اخر الاخبار:
بيان صادر من احزاب شعبنا - الجمعة, 10 أيار 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• لاتطالبونا .. بل نحن نطالبكم!

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

بشرى الهلالي

مقالات اخرى للكاتبة

لاتطالبونا .. بل نحن نطالبكم!

 

الخميس، 1 آذار، 2012

 

بعد التفجيرات التي عصفت ببغداد يوم الخميس (الدامي) الماضي، سارع المسؤولون في الحكومة ورؤساء الكتل والأحزاب على مختلف المستويات الى إلقاء التصريحات التي تلقي اللوم على هذا وذاك، أو تمتنع عن إلقاء اللوم. وتميزت تلك التصريحات ب(كليشة) طالما سمعناها من النظام السابق والحالي تنص على مطالبة الشعب العراقي بالوقوف صفا واحدا لمواجهة التحديات. والغريب أن الشعب، ومنذ انتهاء الحرب المزعومة والتي أطلق عليها بـ (الحرب الأهلية) أو العنف الطائفي يقف صفا واحدا ، بينما تقف الحكومة في صفوف متعددة!

 

وفي لقاء على احدى القنوات ألقى مسؤول مسؤولية هذه التفجيرات على البعثيين والصداميين، وهذه أيضا (كليشة) تعود المواطن العراقي سماعها. يبدو أن هذا العدو الخفي أخذ مكان (القاعدة) التي كان يلقى عليها تبعات كل ما يحدث في العراق بما في ذلك تقليص الحصة التموينية، لينحسر شبحها الخفي بعد أن أعلنت الجهات الأمنية القضاء على رؤوس القاعدة وأغدق علينا بعض المحللين والقادة العسكريين ب(تخميناتهم) وتحليلاتهم (الذكية) التي أرست دعائم نظرية جديدة تقول –ان ثورات الربيع العربي كانت وراء انحسار الارهاب ورحيل القاعديين عن العراق ليقاتلوا في بلادهم التي جاؤوا منها. وتناسى هؤلاء أن القاعديين يقاتلون منذ سنوات بأيد عراقية وان رحيلهم او عدمه لن يغير من الامر شيئا سوى انه يضيف صبغة حامضية على تحليلات القادة والمحللين، بل وحتى العرافين والمنجمين. لذا لم يكن بدا من الاتكال على شماعة البعثيين والصداميين ليعلق عليها المسؤولون الفشل عوضا عن الأعتراف بالإختراقات الأمنية المتكررة التي عكرت صفو التحسن الأمني الذي طرب له المسؤولون فأسكرتهم لذة الفرح بتسلل المقاتلين الى خارج الحدود وهم يرددون (اللهم لاشماته). الغريب ان منابع الارهاب –مهما كان مصدرها- صارت تعمل بروح جماعية تفتقر اليها كتلنا السياسية وقادتها الذين ينشغل معظمهم ب(كبس التصريح الذي رفعه غريمه) فلم يعد تفجير واحد او اثنان يكفي بل حفلة من التفجيرات التي تتوزع في كل مناطق العراق في يوم واحد ليضع كل تنبؤات وتحليلات مبدعينا في علم السياسة والعسكرة، في سلة المهملات. فحتى الطفل في بلادي يدرك أن تسع سنوات من احتضان الارهاب كانت كافية ليخترق من يخترق كل مفاصل اجهزة الدولة والأجهزة الأمنية وأن التحسن الأمني مازال على كف عفريت طالما أن هنالك كتلا متعددة ونوايا مختلفة ومطامع متضاربة، وقيادات للارهاب في قلب الحكومة.

 

 وأكد ذلك المسؤول بكل ثقة عدم مسؤولية الجارة إيران او غيرها من الجيران، بينما اتفق حتى اطفال العراق على أن مثل هذه الأعمال الارهابية لا يمكن أن تكون صادرة الا عن قوى دولية كبرى تمد يد العون لاخوتها الذين يغدقون بشائر الخير من المفخخات على اخوتهم ليبشرونهم بالشهادة في صباحات ملونة بالدم. وحتى الآن، يمكن تقبل تصريحات السيد المسؤول الا أن ثالث تصريحاته - وهو الأكثر إيلاما- حين أجاب عن سؤال المذيع حول موقف الشعب العراقي ومصيره بالقول "الشعب العراقي متعود على مثل هذه الأعمال وليست جديدة عليه"، وطالب الشعب بأن "يقف صفا واحدا ويتكاتف فيما بينه ومع حكومته". وبكل بساطة، كان المواطن ينتظر من هذا المسؤول وغيره ان يقول: كفى، الى متى يظل الشعب العراقي ضحية؟ ولماذا هو (متعود) على الموت؟ فاية حياة تقدمها حكومة لشعب يكون التعود على الموت جزءا منها؟ وبأي حق تطالبون الشعب بالوقوف صفا واحدا، فقد أثبتت ردود فعل الشعب في الفترة الأخيرة حول العديد من التفجيرات التي حدثت في الكرخ والرصافة وكربلاء والموصل، أنه يقف صفا واحدا، وأنه لن ينخدع ثانية بالمحاولات التي تدفعه الى الفرقة الطائفية. لكن الشعب ينتظر منكم أن تقفوا صفا واحدا وتتناسوا المؤامرات واللهاث خلف الكراسي التي ترتفع على جثث العراقيين، فلا تطالبونا ياسادتي ، بل نحن نطالبكم.

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.