اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

فوز الخاسرين! -//- حسن حاتم المذكور

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

فوز الخاسرين!

حسن حاتم المذكور

يعتقد البعض , ان مقاطعة اكثر من نصف الناخبين لمجالس المحافظات  كان نتاجاً للحالة الأمنية المتردية , وعدم استيعاب المواطن لأهمية الأنتخابات في العملية السياسية , او شيء من العجز وخيبة الأمل واللاابالية في انضاج التجربة الفتية لممارسة الحريات الديمقراطية وتفسيرات اخرى بعيدة عن فهم الحراك من داخل المجتمع العراقي لسنوات ما بعد سقوط النظام البعثي .

هناك اشارات ايجابية كثيرة افرزتها صناديق الأقتراع , ورغم التلاعب في احتساب نسبة المشاركة, فالدلائل تؤكد , ان انخفاظ نسبة المشاركين في الأنتخابات اوالأكتفاء برمي ورقة بيضاء, والتصويت الى كيانات صغيرة , بعضها يشكل استجابة ايجابية لتجربة الرأي العام مع سلبية الكتل الكبيرة , كان تعبيراً عن انتفاضة انتخابية , تدل بلا جدال على تغيير نوعي في وعي الرأي العام , دلائل تدعوا الى التأمل والتفائل , على ان هناك ربيعاً وطنياً ابتدأ يمارس تجربته العراقية في تجاوز خريف سنوات ما بعد 2003 من داخل صناديق الأقتراع التي وفرها هامش الحريات الديمقراطية , انه المستقبل العراقي ابتدأ يشرق من افق صمت وصبر العراقيين , معبراً عن ذاته بقوة لا تنال منها عوائق التضليل والتجهيل والأستغفال, انـه العراق الذي لا تستطيع قوى التحاصص والتوافقات, ان تستوعب حراك مجتمعه, انه الرأي العام يخلع اسمال الوصولية والأنتهازية والتطفل على انتكاسات المشروع الوطني العراقي .

ليس صدفة , ان الذين رفضوا البيعة لمن خذلوهم واهانوا ثقتهم وتاجروا باصواتهم واذلوا دماء شهدائهم , كان اغلبهم من محافظات الجنوب والوسط وبغداد ومدينة الثورة , ردة فعل باسلة يجب فهمها واعادة تقييمها والبناء عليها تجربة رائدة بأتجاه جولة الأنتخابات التشريعية القادمة , هنا يدق جرص السؤال عند مسامع الخيرين من مثقفي وسياسيي واعلاميي الجنوب والوسط , يدعوهم الى رفع الغطاء والجلد معه عن دور حيتان الطائفية وهي تهرس حاضر اهلهم وتهدد مستقبل اجيالهم كما هرست تاريخهم , بعدها سيقول عراقيو الجنوب والوسط , نعم كان لنا بنات وابناء , قد رفعوا الغطاء عن مظلومية اهلهم ... ؟؟؟؟

الجميل في الأمر , وما يستحق الأعجاب والأحترام , ان الرأي العم عندما رفض اعطاء ثقته واصواته للطائفيين ومؤسسات فسادهم , امتنع بذات الوقت , ان يضعها تحت تصرف سليلي الأنتهازية والوصولية والتبعية , فالواقع يشير ويؤكد , على ان البديل القادم لم يتبلور كفاية بعد, حيث يجب وبالضرورة ان يكون جديداً اكثر اصالة وحيوية واندفاعاً على سكـة المشروع الوطني , تاركاً خلفه توابيت اللاعبين على حبال مكاسب الصدفة , فجمرة التحرر والديمقراطية لم تصبح وسوف لن تصبح رماداً , فمع التيار الوطني الجديد سترتفع قامة العراق الجديد .

نؤكد مرة اخرى , ان الرأي العام حقق انتصاراً واضحاً على من تجاهلوه واذلوا ارادته , ويجب التعامل معه , على انه نواة واعية من مثقفين وسياسيين ومنظمات مجتمع مدني مستقلة , اكثر مما يعني الطبقة السياسية التي شكل المأزق العراقي الراهن ابرز سيمائها والتي لا يهمها ان يقاطع الأنتخابات اكثر من نصف الناخبين , بقدر ما تكون فائزة بالمتبقي , انه تقاسم صريح للهزيمة وادعائها فوزاً .

