كـتـاب ألموقع
هل سيبتلع السنّة الطعم ثانية؟// بشرى الهلالي
- المجموعة: بشرى الهلالي
- تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 09 تشرين2/نوفمبر 2015 11:49
- كتب بواسطة: بشرى الهلالي
- الزيارات: 2614
هل سيبتلع السنّة الطعم ثانية؟
بشرى الهلالي
في 2003، قاطعوا العملية السياسية، وبعد مفاوضات وتدخل لجهات داخلية وخارجية، انضموا الى العملية السياسية. استغرق الامر بضع سنوات ليصبح بعده العرب السنّة مهمشين بعد ان هيمن الشيعة على الجيش والمؤسسات الامنية، لتبدأ صفحة القاعدة التي وجدت حاضنات لها في قرى المناطق الغربية لتزحف بعد ذلك الى المدن. وهكذا، يأتي تدخل اميركا، كمنقذ، فتسارع الى تشكيل الصحوات ودعمها، فكان ان صب ذلك في مصلحة المناطق الغربية التي تخلصت من القاعدة وتسلم ابناؤها من الصحوات والشرطة حمايتها. لكن الامر لايمكن ان ينتهي عند هذا الحد، فعادت اصوات العرب السنة تندد بالتهميش والعزل الذي تطور ليتحول الى اضرابات واعتصامات في المحافظات الغربية في العام 2011 لتتحول خيم المعتصمين الى صالة الولادة التي انجبت داعش، وهكذا وجد العرب السنّة انفسهم بين فكي الحكومة التي اتهمتهم بالتآمر مع داعش ودعم الارهاب، وبين داعش التي لم تكن المنقذ كما ظن بعضهم. هل كانوا يعلمون ان محافظاتهم ستكون ثمن ثقتهم بداعش؟ وهل كانوا يدركون ان سقوط هذه المحافظات سيلغي ماتبقى من (فاعلية) لدورهم بين جماهيرهم؟
لا يمكنني بالطبع ان اتحدث بلسانهم، او افكر بالنيابة عنهم، لكنه تساؤل اعتيادي لمواطن، لو كانت هنالك مصالحة حقيقية ونوايا صادقة، اما كان يمكن تحرير الرمادي والموصل كما حدث في صلاح الدين؟
يبدو ان الحلول لايمكن ان تأتي من داخل الوطن، وان كل ماسمعناه ونسمعه عن مشاريع المصالحة ماهو الا مشاريع وهمية شأنها شأن كل مشاريع الاعمار الوهمية والعقود الوهمية والفضائيين، بل وحتى الاصلاحات، مما دعا السيدة اميركا الى البحث عن حل لتحرير الرمادي والموصل، وبالطبع لايكون الحل جذريا، وانما بداية لمشكلة اخرى اكبر. فقد اعلن وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر- في مساءلته حول تاخير تحرير الموصل والرمادي من قبل مجلس الشيوخ- ان السبب في تأخير تحرير الرمادي والموصل هو ان «القوات العراقية تفتقر الى عناصر سنية»، وان «على اميركا ان تسعى لتنظيم جيش سني» يسهم في تحرير اراضيه.
في شكله الرصين، يبدو المقترح معقولا ينصب مع مطالبات الكثير من قادة القوى السنية الذين يطالبون بقوات سنية لتحرير اراضيهم من داعش. اما في معانيه الخفية، فهو اشعال للفتيل ثانية؟ فلو كانت اميركا تريد تحرير المناطق الغربية، هل ينقصها فعلا جيش سني وهي التي احتلت العراق خلال اسبوع واحد؟
لم يعد خافيا على احد ان سياسة التسويف تتبع عمدا من قبل اميركا التي من مصلحتها بقاء داعش في العراق، لانها وبكل بساطة من أسهم في خلق شبح داعش المستنسخ من القاعدة والذي سيكون ايضا اساساً لنسخة اخرى في المستقبل، يعلم الله تحت أي مسمى ستكون!!
بعد اكثر من سنة على سقوط الموصل وبعدها الرمادي، وبعد مئات الطلعات الجوية من قوات التحالف التي لم تؤثر كثيرا في العمليات العسكرية، تسفر مطابخ البحث والدراسة الاميركية عن هذه النتيجة، لتجد بذلك مبرراً جديداً لافتعال ازمة او اشعال فتيل الخلاف السني الشيعي مجدداً. وبعيداً عن الحشد الشعبي وغيره، هل كانت قوات الجيش التي حررت صلاح الدين سنية؟ وهل سيمتنع المقاتل الشيعي عن دخول الرمادي او الموصل لو وجهت اليه الاوامر بذلك، ام سيمتنع المقاتل السني عن دخول البصرة او غيرها او الكوت؟ فلماذا تعيد اميركا الكرة وتلعب على حبل التهميش، في الوقت الذي بات تحرير الرمادي قريبا؟ فهل سيصدق السنّة «الحنان» الاميركي ولهجة المطالبة بحقوقهم، واميركا، بكل بساطة، هي من تسببت في ضياع مدنهم ونزوح و تشريد اهاليهم؟
بشرى الهلالي
الصباح الجديد
المتواجون الان
424 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع