اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• فساد في الدولة ـ ام دولة فساد ... ؟

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

حسن حاتم المذكور

مقالات اخرى للكاتب

فساد في الدولة ـ ام دولة فساد ... ؟

29/04/2011

 

اذا كان الفساد محصوراً في حالات فردية ’ كوزير او نائب او مديرعام وموظف ’ او رأس مؤسسة ’ فالأمر يمكن للقوانين ان تحاصره وتعالجه ’ اما اذا شكل مؤسسات منظمة معقدة ناشطة منتشرة داخل كيان الدولة كالمرض الخبيث’ تفسخ الموسسات وتبتلع القوانيين والقيم وتجعل من السلطات حاضنـات لها ’ فالأمر هنا يشكل كارثة مخيفة لاتتوقف اضرارها عند حدود الدولة ’ بل تفرض خرابها وتشويهاتها على المجتمع العراقي بكامله’ وهنا هي الفاجعة الحقيقية التي يجب مواجهتها .

 

ليس سهلاً على العراق ان يكون امناً مستقراً متقدماً على سكـة مستقبلـه ’ فهناك قوى دولية واقليمية واشرسها محلية ماسكة بعافيته تريد ان تفترسها كاملة ’ وكمن يريد الأيقاع بفريسته يعوي البعض بالديموقراطية والأخر بالمسائلة والعدالة وهناك من يقرع طبول التصعيد وينشد فورة الأحقاد والكراهية واوهام الخوف من الآخر ’ وعندما يعثـر العراق تمتد نحوه سكاكين جنرالات الطوائف والقوميات والمذاهب محتفلة بأنتصارها على شعب تدعي تمثيله ووطناً اغتنمته لتواصل احتفالية التقسيم والمشاركة .

 

العراق’ هذا الذي سحقته الأقدار وانسحقت عليه ’ يعافى دائماً ويضمد جراحه وينهض بوجه الجنرالات الوارثة ’ حركة اصلاح ورغبة تغيير تعي رسالتها ’ تشد اهلها الى بعضهم حبل المعاناة والتضحيات المشتركة من زاخو حـد الفاو ومن داخلـه حتى خارجـه ولا توجد على الأرض غير تلك الحقيقة التي ستعبر عن ذاتها آجلاً ’ فالمدن العراقية ومنها الكوردستانية ’ قـد يغتصبها الجنرال ’ لكنـه سوف لن يحتل قلبها .

 

الأنسان العراقي ’ الذي دمرتـه وشوهت حقيقتـه عقود الأرهاب والأذلال والحروب والأحتلالات والحصارات وسنوات الفتنـة والموت اليومي للأرهاب المليشياتي ’ لازال متماسكاً ماسكاً عروة حلمـه في التحرر والديموقراطية والعدالة والمساواة ’ وبصبره وشجاعته قد تجاوز الأسوأ نشيطاً في اصلاح واعادة بناء ذاتـه ومجتمعه جاهزاً لأنجاز مرحلة التغيير والتقدم .

 

الملوك والروساء والأمراء وجنرالات الأحزاب والمليشيات ’ وحدها التي لاترى اين تقف اقدامها ’ ولاتدرك انها الآن اصبحت خارج الزمن ومرحلتها قد تجاوزها الواقع المحلي والكوني ’ وهي الآن على ابواب تاريخ الذكريات المعيبة ’ وان الشعوب تتعامل الآن من اجل حاضرها ومستقبل اوطانها واجيالها بارواحها ودمائها ’ فثورة تونس مثلاً قدمت اكثر من 400 شهيداً والاف الجرحى ’ وقدم شباب مصر اكثر من 850 شهيداً والاف الجرحة ’ وشعبي اليمن وليبيا قدما الاف الشهداء والجرحى ويدخلا الآن دائرة النصر ’ وشعب سوريا يقدم يومياً اكثر من 40 شهيداً ومئآت الجرحى ’ وان استطاعت عوائل العهر الخليجي اجهاض الثورة التحررية في البحرين ’ بعد ان شوهت اهدافها الوطنية والأجتماعية وسلمية مطاليبها اقطاب التطرف الطائفي في المنطقة ’ فالعائلة السعودية ستكون الأولى على قائمة موجات التغيير ’ وسنرى وليس آجلاً طابور الملوك والرؤساء والأمراء وجنرالات احزاب الطوائف والأعراق والعشائر والأعراق دون استثناء امام محكمة الجنايات الدوليـة .

