اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (695)- الاستاذ حمدي قدوري

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (695)

 

صورة مهداة

الاستاذ حمدي قدوري

       كنتُ قد تعرفتُ على استاذي المرحوم حمدي قدوري في منتصف سبعينات القرن العشرين، حينما كنتُ طالبا في معهد الدراسات النغمية العراقي، وكان الاستاذ حمدي احد اساتذة المعهد. وعندما اتيحت لي فرصة اخرى لمواصلة الدراسة في العام الدراسي 1988 - 1989  طالباً في كلية الفنون الجميلة / قسم الفنون الموسيقية. وعندما اصبحتُ في المرحلة الثانية من الدراسة، كان درس الهارموني (البناء والتوزيع العمودي للاداء الغناسيقي) احد الدروس المهمة في هذه المرحلة، ومنذ البداية إنشدَّ إهتمامي بهذا الدرس حيث وجدتُ ضالتي فيه كما بدا لي في ذلك الوقت، اذ كان هاجسي الواعي وغير الواعي يتجه نحو تقديم شئ جديد آخر للاداء المقامي بعد ان قدمته اكثر من مناسبة مع الكورال رغم بقائه بصورة افقية في الاداء (مونو) الامر الذي شغل بالي طيلة هذه السنين حول امكانية تطوير غناء المقامات العراقية الى مستوى اكثر علمية واجمل اعدادا مما تم انجازه مع الكورال الافقي ذو الخط الواحد، ولكن كيف..!؟ كيف يتم ذلك..!؟ لا ادري..! فلم يكن في بالي امكانية التوزيع الموسيقي، خاصة وانني لم ادرسه بصورة منهجية بعد..! وعليه تم اهتمامي بهذا الموضوع والتركيز عليه. فقد عاد تفكيري الجدِّي من جديد لعمل شئ ما في غنائي للمقامات العراقية منذ المحاضرات الاولى لهذا الموضوع (الهارموني)، وعندما انتهت هذه المرحلة، كانت فكرتي قد تبلورت بصورة اكبر واوضح وبدأت اكتب واحاول الكتابة العمودية بإمكانية لا تتجاوز خبرة سنة دراسية، وعندما بدأ العام الدراسي الجديد والمرحلة الثالثة من دراستي الذي كان من ضمن منهاجه الدراسي موضوع الكونترابوينت (تقابل الاصوات ببناء عمودي موزع) وفي هذه المرحلة استقرت الفكرة تماما في ذهني بعد ان بدأت محاولاتي الاولى  فيها منذ العام الماضي في المرحلة الثانية من الدراسة  التي كان مفادها توزيع المسار اللحني الاساسي للمقام العراقي عموديا..! وبذلك انصبَّ اهتمامي بفهم هذا الموضوع العلمي في البناء الموسيقي كثيرا..! وبصورة جدية كبيرة. ولابد لي ان اذكر هنا من باب الامانة ان اول من درسنا في المرحلة الثانية في درس الهارموني هو د.طارق حسون فريد – رئيس القسم – ولم يبقى على تدريسه لهذه المادة العلمية اكثر من شهرين حتى جاءنا الاستاذ المقتدر في هذا الموضوع الموسيقار عبد الرزاق ابراهيم العزاوي، وهو استاذي السابق أيضاً ايام تلمذتي في معهد الدراسات النغمية العراقي مطلع السبعينات.

 

        وفي المرحلة الثالثة عندما بدأنا ندرس الكونترابوينت، كان استاذنا فيه هو حمدي قدوري، وخلال الدراسة بدأت افهم بعض كوامن هذا العلم الموسيقي المهم، فوجدت من المناسب ان استمر حتى بعد انتهاء المرحلة الثالثة باكتساب المعرفة بهذا الدرس، لان المرحلة الرابعة لا يوجد فيها دروس مماثلة بل دروس اخرى كالقيادة الموسيقة وغيرها، ولما كنتُ لم أكتفي بمعرفة كافية لهاتين المادتين  العلـْميـَّتين (الهارموني والكونترابوينت) من خلال مرحلتين فقط هما المرحلة الثانية والثالثة من الدراسة الاكاديمية، فقد كان ضالتي هو استاذي الفاضل حمدي قدوري الذي عرضتُ عليه إعطائي دروسا خصوصية في الهارموني والكونترابوينت خارج الكلية، وبسبب رغبتي الشديدة للمعرفة، فقد بدأت دروسنا الخصوصية وانا لم ازل في المرحلة الثالثة، حيث كنت اصطحب استاذي حمدي قدوري بسيارتي الى بيتي القريب من الكلية صباح كل سبت، حيث كانت الساعتين الاولى بالنسبة لي في يوم السبت شاغرة، وعندما نكمل الدرس نعود الى الكلية لاكمل بقية المحاضرات ومن ثم اوصله الى بيته في منطقة السيدية البعيدة نسبيا عن منطقة الاعظمية. وبسبب لهفي ايضا للزيادة في المعرفة فقد استمرت الدروس الخصوصية هذه اكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة..! أي حتى بعد تخرجي من الكلية بسنتين تقريبا..! والغريب انني لم اكن ارغب في معرفة الآخرين في الكلية والقسم في موضوع هذه الدروس الخصوصية..! وقد ارجِّح السبب، هو تجنبا من ادارة القسم، للمواقف الغريبة التي كنت اتوقع اتخاذها في مثل هذه الامور..!

