اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (689)- مقدمة الاعتراف/ 3

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (689)

 

مقدمة الاعتراف/ 3 -تكملة-

 

هذا الكتاب

      إن هذا الكتاب يحاول توضيح الحقيقة الناصعة لمجريات إنجاز مواد المسابقة العالمية في كتابة البحث والفلم التلفزيوني الوثائقي ومقاطع النماذج الغنائية للـ CD القرص المدمج، وإعطاء كل ذي حق حقه في فريق العمل المساعد، بعمله وإنجازه حفاظاً على الامانة والصدق والله على ما أقول شهيد، محاولاً تقديم مفهوماً متكاملاً لنتائج وثمار وأبعاد هذه الجائزة على المدى التاريخي والمعنوي لبلدنا، وليَ ولزملائي وللوسط المقامي ككل.

 

عنوان جديد

        على كل حال، في البداية إخترتُ عنواناً جديداً لحكاية عملنا الفائز بالجائزة في هذا الكتاب، مغايراً لعنوان البحث المقدم إلى المسابقة، ويبدو انه عنواناً مثيراً ومباشراً ولكنه ملائماً للمضمون الحقيقي لأهداف البحث، والعنوان الجديد هو(المقام العراقي في خطر) لأنه يتماثل فعلاً مع مضمون فكرة البحث تماماً، في حين كان عنوان البحث الذي كتب للمسابقة هو(المقام العراقي والجالغي البغدادي تراث قديم لارض ما بين النهرين) الذي كان نصه من إختيار اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم في وزارة التربية ببغداد، والغريب انه كان غير ملائم تماماً لمضمون ما أملتْـهُ عليَّ اللجنة الوطنية العراقية للتربية والثقافة والعلوم ومنظمة اليونسكو في كتابة البحث، خلال متابعاتهما وملاحظـــــاتهما لي طيلة العمل، من تبلور للفكرة ومحاور أخرى في موسيقى وغناء المقام العراقي، باعتبارها صلب موضوع البحث..! التي إضطرتني أن أزيد عليها محاور أخرى لم تذكر ضمن المحاور التي طلبوها، وسنرى كيف أن العنوان الجديد هو في الحقيقة أقرب تعبيراً عن مضمون وأهداف وفكرة البحث التي تركزت حول اقناع اليونسكو باعتبارها من اكبر المنظمات الانسانية، بأن تراث المقام العراقي يعيش في خطر محدق، وذلك خلال سير الحديث عن الجائزة في صفحات هذا الكتاب. ولكن الامر قد تغيَّر في النهاية..! ففي اللحظات الاخيرة قبل طبع هذا الكتاب، غيّرتُ فكرتي حول عنوان الكتاب مرة أخرى، وإرتأيتُ أن أطلق عليه عنواناً جديداً آخر هو (إعتراف الامم المتحدة بالمقام العراقي) لإثارة إنتباه القارئ الكريم حول أهم نتائج وثمار هذه الجائزة العالمية، مع إمكانية الاحتفاظ بعنوان(المقام العراقي في خطر) إلى كتاب آخر ان شاء الله.

 

     منذ بداية الكتاب، سيدرك القارئ الكريم بوضوح ان موسيقى وغناء المقام العراقي لم تعد كما كانت، أي لم يعد المقام العراقي مجرد موسيقى وغناء يردده المغنون ويعزفه العازفون، ويتذوقه المتذوقون فحسب، ولكنه دراسة وبحوث شاملة ومتكاملة للثقافة الحضارية والتقليدية الشعبية، وهو صورة صادقة ودقيقة لإتجاه الغالبية من العاملين في الوسط المقامي من مغنين وموسيقيين وكتاب ونقاد ومتخصصين، وعلى المستويات المحلية والعربية والعالمية للعنصر العلمي والثقافي.

 

بعض المترددين

         لقد كان لهذا التوسع في ميدان الشأن المقامي العراقي الدراسي والثقافي والعلمي والابداعي، وقع المفاجأة لدى بعض العاملين والمهتمين في الشأن التراثي بصورة عامة، وعلى الاخص من يهتم بالتراث العفوي الحسي غير الملموس، ومنها موسيقى وغناء المقام العراقي، خاصة من أصحاب إتجاهات الرؤية القديمة للتراث والموروث إن شئنا إستخدام هذه الصفة. وثارت لدى البعض من هؤلاء مخاوف من إنهيار كيان هذا التراث الغناسيقي التاريخي، وخطورة أن يفقد إستقلاليته أمام طغيان التطلعات الحديثة في الرؤية الابداعية التجديدية للتراث عموما. ويكفي أن نقول لهذه الفئة المترددة والمتذبذبة في موقفها هذا، إن التراث كله وبكل ظواهره، وليس العلوم الانسانية وحدها، سائر اليوم من خلال البحوث والدراسات الشاملة في طريق التكامل والاستقلال، رغم أن موسيقى وغناء المقامات العراقية تعيش اليوم في إنحسار وتقهقر في البلد الأم العراق، نتيجة الاحتلال البغيض في عام 2003، ولكننا نشهد اليوم أيضاً في البلدان التي سبقتنا بشوط بعيد في هذه التجربة وفي مضمار التقدم، كيف تتكتل جهود أجهزة الثقافة والاتصال والنشر والتوزيع وكل وسائل الاعلام والثقافة لخلق الفنان المثقف المتكامل، ومن هنا نأسف لهذا التفتيت وهذا التردد والتذبذب وهذه الميول غير المبررة لدى بعض العاملين في شؤون التراث الغناسيقي وغناء وموسيقى المقام العراقي على وجه الخصوص.

