كـتـاب ألموقع
• العجلة في إجراء الإنتخابات تولد وليداً مشوهاً !
أمير أمين
أحبتي القراء..تحية لكم ..بتاريخ 5 ديسمبر 2009 كتبت مقالاً طالبت من خلاله الجهات الرسمية بالعمل على تأجيل الإنتخابات البرلمانية العراقية لمدة سنة ووضحت أسباب ذلك بعدة نقاط ولكي يستتب الوضع السياسي بشكل عام لو روعيت الأمور التي دونتها كثوابت وأساسيات تستند عليها العملية الإنتخابية من أجل نجاحها لاسيما وأن فترة تأجيل لمدة سنة ليست بعيدة لكنها ستكون مفيدة لو تم التقيد بها ضمن المصلحة الوطنية لإنجاز جملة من الأمور المهمة لإجراء عملية إنتخابية رصينة وصحيحة وتنسجم مع توجه العراق نحو بناء ديمقراطية حقيقية وليست سياسة غير واضحة المعالم ومبنية على نظام المحاصصة الطائفية والمناطقية والعشائرية والقومية الضيقة....وجرت الإنتخابات على الأسس الخاطئة بعدد من المعايير وولد الجنين وكان مثل ما توقعت مشوهاً بل ميتاً قبل ولادته..علماً أن المتنفذين في الأحزاب والكتل الكبرى يدركون النتيجة مسبقاً وقد أصروا على إجراءها تنفيذاً لمآرب وطموحات ضيقة ومصالح لا تمت للمصلحة الشعبية بصلة وهذا ما نرى تجلياته حالياً بشكل صارخ من خلال المماطلة بعدم تشكيل الحكومة والتجاوز على الدستور في عدد من المسائل المفصلية الهامة وتدخل الدول الإقليمية والمجاورة في شؤون العراق وفرض إرادتها على الكتل المتصارعة على إقتسام كعكة السلطة اللذيذة والخاسر الوحيد والأكبر والأول هو الإنسان البسيط المعدم والذي إنطلت عليه أكاذيب الكتل وقادتها وهم يعدونه بنعيم الجنة على الأرض وفي الآخرة والذي بدأ يدرك زيف اللعبة وحجم الأكاذيب ومضارها على رزقه اليومي ومجمل حياته..وعلى شعبنا أن يتحرك مجدداً لإلغاء نتائج هذه الإنتخابات المهزلة والعمل على تغيير عدد من فقرات الدستور وإجراء إنتخابات عادلة وشفافة ونزيهة ضمن الأسس التي وردت هنا في هذه المقالة , فالبناء يجب أن يكون أساسه صلب وراسخ وإذا بني كما هو عليه الآن من رمل فسيكون كل شيء هش وسينهار وتنهار معه التجربة الديمقراطية الوليدة والتي يتطلع اليها شعبنا بإهتمام شديد ويرى أنها هي وحدها التي ستخلصه من النفق الشديد الظلمة والذي وضعته فيه الكتل الكبرى المتنفذة والتي تضم في صفوفها عدد هائل من الجهلة والمنتفعين..أرجوا منكم الإطلاع على هذا المقال الذي لم أغير به حرف واحد وهو لا زال موجود على موقع ناصرية .نيت ويحتفظ بحيويته على الرغم من إقتضابه وشكراً لإهتمامكم....
العجلة في إجراء الإنتخابات تولد وليداً مشوهاً !
أمير أمين
لقد مرت أكثر من ستة سنوات على سقوط النظام والعراق لازال يمر بالمرحلة الإنتقالية والتي أتمنى أن تكون في مراحلها الأخيرة ! علماً أن نظرة بسيطة لما تحقق من خطوات إنجازية على كافة الصعد تجعل المتتبع للأحداث يعتقد جازماً أنها لا زالت في بداياتها الأولى وقد مرت بظروف قاهرة ولا زالت تعاني من المطبات والتعقيد ..! ولا أريد الخوض في أسباب ذلك ولكن النتائج أصبحت واضحة للقاصي والداني وصار الكل يعرف أن هنالك قوى تحاول جاهدة العودة الى الوراء وتخريب العملية كلها لدوافع ومصالح شخصية وتحقيق أجندة خارجية معادية لمصالح الشعب العراقي ونحن في الحزب الشيوعي نعمل بصدق ونطمح لإقامة البديل الديمقراطي في العراق والذي لن يكون سهلاً بالتأكيد لتحقيق المصلحة الوطنية العليا لكل بنات وأبناء شعبنا العراقي ونعتبر الإنتخابات أحد أهم ركائز البديل الديمقراطي المنشود, ولكي تسير العملية السياسية برمتها بشكل طبيعي وبشفافية ونزاهة ودون تدخل من أحد سواء كان خارج حدود بلدنا أو من المغرضين المبثوثين داخل البلد أرى ضرورة تأجيلها لمدة سنة كاملة من الآن والعمل على إتخاذ جملة من التدابير الأولية والثانوية ( مع عدم الخوف من ما يسمى الفراغ الدستوري !! ) ومن ضمنها مايلي :
1- إجراء التعديلات الدستورية والتي جرى التأكيد على إجراء تعديل عليها بعد مضي أربعة شهور من إقرار الدستور ولكنها لم تعدل للآن !!
