اخر الاخبار:
بيان صادر من احزاب شعبنا - الجمعة, 10 أيار 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

كيف نخلد ذكرى مأساة صوريا ليس بالمقالات فقط// سعيد شامايا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

كيف نخلد ذكرى مأساة صوريا ليس بالمقالات فقط

سعيد شامايا

 

  ليس فقط بالكلمات المؤثرة والمقالات المستنكرة التي تَعْبر بعبورِ المواسم وتُنسى إنمـا بوسيلة تعمـل عَمَل وثيقة تدين الجـاني وتصون حقوق ابنـائها الذين نُكيوا وحقوق شَعبها الذي يعتبره المستهينون بنـا أمر سهل لاننـا مجرد اقليات !!!

 

مرت قبل ايام ذكرى مأساة صورية (1969) التي مارسها (الجحيشي) احمق بعثي اودت بحياة جمع من ابناء صورية الابرياء المسالمين تتناولتها وسائلنا الاعلامية كاشخاص ومنظمات، وكأنه واجب مقدس على كل منا أن يمارسه معبرا عن مشاعره ببضعة اسطر مستنكرا كاحدى النكبات التي طالت شعبنا المظلوم دوما، ومنهم من يقصد بها رصيدا لنكباتنا التي نستثير بها الرأي العام العالمي والمنظمات الانسانية الملتزمة برعاية حقوق الانسان متى وحيثما كان دون تمييز وهو عمل مشكور يذكرنا ويحركنا من اجل حقوقنا خصوصا في هذه المرحلة المعقدة والمقبلة الى متغيرات قد تهدد وجودنا في وطننا على ارضنا .

 

بالنسبة لي تنتابني مشاعر أكثر اثارة وكانني اشارك صورية أحزانها والامها لانني عشت تلك الذكرى وأنا أكتب نصا لفلم يجسد المذبحة بتفاصيلها واوصافها التي استقيتها من بعض الاشخاص اقرباء لهم  او اصدقاء عانوا من المجزرة الوحشية واسلوب ممارستها حقا هو عمل يرقى أن يكون ابادة جماعية لشعبنا بحجم من الضحايا لا زال تأثيرها على من فقد عزيزا  له  من ضحايا صورية، إذ اثارتني تلك الذكرى وبما جرى موصوفا بانفعالات حطت على أفكاري ومشاعري مجسمة،  كقضية تعبر عن واقع شعبنا المظلوم ففكرت أن نجعل الغيارى من ابناء يستثمرون هذه التجارب المرة و كماخذ ومستمسكات فريدة يعتمدها شعبنا أو نجعلها وسائل تُوَثق وتُرسخ ادعائنا لواقع شعبنا المضطهد  كهذه القضية، ولاهميتها اضافة الى ما يكتب دوما والذي يُنسى مع عبور المواسم الراحلة، وجدت اصلح وافضل وسيلة ترسخ النكبة كمستمسك سياسي واجتماعي هو وسيلة استثمار الفن اضافة الى الادب واعلامه، بعد اعداد فكري وقناعتي أن الفلم العاكس للمذبحة سيكون اكثر تاثيرا فرحت اتشبث بكل معين للمزيد من المعلومات التي يُعتمد عليها بدقة واستطعت أن اصل الى وصف لصورية وساكنيها ونوع الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ايضا معتمدا الحقيقة والدقة في تصوير المجزرة، ونحن حين نتباكى اعلاميا على ابنائنا الكلدان في صورية علينا أن لاننسى من شاركهم المأساة اخوتهم الاكراد وإن كان موقعهم أضمن لنيل حقوقهم، المهم ايضا واقع صوريا الذي عكسته ممكن ان يكون نموذجا لالفة اجتماعية كرست حياتها بتوافق مريح رغم اختلاف القومية والدين، يدل على الاندماج الاجتماعي الفعلي فحين تتحدث الفتاة الكردية ممازحة صديقتها السريانية بلغة ولهجة الفتاة المسيحة وحين تكون هناك مشاركات في مناسبات الافراح والاحزان دون أي تمييز او استغلال، حينها تكون الالفة حقيقية نتمناها نموذجا وتجربة صادقة تخدم شعبنا المختلف قوميا ودينيا او طائفيا، خصوصا ونحن نعيش الصراع الطائفي لنسبة كبير من ابناء العراق من دين واحد وقومية واحدة وما سببه هذا الصراع من نكبة الوطن بمن فيه، إلا من بيدهم القوة من احزاب فشلت في ادارتها مستغلة مواقعها لصيانة نظامها الفاسد حتى باتت ايديهم طويلة من اجل مصالحهم تمتد فاسدة لس !!!.....

