اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (659)- خيانة عظمى

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (659)

 

خيانة عظمى

      منذ ان قررتُ الاقامة في بلدي العربي المملكة الاردنية الهاشمية عام 2005. إبان الاحتلال البغيض لبلدي العزيز العراق. حينها بدأتُ حياة جديدة، ومرحلة جديدة تماما من حياتي وحياة عائلتي، وخيرُ ما اخترتُ من مكان اقامة، بعد ان تكوَّنتْ لي علاقات شخصية كثيرة مع اخوة اعزاء في المملكة الاردنية الهاشمية رعاها الله وحفظها من كل سوء. كل ذلك كان منذ ان بدأ الحصار الظالم الذي فرض على بلدي عام 1990 الذي شمل حصار اغلاق المطارات..! وعليه امسى سفر العراقيين عن طريق مطاريْ مدينتين عربيتين عمّان ودمشق. ومن خلال تجارب كثيرة من معاناة السفر من بغداد عن طريق البر الى عمان او دمشق ومن ثم السفر منهما الى البلد المقصود. واعتقد ان اغلب المسافرين العراقيين كانوا يفضلون السفر من مطار عمان..! لاسباب تبدو منطقية، للمعاملة التي كان العراقيين التي يتلقونها من الاخوة الاردنيين في الحدود سواء الجوية او البرية او غيرهما، معاملة طبيعية نظامية لا تشوبها شائبة..! ومن ثم احساس غالبية العراقيين بالامن والامان في الاردن اكثر بكثير مما يحسه العراقي في دمشق..! كذلك للفارق الرسمي الموجود بين البلدين العربيين، خاصة الرشاوي المنتشرة في دوائر السفر والرسمية في دمشق التي تتعب كل المسافرين واسباب اخرى لاداعي لذكرها الان.

 

      على كل حال، مضى على اقامتي في عمان العروبة بصورة مستمرة اكثر من خمسة عشر عاما، كنت فيها على اتصال دائم بكل الاخوة والاصدقاء الاردنيين والعراقيين المتواجدين في عمان. وكنت ادعى كثيرا للسهر مع الاصدقاء. واختصارا للموضوع وعدم اطالته، دُعيتُ مرة من احد اصدقائي العراقيين للسهر في بيته الكريم قبل عشر سنوات او اكثر بقليل، بمناسبة وجود عائلة عراقية قادمة من لندن واخرى قادمة من بغداد. فلبيتُ دعوة صديقي وذهبتُ الى بيته الكريم لمشاركتهم السهر، وقد دارت احاديث كثيرة من هنا وهناك. ثم تحدثتْ احدى النساء وكانت تحمل شهادة الدكتوراه. قائلة وهي تمتدح كثيرا جدا الشعب الانكليزي، لسبب بسيط، هو ان جيرانهم طرق الباب في ضحى يوم العشرين من آذار 2003 وهو اليوم المشؤوم الذي بدأتْ فيه قوى الشر والعدوان احتلال بلدها العراق. معتذرا هذا الجار من ان بلده يضرب بلدنا العراق، وظلتْ في مديحها مستمرة لهذه الخطوة الاخلاقية..!!

 

      صراحةً، انتابتني موجة من الغضب العارم وانا استمع الى سذاجة هذه المرأة الضالة. فحاولتُ مسك زمام غضبي والهدوء لاستعيد توازني بين جميع الحاضرين، حتى مضتْ بعض الدقائق التي اشاعتْ فعلا بعض الهدوء، رغم انني مازلتُ أغلي من سماعي لذلك المديح الفارغ. حتى سألتُ سؤالا موجها الى الجميع والى المراة التي تحدثتْ وهي تمتدح الشعب الانكليزي لذلك السبب الواهي. فقلت سائلا..!

      هل تستطيع اي قيادة سياسية في العالم المتقدم على وجه الخصوص، ان تقرر الحرب او غزو بلدان واحتلالها دون ان تأخذ رأي البرلمان في مثل هذه الخطوة..!؟

      أجاب الجميع بأنه لايمكن لأي قيادة عالمية ان تقرر مثل هذا القرار دون الرجوع الى البرلمان واستحصال الاذن منه للشروع بالمهمة الاستعمارية واحتلال البلدان واذلال الشعوب الاخرى..!

     ثم اكملت سؤالي، وماذا يمثل البرلمان..؟

      قال الجميع انه يمثل الشعب..! حينها أدرتُ وجهي الى السيدة الدكتورة التي امتدحت الشعب الانكليزي مدحا يفوق المعقول لان جيرانها اعتذر منهم في صبيحة يوم الشروع باحتلال بلدها العراق..!!! وقلتُ موجها كلامي لها، ان هذا الجيران الذي جاءكم معتذرا منكم، هو من قرر احتلال بلدنا وهو الذي اعطى الاذن للحكومة بضرب العراق، وهو الذي جاءكم معتذرا في وقت يقتل فيه اهلنا جميعا ويخرب بلدنا، اخوك واختك ووالديك واقربائك وشعبك جميعا يقتلون في لحظة اعتذار هذا الجيران المجرم الذي ساهم في الموافقة على ضرب بلدنا واحتلاله، فهل يكفي الاعتذار..؟؟ قلت ذلك وقد بدا على محياي سوْرة من الغضب والانفعال بحيث اختار الجميع التهدئة وقضاء هذه السهرة بسلام. ومهما يكن من تفصيلات اخرى ساحاول روايتها في مناسبة اخرى ان شاء الله. انتهت هذه السهرة، ولكن ذكراها بقيت تؤلمني كثيرا حتى اليوم لانها صدرت من مواطنة عراقية في صف المتعلمات والمثقفات وقيل انها تملك شهادة الدكتوراه، فكيف اذن ببعض الناس البسطاء في العلم والثقافة ولماذا نعتب على هؤلاء البعض..؟ ولنا عودة اخرى عن تفصيلات هذا الموضوع ان اقتضى الامر.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

احمد الموصلي وقيس هشام، اغنية وطنية حبنا الاكبر

https://www.youtube.com/watch?v=szcFfy1D5jw&ab_channel=Aghanina

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.