اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (1103)- قصيدة الشاعر صالح فرحان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (1103)

 

قصيدة الشاعر صالح فرحان

      في يوم من ايام زيارتي الى بغداد الحبيبة قبل شهرين تقريبا، وهي الزيارة الاولى لي بعد غيابي الطويل عن بلدي الحبيب العراق استمر ثمان عشرة سنة. كنتُ قد عزمتُ الذهاب الى منزلي في مدينتي الخالدة –الاعظمية- للاطلاع على احواله. وباختصار شديد حملتُ بعض الاشياء التي استطعت حملها لانقلها معي الى عمّان الحبيبة مقر اقامتي. ومن هذه الاشياء لوحة مؤطرة اهداها لي الشاعر الاستاذ صالح فرحان، وهذه اللوحة والقصيدة المكتوبة فيها، اهديت لي بمناسبة انتقالي من ادارة بيت المقام العراقي الى ادارة معهد الدراسات الموسيقية، في حفلة مصغرة لتوديعي من قبل اخوتي وزملائي المقاميين. فكانت امسية جميلة ستبقى خالدة في ضميري وسط المشاعر النقية الصادقة من قبل كل الزملاء المقاميين رغم اعتراضهم على نقلي الى المعهد ورغبتهم في بقائي مديرا للبيت المقامي..!

 

       استلمتُ ادارة بيت المقام العراقي والبيوت الاخرى في المحافظات قبل الاحتلال البغيض لبلدنا الحبيب العراق. وبقيت مديرا له حتى اقامة اول حكومة في ظل الاحتلال واستلام السيد مفيد الجزائري حقيبة وزارة الثقافة، ونتيجة للظروف المأساوية التي اجتاحت كل دوائر الدولة وشلل الحياة في معظم مرافقها، تقرر نقلي من ادارة بيت المقام العراقي الى ادارة معهد الدراسات الموسيقية..! فالمعهد في هذه المرحلة قد وصل الى الهاوية ولابد من نهضته سريعا، وكنتُ انا من تم اختياره لهذه المهمة الحرجة..!

 

     على كل حال، سبق ان تحدثت عن بعض تفصيلات هذا الموضوع في حلقات سابقة نشرتها هنا عبر صفحتي على الفيسبوك ولا داعي للتوغل في شرح ابعاده الآن. ورغم كل ذلك، ما زلت حتى اليوم اتذكر ما حدثني به اخي العزيز المطرب المقامي حسين السعد أبا علياء. عندما صارحني في موضوع يخص تسلُّمي ادارة بيت المقام العراقي.

 

-    استاذ حسين الاعظمي، قدومك الى ادارة بيت المقام العراقي، كان في صالحك وصالح كل اعضاء بيت المقام العراقي..!

-    كيف ذلك اخي ابا علياء..؟

-    لأن فكرتنا عنك كانت قاتمة ومشوهة..! حيث كان يؤكدها ويروجها لنا في بيت المقام العراقي دائما السيد يحيى ادريس المدير السابق للبيت..! فاستلامك لادارة البيت بعد يحيى ادريس، وضَّحت لنا امور كثيرة عن شخصك وحقيقة عملك وعلاقتك ومحبتك وتعاونك وعملك الدؤوب لخير البيت ولكل اعضائه، كانت مفاجئة بالنسبة لنا او شبه ذلك..! فقد كانت الصورة التي يرويها لنا دائما السيد يحيى ادريس عنك ضبابية، بل قاتمة ليغرز في نفوس كل المقاميين مقتاً وضمان بعدك عن البيت والمقاميين واسقاط شعبيتك لدى كل الزملاء، وهكذا كان استلامك ادارة البيت قد كشف كل نوايا السيد يحيى المغرضة التي سُخِّرت من اجل بعدك عن كل اخوتك المقاميين، لضمان بقاء يحيى ادريس مديرا للبيت وهو يعتقد انك المنافس الوحيد في طريقه..!؟ وهكذا كان مجيئك واستلامك لادارة البيت، لصالحك شخصيا لِما لمسناه من خدمتك لاخوتك المقاميين وخدمة البيت والمقام العراقي بكل نكران ذات. وهو بالتاكيد ما لم نعرفه عنك او لم يعرفه الوسط المقامي برمته.

 

      واقع الحال، كان كلام اخي الفنان حسين السعد ابا علياء، مفاجئا بالنسبة لي، ومع ذلك حمدتُ الله على كل شيء ومضيت في مسؤوليتي لخدمة تراثنا الخالد المقام العراقي وخدمة البيت وخدمة كل زملائي المقاميين تاركا التفكير في الماضي والله هو العادل بكل شيء. رحم الله يحيى ادريس وانا لله وانا اليه راجعون.

 

     ابتعدنا قليلاً عن الموضوع، ولكن والله اقولها بكل صراحة، هذه القصيدة المنشورة للشاعر صالح فرحان هي احدى التعابير التي طرحها اخوتي المقاميين وهم يودعونني عشية انتقالي لادارة معهد الدراسات الموسيقية، عثرتُ عليها اخيرا في منزلي ببغداد الحبيبة، فخلعتُ اطارها كي اجلبها معي الى عمّان الحبيبة، وهذه صورة لوحة القصيدة اعرضها لكم اعزائي بعد زمن قارب العشرين عاما على إلقائها من قبل شاعرها الاستاذ صالح فرحان في امسية توديعي، قصيدة أشار فيها بفوزي بجائزة الماستر بيس من اليونسكو ومنها اعتراف الامم المتحدة بالمقام العراقي، عراقيا وليس اعجمياً..! قصيدة تعبر عن المحبة والتآلف الذي حقّقْتُه مع زملائي المقاميين، راجيا من العلي القدير ان يكون شاعرها حياً يرزق باذنٍ منه تعالى، فليس لي اي خبر عنه. والحديث كثير ويطول نتركه الى محطات اخرى.

 

والى حلقات اخرى ان شاء الله.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.