 

         ومن الجدير بالذكر ان الفكرة التي راودتني في شأن توزيع المسار اللحني للمقام العراقي من خلال دراستي لهذا العلم الموسيقي خلال سنتين من الدراسة في الكلية ومن ثم الدروس الخصوصية التي كنت اتلقاها من استاذي الفاضل حمدي قدوري، كنت قد باشرتُ فيها منذ عام 1989 رغم الظروف القاهرة التي كان يمر بها بلدنا العزيز بعد العدوان الثلاثيني الغاشم بقيادة امريكا واسرائيل وبريطانيا مطلع عام 1991. الامر الذي مكنني بالتالي، من تحضير رسالتي العملية عند التخرج عام 1991-1992 في موضوع توزيع مقام البنجكاه (سلّمه رست) حيث اديته بصوتي منفردا مع الكورال من طلبة القسم بالاصوات الاربعة (الباص والتنور والآلتو والسوبرانو) امام اللجنة من اساتذة الكلية وبعض الفنانين المعروفين والجمهور الحاضر على مسرح قسم الموسيقى في الكلية..! فضلا عن رسالة نظرية اخرى كانت حول التراث الغناسيقي في الاعظمية. وقد بقيتْ هذه الرسالة العملية الوحيدة حتى هذا اليوم من حيث انها انجاز علمي جديد لم تكن له سابقة منذ ان اسس قسم الفنون الموسيقية عام 1987 حتى يوم الناس هذا..! وبناءا على ذلك تم تكليفي مع زميلي الفنان محمد حسين كمر من قبل الكلية للقيام بتدريسي هذا العمل ودروس اخرى لي ولاخي محمد كمر في قسم الفنون الموسيقية بعد تخرجنا منه عام 1991-1992. وقد استمر الامر الى اربع سنوات متتالية حتى اعتذرتُ من الاستمرار في التدريس لانشغالاتي الكثيرة.

 

        ومن ناحية اخرى، فقد كنت خلال هذه السنوات مستمرا في هذه التجربة حيث اكتب الخطوط الاساسية لمسارات لحن مجموعة من المقامات العراقية ومن ثم اعمل على توزيعها هارمونيا وكونترابوينتيا معرضا اياها على استاذي حمدي قدوري لوضع ملاحظاته او تصحيحه للاخطاء الواردة فيها، حتى وصل الامر ان طلب مني بنفسه الانتهاء من هذه الدروس الخصوصية باعتباري اصبحتُ في وضع يمكن فيه الاعتماد على نفسي في التوزيع حسب رأيه. ولم يترك استاذي الامر هكذا، فقد كتب لي شيئا اشبه بالمقالة بل مقدمة لكتاب كنت قد فكرت في تأليفه حول هذه التجربة الدراسية النظرية والعملية الرائدة كشهادة منه وتوثيقا لها، وبالتالي هي مقدمة  لوضعها في كتاب اشرح واوضح فيه هذه التجربة مع الاستاذ حمدي قدوري. واخيرا اهداني استاذي المرحوم حمدي قدوري صورته الشخصية مدونا خلفها ما يلي.

(اهدي صورتي الى الطالب النجيب الفنان حسين الاعظمي لذكرى تجربتنا العلمية. 22/9/1992).

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

يوسف عمر، مقام الحليلاوي

https://www.youtube.com/watch?v=mLshX4WtRhU&ab_channel=%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A

7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%B1%D9%8A

 

 

استاذي المرحوم حمدي قدوري وصورته المهداة.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.