له الاخبار وبعض المتابعات والتحليلات السياسية ، وشخصيا أجد متعة في سماع تعليقاته الساخرة المطعمة ببعض من ذكرياته. في الزيارة الاخيرة، حاولت تجنب قراءة الصفحات الاولى، وبدأت من صفحات المنوعات والاخبار الخفيفة. برطم أبو سكينة شفتيه وهو يستمع الى اخبار طلاق الفنانة الفلانية، ونوعية باروكة الفنان الفلاني، وحرك رأسه بحركة عتاب ونظر لي بعيون نصف مغمضة كأنه يقول "كشفتك"، وبدون كلام ، ومجبرا عدت صاغرا لاقرأ له الصفحات الاولى ويدي على قلبي وانا اعرف مسبقا انه سينهد غاضبا بسبب ما يسمع وما يجري. كانت بعض العناوين وحدها كافية لرفع ضغطه ... " دول جوار قلقة من ارتفاع انتاج النفط العراقي" ..."عزت الدوري في بغداد"...لمحاصصة تعرقل مفوضية الانتخابات الجديدة "..."الخلافات السياسية في البرلمان تعرقل عملية التصديق على القوانين "... وحين قرأت :" عطلة جديدة للبرلمان العراقي"... ضحك وأعتدل في جلسته وقال بصوت هاديء : "ليش العطلة السابقة كملوها حتى اخذوا عطلة جديدة؟" واشار بيده أن واصل القراءة، فقرأت :"البرلمان يعتزم شراء أسلحة شخصية لأعضائه بـ 5 مليارات دينار" ، كنت اقرأ وانا اتابع كيف يقرض طرف شاربه بأسنانه ، فأعرف انه متوتر، فكنت اتمنى ان يتدخل احد لايقافي، ان يحصل شيء ما ، رنين هاتف فجأة ، دخول ابو جليل بدون موعد كعادته، احتراق شيء في المطبخ ... وواصلت القراءة مرغما :" برلماني عراقي يقول ان الظروف التي تمر بها العملية السياسية تجعل وجه السياسة العراقية ملبد بالغيوم و ...". رفع أبو سكينة يده، فتوقفت متنفسا الصعداء، كانت عيناه الذكيتان تبرقان سخرية وألما وهو يقول :" والله يا عمي انت أبن اودام وتفتهم .. في الاول رحت تقرأ لي عن عرس فلانة وباروكة علان ... لانك تعرف ان وجه السياسة عندنا مصخم ملطم وتضاريسها تلعب النفس ... بويه أمري لله أرجع وشوف لي أخبار الفنانة المناضلة وتضاريسها فذلك أفضل الف مرة من كل هذا الــ ... ! " .. ولم اسمع جيدا الكلمة الاخيرة التي قالها بحنق ، لذا تجدني ـ عزيزي القاريء ـ أسألك عنها !!

عن طريق الشعب العدد 224 الأحد 22 تموز‏ 2012

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.