 

تلك الحقائق الصارخة ’ لاتريد ان تفهما مافيات الفساد في العراق’ متوهمة ان خداع الناس وتضليلهم واستغفالهم سيوقف اعصار التغيير ’ وان عنادهم وتمسكهم الغبي بواقعهم الفاسد سوف يجنبهم مطاردة اجهزة الأنتربول والوقوف يوماً في مؤخرة طابور المتهمين امام المحاكم الجنائية محلياً ودولياً .

 

صحيح ان الوضع في العراق هو ما بعد عملية الأسقاط ’ حيث وفر التدخل الأمريكي معاناة تلك المرحلة لأسبابـه ’ ولآسبابه ايضاً جعل العراق يسير على قدم واحـدة مستعيناً بعكازتـه للفوضى الخلاقـة .

 

الفساد الأداري والمالي والعلمي يتخذ الآن شكله المرعب داخل كيان الدولة الفتية ’ مؤسسة منظمة نشيطة تتحكم في مفاصلها كما اشار الى ذلك النائب الأستاذ حسن العلوي " الفساد الأداري والمالي هو انشط مؤسسة تعمل في العراق ... انـه لاينقطع وهو يتكامل مع بعضـه ... وانه ليس حالة فردية ’ وانما مؤسسة لها اصولها ورجالها ولها غطائها السياسي وتعمل تحت مظلـة زعامات سواءً في السلطة او المعارضة ... اي ان هذه المؤسسة لها ادارة تديرها " مع ان الأمر ليس مفاجئاً بالنسبة لبنات وابناء العراق فهم يقرأون ويسمعون ويشاهود وهم من ذات البلد والمعاناة .

 

الأصلاح الذي اصبح ضرورة ملحة ’ لايمكن انجازه الا عبر اسقاط مؤسسات الفساد من داخل الدولة العراقية وبأرادة شعبية وطنية ’ حيث ان الأجهزة والمؤسسات الحكومية الراهنة غير مؤهلة لذلك ولايمكن التعويل عليها ’ لأن اغلبها هي جزاً من ذات المؤسسة التي اشار اليها الأستاذ حسن العلوي وحاضنة لها ’ يبقى امام الجماهير المليونية ان تهيء نفسها عبر فرض مطاليبها المشروعة دفاعاً عن هامش الديموقراطية ومساحة الحريات والتحولات الأيجابية على اصعدة الوعي والتنظيم عبر التطاهرات والأحتجاجات والفعل الأعلامي كخارطـة طريق تعبر عن ذاتهـا انتفاضـة سلميـة مـن داخل صناديق الأقتراع للأنتخابات القادمـة في 2014 حيث هناك فقط يمكن اسقاط مافيات الفساد واستبدالهـا بمؤسسات تتحلى بالكفاءة والنزاهة وصدق الأيمان للشعب والوطن .

 

هنـا نتسائل بألم :

 

ــــ هل ان الأطراف التي فازت في الأنتخابات الأخيرة وتشكلت منها حكومة الشراكة الوطنية الراهنة ’ قادرة على انجاز مهمة تحرير المجتمع العراقي من مافيا مؤسسات الفساد واغلب اطرافها تشكل حاضنة لهـا ’ حتى لو حاول بعضها التمرد على واقع نظام المشاركة في التحاصص ومؤسسات الفساد ’ فرداً كان ام كياناً ’ فسيتم الغاءه واسقاط دوره من داخل مجلس النواب الذي فصل انتخابياً لتعذيب العراق ... ؟

 

بالتأكيد ــ لا ـــ .

 

ـــ هـل هناك بديلاً جاهزاً فكرياً وسياسيأً وتنظيمياً مؤهلاً لأستيعاب النهوض الجماهيري الرافض المحتج المتظاهر ضد مؤسسة الفساد ’ والداعي للأصلاح والتغيير السلمي ... ؟

 

لا يوجد حتى هذه اللحظـة سوى بعض المبادرات والمحاولات المنطوية على ذاتها ولاتشكل اكثر من قفزات تجريبية خارج الحراك العراقي الفعلي .

 

اذن .. هل هناك ثمة بدائل اخراى قادرة ومؤهلة لأستيعاب الحراك الشعبي وحالة الوعي ورغبة الأصلاح والتغيير السلمي ’ وقد يكون من داخل العملية السياسية والحكومة الراهنة وخارجها ’ ومن داخل الشارع العراقي الممثل بمنظمات المجتمع المدني المستقلة من داخل العراق وخارجه ’ وبمشاركة جدية للطليعة الخيرة الواعية التي تمثل حقاً الثقافـة والسياسة الوطنيتين ... ؟

 

نعم مثل هذا قد يكون موجوداً او سيوجد وينتظره الجميع وسيتفاعل معـه ويشارك في جهده الوطني الأنساني ـــ وان خليت قلبت ـــ

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.