 

      إن تراثنا الغناسيقي، ونقصد به غناء وموسيقى المقام العراقي، كما سمعناه وتعلمناه من الآباء والاجداد، وكما درسناه أكاديميا وبحثنا في شؤونه، وكما نتحدث عنه في هذا الكتاب، بناء لا يتزعزع متماسك رصين شامخ مستقر الاركان، له أصوله التراثية والتاريخية، أصول واضحة الابعاد، وله أدوات كثيرة للبحث فيه ودراسته، ومفاهيم إستطاعت أن تصل به إلى قيمة كبيرة من الدقة والاحكام، وكل الميول السلبية غير المبررة في الرؤى السابقة لمفهوم التراث لم تؤد، ولن تؤد في المستقبل إلى التقليل من عظمة هذا الصرح الشامخ أو الانتقاص من كيانه وقيمته العلمية والفنية والثقافية.

 

        لا نريد أن نسبق الاحداث ونقول بأن إضطراد العمل في البحث والدراسة في شؤون تراثنا الغناسيقي المقام العراقي في بلدنا العراق، واهتمام وجهود المزيد من مثقفينا بموضوعاته، سوف يؤدي إلى ترسيخ المفاهيم الثقافية والعلمية الحديثة، وبالتالي إنتشاره في دائرة أوسع من ذي قبل بكثير، علماً أن النقاش حول البحوث والدراسات التراثية المقامية ومفاهيمها العلمية، وفهم غناء وموسيقى المقام العراقي كدراسة فولكلورية ثقافية، قد حسم نهائياً، ولم يعد اتجاهاً سائداً لدى المثقفين والمتعلمين فحسب، بل والمسيطر أيضاً..! فقد أمسى الكثير ممن يعملون في المجال التراثي المقامي، من المثقفين والمتعلمين والدارسين واصحاب الشهادات العليا في شؤون التراث والمقام العراقي، واصبحتْ تسيطر على هذا الميدان، حالة من التنافس الشريف بين جميع العاملين في الشؤون التراثية المقامية، خدمة لهذا التراث الغناسيقي الخالد، ويمكننا أن نذكر البعض من الكتّاب والباحثين والمثقفين، كالباحث التراثي عبد الكريم العلاف، والحاج هاشم الرجب، والشيخ جلال الحنفي، وعبد الوهاب بلال، وعبد الوهاب الشيخلي، وحمودي الوردي، وشعوبي ابراهيم، وعادل الهاشمي، ود.شهرزاد قاسم حسن، والشقيقتان آمال وانتصار ابراهيم، والاستاذ الدكتور حسين احمد شريف الدليمي الاعـظمي، واحمد شاكر سلمان الاعظمي، وسعدي حميد السعدي، ويحيى ادريس، واسعد محمد علي، والدكتور هيثم شعوبي وموفق عبد الهادي البياتي، والاستاذ الدكتور حسقيل قوجمان (هامش1)، وصباح جار الله، وكمال لطيف سالم، والدكتور عدنان جواد الطعمة وثامر العامري، وحامد العبيدي، وفائز الحداد، وغيرهم الكثير ممن ساهم ويساهم في الكتابة والبحث والنشر عن شؤون موسيقى وغناء المقام العراقي. وأعتقد أن هذه الحالة ستؤدي بحكم الانتماء والشعور الوطني إلى نتائج علمية وثقافية كبيرة في اتجاه حفظ وتطور وفهم لتراثنا الغناسيقي، التي قد لا نستطيع ان نرصدها بدقة بدون هذه الدراسات الفنية والعلمية..!

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

هوامش

  - هامش1: حسقيل قوجمان – شخصية علمية مشهورة من يهود العراق، ولد الخبير في شؤون غناء وموسيقى المقامات العراقية الدكتور حسقيل قوجمان في بغداد عام 1929م في محلة بني سعيد على مقربة من منطقة باب الشيخ لعائلة متعددة الأبناء تتكون من (11) فرداً ثلاث منهم بنات وثمانية أولاد، وتوفي في لندن في 27/10/2018. عن عمر 89 عاما.

 

اضغط على الرابط

ابراهيم العزاوي، مقام الحسيني

https://www.youtube.com/watch?v=K1Z3_Ci8ApQ&ab_channel=%D8%B9%D8%AF%D9%86%D8%A7%D9%

86%D8%B5%D8%A8%D8%AD%D9%8A

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.