اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

صاحب الجَّمْبَرْ// مارتن كورش تمرس

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

مارتن كورش تمرس

 

عرض صفحة الكاتب 

صاحب الجَّمْبَرْ

مارتن كورش تمرس

محامي وقاص

 

حصل السيد (مظلوم) على شهادة الماجستير في المسرح من أكاديمية الفنون الجميلة في العاصمة بغداد قبل عام 2000. عمل في وزارة الثقافة والإعلام  في مجال إخراج البرامج التي تقدمها الوزارة من خلال الإعلام المرئي أو من على شاشة محطة تلفاز بغداد الأرضية. لكنه ترك العمل بعد عام 2003 بسبب تدهور الوضع السياسي والإقتصادي الناجم عن الإحتلال العسكري الأمريكي الجائر لبلاد ما بين النهرين. لما يَئِسَ من الحصول على فرصة للعمل حسب إختصاصه، صمم لنفسه (جمبرا) من بقايا خشب صناديق الفواكه. فرش به رصيف شارع حيِّهم وبدأ ببيع (حَبْ، سَجَائر، عِلِج). أخذ يحصل على دخل بسيط به كان يغطي مصاريفه اليومية. كان بيده يبيع وبعين حلمه يترقبُ فرصةً لممارسة ما تعلمه، على الأقل كَيْ لا ينسى ما درسه وإتَّقَنه. شرع مع بعض فتيات وفتيان الحيِّ، بتأسيس فرقة مسرحية. ثم وجدوا قطعة أرضٍ متروكة عائدة ملكيتها للبلدية، قاموا مًعًا بتنظيفها من القمامة التي تَعَوَّد الناس على رميها فيها. ثم جلبوا العديد من صناديق الخشب من أصحاب دكاكين الخضرة، عملوا منها مسرحًا. قدموا من خلاله المسرحيات الكوميدية والتراجيدية القصيرة والمؤلفة من قبلهم أو المقتبسة من المسرح المحلي أو العربي. كانت الدعوة على الدوامِ عامة ومجّانيّة. كان الممثلون يؤدون أدوارهم بفرحٍ وسعادةٍ لكنها أحيانًا كانتْ لا ترضي بعض المشاهدين! كان بعضهم يُعلق ناعتًا: "كيف ستكون المسرحية مُشوَّقة اذا كان  المسرح مشيد على أرض القمامة؟!"

 

لم تتمكن الفرقة المسرحية من مواصلة مسيرتها الفنية، فأسدل الوقت الستائر على مسرحهم فتشتتَ أعضاؤها وزال المسرح الخشبي لتعود تلك الفسحة من الأرض ثانية تحتضن القمامة. وجد (مظلوم) بعدها بأيام عملًا كمترجم مع منظمة إنسانية أجنبية. لم يستمر بعمله بسبب تلقيه تهديدًا مكتوبًا، موقعًا ومختومًا من قبل مجموعة مسلحة.

 

قرر المغادرة إلى مدينة أربئيلو. إستطاع أن يعمل في فضائية عشتار كمسؤول عن قسم الدراما، بعد نجاحه في الإختبار، الذي طُلِب منه فيه تقديم فلم وثائقي عن إعادة إعمار القرى التي يقطنها الأشوريون. من خلال دخله الشهري في الفضائية، إستطاعَ أن يشتري دارًا سكنيةً وأثثها، كذلك سيارة ثم تزوج. سرعان ما نسي أيام الفقر والعوز حتى صار يتذمر على النعمة بل ويتكبر.

 

في فترة عمله في الفضائية تَعَرَّفَ على مجموعة إعلامية تعمل في مجال الإعلام في الإِمَارات العربِيَّة المُتَّحِدة قَدِمَتْ إلى مدينة أربئيلو في زيارة عملٍ من أجل تصوير فيلم وثائقي عن الأشوريين قام هو بإخراجه.

 

بعد أن لمسَ مُنتج الفيلم مقدرته الفنية، قدم له عرضًا مُغريًا للعمل معه في الفضائية التي يُمَوِّلها ملياردير أشوري مغترب في أمريكا منذ الخَمسينيَّات من القرن الماضي. وافق السيد (مظلوم) على عرض المنتج، أخذَ عائلته وسافرَ إلى دولة الإمارات. نجحَ في عمله الإخراجي مع تلك الفضائية. اِزداد دخله الشهري. سكن في أرقى منطقة في إمارة أبو ظبي. سرعانَ ما ركبَ الغرور رأسه حتى صار يحيد رُوَيْدًا رُوَيْدًا عن جادة الصواب.

 

بات يسهر ويسكر مع أصدقاء السوء حتى الساعات الأولى من الصباح! أصبح أحيانًا يخرج من وكرهم مباشرة إلى عمله! صارتْ زوجته تقلقُ عليه بسبب سلوكه المشين، إضافة إلى أَنَّهَا صارت تُلاحظه وهو يتكلم بهاتفه الخلوي، بصوتٍ خافتٍ! تيقنتْ من أنه يخونها! لا عجب ما دام قد وقع في شرك أصدقاء السوء وأحب المال (لأَنَّ مَحَبَّةَ المَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ، الَّذِي إِذِ ابْتَغَاهُ قَوْمٌ ضَلُّوا عَنِ الإِيمَانِ، وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ.)"1تيموثاوس6: 10" تَمادَى الرَّجُلُ في غَيِّهِ! حتى صار يرتاد محلات وأوكار لعب القمار.

 

بدأ يخسر ما إدَّخَرَه من مال إلى أن وجد نفسه غارقًا في مستنقع الديون. لم يبق أمامه سوى الهرب من دائنيه! بعد أن بدأوا يطالبونه بديونهم. عاد أدراجه إلى الوطن؛ من غير عائلته التي هاجرت دون علمه إلى دولة كندا؛ ليفرش على نفس الرصيف (جَمْبَرَهُ) القديم وينادي بصوت بائع حزين:

 

    حَبْ، سَجَائر، عِلِجْ.

 

المحامي والقاص

مارتن كورش تمرس لولو

 

ملاحظة: القصة مقتطفة للموقع من مجموعتي القصصية “ أقرأ لكَ قصة” 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.