كـتـاب ألموقع

نينوى اقليما بعد كوردستان -//- لؤي فرنسيس

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

المجموعة: لؤي فرنسيس نمرود

تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 22 تشرين1/أكتوير 2013 15:47

الزيارات: 1506

اقرأ ايضا للكاتب

نينوى اقليما بعد كوردستان

لؤي فرنسيس

بعد ان اصبح  نظام  الحكم في العراق اتحادياً فدرالياً ، متبنياً لصيغة الأقاليم و المحافظات حسب ما اقره الدستور الجديد للبلاد ، وان تشكيل اقليم من اي محافظة او مجموعة محافظات امر طبيعي لو كان ذلك برضى سكانها ومجالسها التشريعية كونهم اولى و احق من غيرهم بتحديد وجهتهم ، وان اقليم كوردستان كان الباديء بهذه التجربة الناجحة التي جعلت منه مركزا للاستقطاب العالمي بجميع المجالات، وعليه يكون اقليم كوردستان العراق ملزم بدعم عراق فيدرالي ديمقراطي يعيش برفاهية، كونه جزء منه.

فبعد 2003 كان الكثير يعتقد بأن إقليم كوردستان سيصبح مصدراً للاضطراب والمشاكل في العراق، ولكن الحال مختلفة وان كوردستان هي الاكثر استقراراً في العراق واصبحت مركزاً اقتصادياً نشيطاً ومستقراً للمنطقة، كما يعد الاقليم معبراً للتبادل الاقتصادي مع الدول وبوابة للسوق الاقتصادي الكبير في العراق، وما زال الاقليم يحقق ربحاً كبيراً لعراق قوي ومتقدم، والدلائل تشير الى ان إقليم كوردستان سيواصل لعب دوره لدعم ومساندة العراقيين ، لأن كوردستان تشهد تطوراً سريعاً، واستثماراتها من غير قطاع النفط، وصلت الى مراحل متقدمة تحسد عليها ،  في مجالات الاسكان، المالية، السياحة، الصناعة، الزراعة، التعليم، الصحة والقطاعات الأخرى بنسبة زيادة 14% سنويا تقريبا ، بحساب نسبة التطور للسنوات العشرة الماضية .

في السبعينيات والثمانينيات من القرن المنصرم تعرض العراق الى التخريب من خلال الحروب التي خاضها النظام حينها، وتم تدمير أكثر من 4500 قرية كوردستانية ، وقد كانت كوردستان تعاني من الحصار الثقافي والاقتصادي ، حيث كانت بنيته التحتية منهكة جداً، فيه جامعة واحدة، وعدد قليل من المدارس والمستشفيات والقليل من الخدمات، والمواطن الكوردستاني منهكا لا يجد ما يسد رمقه ورمق عائلته، اما اليوم فاقتصاد الاقليم في تطور وتقدم مستمر، فالاحصاءات تشير الى تطور التنمية وانتعاش الفرد الكوردستاني  سواء كان من الناحية الكيفية والكمية للجامعات والمدارس والمستشفيات أو من ناحية ارتفاع دخل الفرد، الذي وصل هذا العام حسب بيانات متوفرة من منظمات تعمل في كوردستان الى 6000 دولار سنويا، وهذا رقما صعبا لمنطقة مثل كوردستان وبوقت قياسي نسبة الى تطور مناطق اخرى في العالم ، ليس هذا فحسب بل من المتوقع ان تصل نسبة التنمية الاقتصادية في اقليم كوردستان، في العام المقبل الى 16%  واكثر وخاصة بعد الانتخابات الاخيرة وصعود مجموعة من الكفاءات المهنية والاكادمية الى برلمان كوردستان ، همها الوحيد العمل لأنتعاش كوردستان بجميع المجالات، بالتعاون مع المؤسسات الوزارية الخدمية والتخطيط  السليم كما تعاونها وعملها مع الجامعات واستلامها لخطط عمل قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى، مدروسة دراسة مستفيضة في جميع مجالات التنمية.

ولّت تلك الأيام التي كنا نرى فيها كوردستان كمستنقع اقتصادي راكد، واذا ما استمرت هذه التنمية وهذا التقدم في اقليم كوردستان فسيكون شريكاً رئيسياً في تأمين موازنة العراق، وان زيادة وارداته ستكون سبباً في الاسراع في البناء الاقتصادي للبلاد عموما.

في الختام نقول ان الفدرالية ضرورية كشبكة ثقة لبقاء العراق الديمقراطي الاتحادي ، وكذلك أهميتها لكل الشعب العراقي، انه بعد ان حانت نهاية الظلم والجور من الانظمة السابقة وبعد 2003، اختار شعب كوردستان بارادته، التعايش والديمقراطية والدستور والفيدرالية ضمن عراق فدرالي، وبعد ان ولى عصر الحكم المركزي الذي كان عاملاً لتكريس الدكتاتورية والاضطهاد ضد الشعب العراقي ، لذا لايدهشني ان أرى ان اغلبية العراقيين يفكرون بتجربة مشابهة لتجربة الاقليم في مناطق اخرى منه، باعتباره انموذجاً ناجحاً ، وسوف تكون محافظتنا نينوى الاقليم الثاني بعد كوردستان لو فكر عقلائها بسعادة اهلها ، وبأهمية الفدرالية في الوضع العراقي العام والتجاذبات الموجودة بين الفصائل المتخاصمة .

• < السابق
• التالي >