بشرى الهلالي

مقالات اخرى للكاتبة

أوقد شمعة بانتظارك

الدقيقة الاخيرة من الساعة الثانية عشرة، لحظة لا يعود للحاضر وجود.. لحظة تفصل بين الماضي والمستقبل.. ريبة والليل سفر.. والانتظار قشعريرة.. وحدها كلماتك تسحب خيوط الشمس نحو صباح جديد. لحظة تجمع بين أحزان متراكمة وافراح تنتظر اطلاق السراح المشروط.. لحظة تجمع بين الفرح والحزن، الخوف والقلق، الترقب والأمل... ما أجملها حين نكون معا، نتقاسم كل الأحاسيس المتناقضة ونغمض أعينا مسهدة لنتمنى أمنية الساعة الثانية عشرة ونتساءل في سرنا، هل جمعتنا نفس الأمنية، أم تغربت أمانينا عنا وعن بعضها؟

تذوب الشموع على نافذة الانتظار، وتغفو الجراح على صوت أنين مكتوم.. تغادر الكلمات كل محطات الذكريات بحثا عن وطن خارج حدود الزمن، لأعود وحدي أتنفس غربتي وأدخن سنواتي، وكلما جن الليل اجتاحني الحنين الى تلك العوالم المجهولة، وكلما أّنّت الجروح، أبحرت في الماضي بأشواق مغترب الى الوطن..

لم أظل أنتظر الغد إن كان اليوم راحلا؟ لماذا تتوقف حركة المرور عندما لا تكون معي، فتتجمد اللحظة وتعتذر الدقائق وتنزع الالوان بريقها؟

لم يمر الدرب الى المستقبل عبر عينيك؟

لم يتبق الكثير.. تهرّأ التاج لكثرة ما تنقل بين السنين، ستنثر السنة القادمة جواهر أيامنا تحت أقدام سنة أخرى، وربما سيأتي يوم تتنازل فيه السنوات عن العرش بعد أن تشيخ ولن يكون بامكانها اللحاق بعقارب الساعة بعد ان فقدت سيطرتها على الدقائق والثواني، عندئذ لن يتبقى في العمر محطة سوى قلبك، فمهما غيرت مسافات السنين خارطة الملامح، لن تستطيع سرقة بريق الحنين في العيون، فصورتك هي ظلي وانت السؤال الذي لا أجد له جوابا..

لم يتبق لي سوى ان القي كل اسلحتي وأجمع كل أحلامي في أمنية تقف خجلى على أعتاب الساعة الثانية عشرة، وكل ما أخشاه ان تتزاحم الأماني، وتفلت اللحظة، وأظل أبدا أوقد شمعة في انتظارك..

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الناس/31-12