هل تعلم البعض الدرس جيداً , ليشتركوا اطرافاً ايجابية في اعادة ترتيب اوراق الرأي العام لخوض الأنتخابات القادمة , ومن تلك النسبة المقاطعة التي تجاوزت اكثر من نصف الناخبين , تبلور تياراً وطنياً شاباً واعداً معافا من اصابات التزمت والأنغلاق الأيديولوجي , انها مهمة وطنية , لا يصلح لها الا من نجح فعلاً في اصلاح ذاته وتهذيب وعيه واغتسل تماماً من اسباب هزائمه ويكف ان يكون مكبوساً داخل مشاجب الجمود الفكري والتحجر التنظيمي , ليصبح مؤهلاً لتهجي اولويات الحوار المثمر ليرى ويتقبل صورته على مرآة الرأي الآخر , انها عملية تتطلب قدر من الجرأة والشجاعة لتحرير الذات من تحت ركام الطاعة والتقليد والتقوقع البليد انتظاراً لصرامة التعليمات والتوجيهات والأشارات الخرساء الأكثر بلادة , المستثقف المؤدلج , حتى يصبح مثقفاً وطنياً , يحتاج الى مجارف تجارب عملاقة لأزالة المتكلس داخل فكره وسلوكه وممارساته ومجمل عاداته , والمسيس المؤدلج طائفياً وقومياً , حتى يصبح سياسي وطني , يحتاج الى ذات المجارف , ربما يرى البعض ان الأمر ليس مستحيلاً , لكن وفي جميع الحالات ليس سهلاً بالنسبة للمقيد بأصفاد الأنضباط الحزبي ايديولوجياً وتنظيمياً .

واخيراً الى الذين تقاسموا خسارتهم فوزاً , ان يتفهموا الأمر كما هو , ويتقوا اللـه ونبيـه ووليه ويتركوا بنات وابناء الجنوب والوسط العراقي بشكل خاص, ان يعبروا عن ذاتهم عراقيون قبل كل شيء , وان يعيدوا تقييم علاقتهم بهم واحترام ارادتهم , ويقدموا لوجه اللـه والوطن مقدار الخمس مما ادعوه ووعدوا به , ويطلقوا سراح عقل الملايين ووعيهم وبصيرتهم , مثلما هي مكرماتهم في مصالحة ومشاركة من اذلوهم والعفو عن قاتليهم , ومع ان الحرية لا يمكن استجدائها , والعبودية ليست تربة للوطنية , والأنسان الذي لا يستعين بوعيه وارادته للتحرر من وصاية الآخر , لا يمكن له الا ان يتواصل ذليلاً من داخله ومستعبداً من خارجه , وان مصالح الطائفيين والقوميين العشائريين , الذين استورثوا وامتلكوا عقل الملايين, هم الأكثر حرصاً على ابقاء حبل العبودية معلقاً في عنق المغيبين , والفرج تصنعه الذات الرافضة المتمردة وطنياً فقط , ولا يمكن له ان يسقط صدفة من جيوب المنتفعين . فوز الخاسرين !!!

السبت 04 مايو / أيار 2013 - 21:11

حسن حاتم المذكور

يعتقد البعض , ان مقاطعة اكثر من نصف الناخبين لمجالس المحافظات  كان نتاجاً للحالة الأمنية المتردية , وعدم استيعاب المواطن لأهمية الأنتخابات في العملية السياسية , او شيء من العجز وخيبة الأمل واللاابالية في انضاج التجربة الفتية لممارسة الحريات الديمقراطية وتفسيرات اخرى بعيدة عن فهم الحراك من داخل المجتمع العراقي لسنوات ما بعد سقوط النظام البعثي .

هناك اشارات ايجابية كثيرة افرزتها صناديق الأقتراع , ورغم التلاعب في احتساب نسبة المشاركة, فالدلائل تؤكد , ان انخفاظ نسبة المشاركين في الأنتخابات اوالأكتفاء برمي ورقة بيضاء, والتصويت الى كيانات صغيرة , بعضها يشكل استجابة ايجابية لتجربة الرأي العام مع سلبية الكتل الكبيرة , كان تعبيراً عن انتفاضة انتخابية , تدل بلا جدال على تغيير نوعي في وعي الرأي العام , دلائل تدعوا الى التأمل والتفائل , على ان هناك ربيعاً وطنياً ابتدأ يمارس تجربته العراقية في تجاوز خريف سنوات ما بعد 2003 من داخل صناديق الأقتراع التي وفرها هامش الحريات الديمقراطية , انه المستقبل العراقي ابتدأ يشرق من افق صمت وصبر العراقيين , معبراً عن ذاته بقوة لا تنال منها عوائق التضليل والتجهيل والأستغفال, انـه العراق الذي لا تستطيع قوى التحاصص والتوافقات, ان تستوعب حراك مجتمعه, انه الرأي العام يخلع اسمال الوصولية والأنتهازية والتطفل على انتكاسات المشروع الوطني العراقي .