 

 وقصدت بعملي هذا أمرا مهما، ادعو القيادة الكوردية في الاقليم والمنظمات الاجتماعية والانسانية ايضا ان تتحمل مسؤوليتها في متطلبات قضية أبناء صورية بل صورية كتجربة مأساوية بتخليدها (والنصب الخاص بها ينتظر التتمة)  وبتعويض مُستَحَق .

 

كتبت هذه الاطلالة قبل أن اتطرق الى الوسيلة التي اشغلتُ قارئي متشوقا لمعرفتها، ذلك حرصا على جعلها درسا لشعبنا واشعارا نتمنى من الجهات المعنية التي تتحمل المسؤولية في الاقليم ان تستثمر تلك الحياة الاجتماعية التي عاشتها صورية مثالا ووسيلة لتطوير العلاقات الاجتماعية بين ابناء الاقليم، من هذا المنطلق يجب ان تولي تلك الجهات اهتمامها الثقافي منه الفني الذي يوثق هذه التجارب الكبيرة والمرة كنشجيع انتاج مثل هذا الفلم او إن أبدع احدهم لوحة تشكيلية او انشودة او لحنا موسيقيا كصدى، هكذا تخلد بالنسبة الى التجارب الصعبة والمآسي التي يمر بها شعبنا بكل اطيافه مطلوب منا أن نوثقها لا أن تعبر اعلاميا ثم منسية.

 

الوسيلة التي أنا بصددها هي فيلم وثائقي كتبته عن نكبة صورية في 2006بتأثير جيرتي لعائلة فقدت ربة الاسرة امها واختها واصيب أخيها في تلك المجزرة البشعة وعرفني ابنها الشاب الاكاديمي المثقف (سرمد) الذي زودني وامه المرأة الطيبة بالمعلومات التي قادتني الى العمل ووجهني لاتعرف على القضية مستعينا باخرين ورحت من جانبي اوسع بحثي لاظفر بادق المعلومات، وللتشويق صغت الفلم كقصة حياتية درامية من مظاهر وتقاليد شعبنا في قراه، منها صورية مستعينا باشخاص عاشوا المعاناة اقرباء او اصدقاء الذين لَفَتهُم النَكبة فكانوا شهداء او جرحى، صورتُ فيه الحياة الاجتماعية في صورية بافراحها واحزانها والعلاقات بين اهلها كما صورت الحدث الاجرامي الذي مارسه الضابط المجرم ودوافعه الشخصية والسياسية والموقف الجرئ لبعض الضحايا منهم القس الشهيد وابنة المختار، الفلم بثلاث لغات السريانية والكوردية البادينانية والعربية وكم تبد والصورة جميلة حين  يطلب الفلاح الكوردي من المرأة العجوز التي تخبز منشغلة وتنورها: (داي شمي هلّي قِصا لخما شخينا) او حفلات الطهور او الزواج، واثق أن تأثير الحدث المصور والمسبوك فكريا وفنيا يعطي صدى ودلالات وتأثيرات اقوى، ليس فقط عندنا وفي محيطنا وإنما تأثيرها اعظم لدى الاخرين لو عرض مترجما لدى المجتمعات التي تدعي مساعدة الشعوب المضطهدة والمغلوبة حقوقها في ارضها وتاريخها. وكم اقترحت في مجال آخر أن تكون مستنداتنا ومستمسكاتنا وجداولنا القومية الغنية بالمعلومات المطلوبة ايضا غنية بتلك الوثائق المعبرة فنيا، فيلما او مسرحا او تشكيلا او من فنوننا الشعبية التراثية التي تُعَبر عن مكانتنا الفكرية والفنية، هكذا أتامل كل سنة حين تمر الذكرى تجربتي حزينا، ونحن نجتر الذكرى بكلماتنا ومقالاتنا، اتصفح الفلم تجربتي التي اركَنَتها الظروف القاسية مؤمنا وواثقا ومؤملا ان تصير يوما ما خير وسيلة معينة لنيل حقوقنا .

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.