اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

في رثاء الصديق ريمون صادق برنو// نبيل يونس دمان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

نبيل يونس دمان

 

عرض صفحة الكاتب 

في رثاء الصديق ريمون صادق برنو

نبيل يونس دمان

 

     الذي غادرنا دون وداع بعد معاناته مع المرض تاركاً الحزن في اسرته ومحبّيه، مضى على وجوده في هذه البلاد اكثر من خمسين عاماً، لم ينفك ارتباطه بوطنه وناسه وظل اميناً لجذوره، ويا ليت كل من رآى نفسه هنا لا يقطع صلته بوطن النهرين دجلة والفرات المذكورين في الكتب المقدسة.

     ريمون برنو مولود في القوش عام 1950، كان بيته في ساحة مار ميخا وبجوار كنيسة مار كوركيس المهيبة، فقضى طفولته في خدمتها واتقان تراتيلها ومزاميرها مما اهّله ان يدخل معهد مار يوحنان الحبيب في الموصل وحتى قرابة عام 1969 عندما تقرر سفره الى خارج العراق. لم يكمل دراسته الكهنوتية ومن الذين زاملهم فيها البطريرك الحالي مار لويس ساكو، معلوم ان كل من يدخل الى مدرسة اعدداد الكهنة فانه عند خروجه منها يكون متقنا لدروسها ذات المستوى العالي وكذلك اللغات الاجنبية.

     عند وصوله اميركا عمل ودرس بجد واجتهاد فتمكن من اللغة الانكليزية واصبح بمثابة كاتب عدل يدير مكتبا سواء في مشيكان ثم في كاليفورنيا بعد انتقاله اليها في ثمانينات القرن الماضي، كانت معاملات الناس التي يتبناها ينجح فيها، وكم كسب قضايا معقدة بقدراته وكم ساعد اناس لا يملكون شروى نقير.

     كان لريمون مواهب اخرى متعددة، حيث تركن في جسمه النحيل الإرادات القوية، وكان كتلة من الحيوية والنشاط  لا يستكين بل يمضي في اكتساب مواهب جديدة منها اتقانه للغة العربية وكذلك اللغة السريانية حديثا وكتابة، نظماً ومزاميراً. له قابلية في ارتجال الكلمات وفي اغلب الامسيات والحفلات العامة والخاصة كان عريفاً لا ينازعه احد، وله ايضا اهتمامات قومية ونشاطات كبيرة في هذا الجانب، يحضر المهرجانات العامة والمؤتمرات وينتمي الى الجمعيات بحميّة واندفاع.

     ايضا ظل مخلصا ومحبّاً لبلدته الأم القوش، واستطاع ان يصل اليها والوطن الحبيب وفي آخر مرة زارها مستصحباً زوجته الأصيلة كفاح عبد اسمرو وأولاده حتى يرون أرض الآباء والأجداد. لو بقينا في ذكر وتذكر مناقبه لا ننتهي لانها كثيرة ويطول الحديث عنها منها بلوغه الدرجة الشماسية ونظم الشعر في اللغتين العربية والسريانية كما نسمعها بادائه في فيديو مستقل، حيث يلقي على مسامع الحاضرين في حفل تأبين المناضل الكبير توما توماس عام 1995 في مشيكان، حيث وصلها قادما من محل سكناه في كاليفورنيا.

     اخر صحبة لي معه عندما حضرنا معا مهرجان الجمعيات الاشورية في ولاية أريزونا قبل سنتين، وبعدها لم نعد نراه لاشتداد مرضه الذي اقتلعه من على هذه البسيطة تاركاً الأثر العميق بكل من عرفه، وقد ووري الثرى هذا اليوم في مقابر الجالية بحضور كبير من اصدقاءه واقرباءه، نطلب من الرب خالق السماوات والارض ان يرحمه ويغفر له، ليخلد في الحياة الاخرى الى الراحة  الأبدية والنعمة الإلاهية مع الابرار والقديسين، بعيداً عن هموم الدنيا ومشاكلها وصعوباتها التي لا تنتهي.

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

California on December 9, 2022

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.