ليس صدفة , ان الذين رفضوا البيعة لمن خذلوهم واهانوا ثقتهم وتاجروا باصواتهم واذلوا دماء شهدائهم , كان اغلبهم من محافظات الجنوب والوسط وبغداد ومدينة الثورة , ردة فعل باسلة يجب فهمها واعادة تقييمها والبناء عليها تجربة رائدة بأتجاه جولة الأنتخابات التشريعية القادمة , هنا يدق جرص السؤال عند مسامع الخيرين من مثقفي وسياسيي واعلاميي الجنوب والوسط , يدعوهم الى رفع الغطاء والجلد معه عن دور حيتان الطائفية وهي تهرس حاضر اهلهم وتهدد مستقبل اجيالهم كما هرست تاريخهم , بعدها سيقول عراقيو الجنوب والوسط , نعم كان لنا بنات وابناء , قد رفعوا الغطاء عن مظلومية اهلهم ... ؟؟؟؟

الجميل في الأمر , وما يستحق الأعجاب والأحترام , ان الرأي العم عندما رفض اعطاء ثقته واصواته للطائفيين ومؤسسات فسادهم , امتنع بذات الوقت , ان يضعها تحت تصرف سليلي الأنتهازية والوصولية والتبعية , فالواقع يشير ويؤكد , على ان البديل القادم لم يتبلور كفاية بعد, حيث يجب وبالضرورة ان يكون جديداً اكثر اصالة وحيوية واندفاعاً على سكـة المشروع الوطني , تاركاً خلفه توابيت اللاعبين على حبال مكاسب الصدفة , فجمرة التحرر والديمقراطية لم تصبح وسوف لن تصبح رماداً , فمع التيار الوطني الجديد سترتفع قامة العراق الجديد .

نؤكد مرة اخرى , ان الرأي العام حقق انتصاراً واضحاً على من تجاهلوه واذلوا ارادته , ويجب التعامل معه , على انه نواة واعية من مثقفين وسياسيين ومنظمات مجتمع مدني مستقلة , اكثر مما يعني الطبقة السياسية التي شكل المأزق العراقي الراهن ابرز سيمائها والتي لا يهمها ان يقاطع الأنتخابات اكثر من نصف الناخبين , بقدر ما تكون فائزة بالمتبقي , انه تقاسم صريح للهزيمة وادعائها فوزاً .

هل تعلم البعض الدرس جيداً , ليشتركوا اطرافاً ايجابية في اعادة ترتيب اوراق الرأي العام لخوض الأنتخابات القادمة , ومن تلك النسبة المقاطعة التي تجاوزت اكثر من نصف الناخبين , تبلور تياراً وطنياً شاباً واعداً معافا من اصابات التزمت والأنغلاق الأيديولوجي , انها مهمة وطنية , لا يصلح لها الا من نجح فعلاً في اصلاح ذاته وتهذيب وعيه واغتسل تماماً من اسباب هزائمه ويكف ان يكون مكبوساً داخل مشاجب الجمود الفكري والتحجر التنظيمي , ليصبح مؤهلاً لتهجي اولويات الحوار المثمر ليرى ويتقبل صورته على مرآة الرأي الآخر , انها عملية تتطلب قدر من الجرأة والشجاعة لتحرير الذات من تحت ركام الطاعة والتقليد والتقوقع البليد انتظاراً لصرامة التعليمات والتوجيهات والأشارات الخرساء الأكثر بلادة , المستثقف المؤدلج , حتى يصبح مثقفاً وطنياً , يحتاج الى مجارف تجارب عملاقة لأزالة المتكلس داخل فكره وسلوكه وممارساته ومجمل عاداته , والمسيس المؤدلج طائفياً وقومياً , حتى يصبح سياسي وطني , يحتاج الى ذات المجارف , ربما يرى البعض ان الأمر ليس مستحيلاً , لكن وفي جميع الحالات ليس سهلاً بالنسبة للمقيد بأصفاد الأنضباط الحزبي ايديولوجياً وتنظيمياً .

واخيراً الى الذين تقاسموا خسارتهم فوزاً , ان يتفهموا الأمر كما هو , ويتقوا اللـه ونبيـه ووليه ويتركوا بنات وابناء الجنوب والوسط العراقي بشكل خاص, ان يعبروا عن ذاتهم عراقيون قبل كل شيء , وان يعيدوا تقييم علاقتهم بهم واحترام ارادتهم , ويقدموا لوجه اللـه والوطن مقدار الخمس مما ادعوه ووعدوا به , ويطلقوا سراح عقل الملايين ووعيهم وبصيرتهم , مثلما هي مكرماتهم في مصالحة ومشاركة من اذلوهم والعفو عن قاتليهم , ومع ان الحرية لا يمكن استجدائها , والعبودية ليست تربة للوطنية , والأنسان الذي لا يستعين بوعيه وارادته للتحرر من وصاية الآخر , لا يمكن له الا ان يتواصل ذليلاً من داخله ومستعبداً من خارجه , وان مصالح الطائفيين والقوميين العشائريين , الذين استورثوا وامتلكوا عقل الملايين, هم الأكثر حرصاً على ابقاء حبل العبودية معلقاً في عنق المغيبين , والفرج تصنعه الذات الرافضة المتمردة وطنياً فقط , ولا يمكن له ان يسقط صدفة من جيوب المنتفعين .

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.