اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

القدر يحاكي البشر -//- قصة قصيرة: انتصار عابد بكري

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتبة

القدر يحاكي البشر

قصة قصيرة للكاتبة انتصار عابد بكري

أن تصبح فاطمة  أماً مستحيل قالت وقد ترققت الدموع في مقلتيها ، هي قد تجاوزت الخامسة والأربعين وعدَلَها لم يحدث ، فعندما كانت في الثامنة عشر من عمرها أحبت شابا لطيفا من عائلة اخرى كانت على مشاكل مع عائلتها ولم يتم النصيب ، وعندما انهت تعليمها الجامعي في الثالثة والعشرون تركها آخر ليرتبط بشابة تحمل الكثير من الجمال والمال .

أما هي فانتقامًا لمصيرها الغائب قررت ان لا يكون لها صديق وأن لا يكون لها زوج حتى لو لم تحبه . ليلها ونهارها مصيرهما واحد ، تفكيرها الوحيد أن  تنجح في حياتها العملية .

بعد أن أثبتت قدراتها تم ترقيتها لتكون مديرة القسم في الشركة التي تعمل فيها ، جادة مثابرة وعلاقتها بالجميع علاقة المدير بعماله مع القليل من الصداقات والاجتماعيات .تتناول يومها باكرا حتى ساعات المساء  في المكتب.  لم يكن هناك أولاد في المسألة يزعجونها ويسألون عن موعد عودتها سوى الوالدين التي تطمأن عليهما بين الحين والآخر هاتفيًا. وتشاركهما أيام الإجازات في بعض المساعدات في البيت والسفر .

تقدم لها أكثر من عريس في الفترة التي تركت هي فيها تفكيرًا عاجزًا  في بناء بيت لتكون أم وربة منزل الى جانب وظيفتها التي أشغلت وقتها ورفعت مسؤولياتها . رَفْضُها أغاظ الرجال ونعتوها بالتكبر وهي عكس ذلك كما أغاظها توجههم فاستنعتهم  بالطمع  في منصبها ومالها ، بينما خافت أن تفقد مركزها ووظيفتها مع اختلال برنامج حياتها .

مرَّت الأيام والسنون ، وهي على هذا الحال تقرأ كتابًا ، وأحيانا تزور الأقرباء ، فُسَحٌ قليلة وكثير من الرياضة البدنية محافظة على شكل مقبولٍ ولائق في بدلةِ مديرةٍ متزنةٍ أمام الجميع في لبسها ومشيتها وحديثها .

في العشاء الذي تناولته مع رفيقتها المتزوجة وأبنائها ذات مساء جعلها ضعيفة حين شعرت بشيءٍ كان ينقصها فترققت الدموع في مقلتيها. أهي التي اختارت مصيرها ؟ أم هو القدر يحاكي البشر بإرادته الإجبارية المفروضة؟

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.