2- إجراء إحصاء سكاني لكل العراقيين داخل وخارج العراق بأسرع فترة ممكنة لضمان تحديد عددهم في كل محافظة على حدة والتخلص من إعتبار البطاقة التموينية المعيار الوحيد في معرفة عدد الناخبين بسبب التزوير الذي لحق بها وإمكانية إصدارها من جهات غير رسمية ولغرض المعرفة الدقيقة بحجم المكونات القومية والدينية لتحديد نظام صحيح لما يسمى بالكوتة .
3- التعجيل في إصدار قانون لعمل الإحزاب العراقية في الساحة السياسية بحيث يتم تنظيم هيكليتها ومصادر تمويلها ومعرفة برامجها من ناحية عدم عدائها للديمقراطية ومصالح الشعب العراقي ومعرفة قادتها وتدوين سجلهم السياسي والشخصي ..الخ وترتبط بهذه الأمور وسائل أخرى تعمل معها من أجل تنظيم عمل الإنتخابات بشكل جيد ويكون ضمن المعايير القانونية للدول المتحضرة وليست كما هي عليه الآن ( إنتخابات مغايرة للمنطق وقد قام عدد من المتنفذين بطبخها على عجل لتمريرها على أبناء شعبنا العراقي وخاصة من الذين لاقوا من الذل والقهر والفقر والمرض والحزن والألم والقتل والتشرد ما لم يذقه شعب آخر على الأطلاق في حياتنا المعاصرة !!) ومن هذه الأمور :
1- إصدار بطاقة أليكترونية لكل من بلغ سن الثامنة عشر تستخدم لمرة واحدة في الإنتخابات فقط وتسلم للدائرة الإنتخابية الخاصة بكل مواطن في يوم الإنتخابات .
2- الترشيح للإنتخابات , ويحق لكل مواطن من أبوين عراقيين أو من أحدهما أن يرشح نفسه لها على أن لا يقل عمره عن 25 سنة ولا يزيد عن 65 سنة .
3- الشهادة..يجب على كل مرشح أن تكون لديه على الأقل شهادة الثانوية العامة أو ما يعادلها وخاصة لدورتين قادمتين ثم تعدل هذه النقطة الى إعتبار شهادة البكلوريوس كمعيار أولي للترشيح بسبب الوضع الإستثنائي الصعب الذي كان يمر به منتسبي الأحزاب الوطنية التي قارعت النظام السابق ولم يتمكن عدد من أفرادها من مواصلة الدراسة وفق هذه الظروف وملابساتها وعلى الجهات المختصة إجراء فحص دقيق للشهادات بأنواعها ومن مختلف مصادرها لتلافي التزوير الذي قد يلجأ اليه البعض للدخول لقبة البرلمان.
4- إعتبار العراق دائرة واحدة داخل وخارج الوطن وبهذه الحالة يمكننا التخلص من المقاعد التعويضية من جهة وتكون حصة العراقيين في الخارج متداخلة بأصوات جميع أبناء وطنهم وتكون قضية كركوك المفتعلة محلولة منذ البداية !!
5- إلغاء التصويت الخاص لعدم النزاهة فيه ويمكن العمل على إجراءه قريباً من تواجد المعنيين به كباقي أفراد الشعب الآخرين ( مستشفيات , سجون , ثكنات جيش أو مخافر شرطة ...الخ ) .
6- إطلاق الحملات الإنتخابية بشكل متكافيء لكل الأحزاب وإستخدام وسائل الإعلام وخاصة الفضائيات بعدالة وحيادية لكي تقوم الأحزاب بعرض برامجها وتعريف المشاهدين بها وبمرشحيها .
7- بخصوص المفوضية العليا للإنتخابات أما أن تكون مستقلة فعلاً وتكون محايدة أو أن تكون من ممثلي جميع الكتل والأحزاب المنضوية والمشاركة في العملية الإنتخابية على أن تكون لها فروع مماثلة في التوصيف في جميع المحافظات وخارج الوطن .
أن هذه الأمور وغيرها كفيل بتعزيز الديمقراطية الحقيقية في البلد وتحقيقها يتم من خلال الصدق في التعامل وتغليب مصلحة المواطن على المصلحة الشخصية وفي التفاني والنضال من أجل دحر مفاهيم الطائفية والقومية الشوفينية والمناطقية والتحزب الضيق وربط مصلحة الحزب أو الكتلة بالوطن الأم لا بالمشاريع والخطط المشبوهة ومن أجل تخليص شعبنا من الإحتلال الذي جلبته سياسات النظام المقبور ولكي لا يبقى شعبنا أفقر شعب ويعيش فوق وبين ثنايا أغنى الخيرات في العالم .
المتواجون الان
356 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع