اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• بعـد عامان، ايّ منجـز تحقق؟ -//- كمال يلدو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

كمال يلدو

مقالات اخرى للكاتب

بعـد عامان، ايّ منجـز تحقق؟

ربما تكون مناسبة مرور عامين على الجريمة النكراء التي اقترفت في " كنيسة سيدة النجاة " في بغداد ـ مناسبة - جيدة لمراجعة " وعود" الحكومة العراقية والأجهزة الأمنية لأبناء الطائفة المسيحية وللأمم المتحدة والجهات الدولية ، حيث ما زالت تلك الوعود ترن في الآذان عالية ، في توفير الأمان – النسبي – لهم ، وحماية دور عبادتهم ، والأقتصاص من القتلة الذين يستهدفوهم .

مـّر عامان ولم يتغير شئ يذكر في صورة المشهد ،اذ مازال الوضع الأمني هشا ، ومازال العراق والعراقيون يدفعون فاتورة العنف غاليا، ومازالت المنظمات الأرهابية والعصابات تصول وتجول دونما نهاية ملموسة لأجرامها . اسباب كثيرة تلف بالمشهد ، لعل ابرزها يكمنفي ضعفالأجهزة الأمنية وأختراقها ، والصراعات السياسية المستفحلة بين القوى الرئيسية الحاكمة، لابل ان الفساد الأداري قد امتد ليصل السجون العراقية ، وما عمليات هروب او تهريب اعتى المجرمين الا برهانا ســاطعا على حجمه في اهم المؤسسات .

لايخامر الناس شــكا بأن حل مشكلة المسيحيين في العراق ، ومشاكل اخوتهم في القوميات والديانات الأصيلة والصغيرة من ابناء الطائفة المندائية او الأزيدية ، هي مرتبطة اصلا بحل مشاكل العراق والتي يأتي في المقدمة منها ، استتباب الوضع الأمني ، وتوفير فرص العمل للعاطلين ، والنهوض بمستلزمات حاجات الأنسان الأساسية ، وهذه بلا ادنى شــك ، ستجد انعكاساتها على اوضاع المسيحين ايضا .

لكن اي من هذه الأماني لم تجد طريقها للنور ، او يلامسها المواطن على ارض الواقع ، والدليل على ذلك ، وفيما يخص ابناء هذا الطيف . فهجرة المسيحين داخل العراق وخارجه لم تتوقف ، والتهديدات بحقهم ومصادرة اراضيهم ، وتغيير الطبيعة الديموغرافية لمناطق تجمعاتهم لم تتوقف ، ومحاربتهم بأرزاقهم والأستخفاف برموزهم الدينية لم تتوقف ، مهاجمة كنائسهم ومقابرهم وأنديتهم الأجتماعية لم تتوقف ، والأغتيالات الفردية والأختطاف ورسائل التهديد وكواتم الصوت لم تتوقف !!

اذن ، ما الذي تبقـــى امامهم ؟

دولة ضعيفة ، وقتل مجاني ، وحياة مليئة بالخوف والقلق والمصير المجهول .هذه هي الصورة الحقيقية للوضع ، على الرغم من "مســـاحيق التجميل" التي يحاول بعض السياسيون ، وأبواقهم الأعلامية من لصقها بالنظام الجديد . ومن الطرافة المحزنة – المضحكة ، ان تدور الأيام عكس مشتهى الناس ، وكأن ما جرى لهم في العراق لم يكن كافيا ، حين وجد البعض في الملجأ السوري فسحة للأمان ، ها هي مخالب الأرهاب ، وطلقات الأطراف المتحاربة تحصد بعضهم او تجبرهم لأختيار ســماء أخرى عللهم يجدون شيئا من الأمان تحتها ، لكن حيتان البحار ، وتجار التهريب والعصابات ، قد وقفت لهم بالمرصاد لتفتك بمن لم تطاله يد الأرهاب في وطنه!

يبقى هناك املا لدى من يعمل لمستقبل هذا الوطن وأهله ، الأمل في ان تتوحد القوى الخيرة ، الديمقراطية والقومية واليسارية ، صاحبة المصلحة الأكبر في استقرار العراق ، وأن تتحالف تحت خيمة كبيرة تفشل مشاريع الكتل الطائفية والعنصرية ، الكتل الأنانية في سياساتها ومطامعها والتي لم ولن تهتم لأزمات المواطن ومعاناته ، طالما كانت سرقاتها ومصالحها الضيقة مضمونة ، طالما بقت الفوضى سيدة الموقف . الأمل يكمن في الذين لم تتلوث اياديهم بالعقود المزيفة او الشهادات المزورة ، بالقوى التي رفضت سياسة الميليشيات او العمل تحت خيم دول الجوار او الأقليم ! هذا هو الأمل ، وهؤلاء هم من سيأخذ بقارب الوطن نحو بر الأمان . فهل تســتفيق النخب الوطنية ، والقومية ( خاصة ممثلي الشعب المسيحي) ، وتعي مصالح الشعب العراقي الآن ، وقبل ان يغرق القارب بمن فيه !

الم تحن الساعة بعد ؟

كمال يلدو

تشرين أول / 2012

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.