كـتـاب ألموقع

الـ "لا ينحچي ... ولا ينسي" (1) -//- حسن حاتم المذكور

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

حسن حاتم المذكور

الـ "لا ينحچي ... ولا ينسي" (1)

المرحوم زاير چفات , كان يمتلك راديو ترانستور في خان ( حجي محسن ) في المساء يجتمع حوله ـ الربع ـ ليطلعهم على اخر المستجدات , الأمور المعقدة او الكارثية , يخصمها بـ " عمي هاي السالفه لا تنحچي ولا تنسي " بعد ثورة 14 / تموز / 58 , حصل الزاير على بيت في الثورة , احب الزعيم وكان يحدث ـ الربع ـ " بويه الزعيم اللـه جابه رحمه للفقراء , عمي هذا امام " الوحيد الذي يعترض على تسميتة امام شيخ حسين .

ـ  زاير ... الزعيم ما يصير امام , لأنه غير معصوم .

ـ شيخنه اللـه يحفظك , كل هذا السواه الزعيم للفقراء وبعده ما معصوم ؟؟ .

بعد مساومة بين الزاير وشيخ حسين اتفقوا على ان يذكر " الزعيم امام ما معصوم " .وكان يبتلع نصف المفردة .

بعد انقلاب 08 / شباط / 63 , اعتكف الزاير في بيته واصيب بالكآبة وقصر النظر .. ثم اختفى , وبعد فشل انتفاضة المعسكر لحسن سريع , قالوا انه كان مشتركاً فيها وقد هرب لأيران وساكن عند اعمامه الزيرج بعراقستان وكان يكرر امام الناس " عمي الي صار بالزعيم والثورة لا ينحچي ولا ينسي " .

رباط سالفتنه ـ والشي بالشي يذكر ـ في الزمن الأغبر الذي يعيشه العراقيون  ولكثرة الـ " لا ينحچي ولا ينسي " والمهازل التي يضحك منها الجرح , فضل العراقيون الصمت وابتلاع الـ " لاينحچي ولا ينسي" .

في الزمن الطائفي : تعددت مصادر الـ " لا ينحچي ولا ينسي " تنوعت فضائحها وتكشفت عوراتها , نورد القليل من كثيرها .

ـ بعض العلمانيين واللبراليين!!! يطالبون امريكا صراحة بأعادة احتلال العراق, فقط لأن حصتهم من كعكته اقل من غرمائهم , اسبابها : ان عدم الألتزام بالشراكة الحقيقية ومبدأ التوافق والتحاصص , واتفاقيات اربيل  سيسبب حرب اهلية بين العراقيين تحرق اليابس والأخضر معه !!! , وان الأنفلات الأمني مرتبط بأزمة العلاقات بين اطراف العملية السياسية, لأن هناك مغدورية بحجم الحصص في مؤسسات الدولة والجيش والأجهزة الأمنية , والمذهب الفلاني يتهستر بمذهبيته على حساب المذهب الآخر  !!! .

بربكم , ما علاقة ازمات الفرقاء ـ التي لا نهاية لها ـ من داخل المنطقة الخضراء الآمنة , بجنون الموت العراقي اليومي  ؟؟؟؟.

ـ  كتلة الأحرار: التيار الصدري ومليشيات جيش المهدي , بلحمها وعظمها  وجلدها , اطلقوا على محافظهم في بغداد بــ ( خادم بغداد ) , هذا الخادم , ايقظ مليشياته للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , ودفع بها لأغتصاب امن الناس وسلامتهم في اماكن ملتقياتهم , لأعادة خنق المختنق من احلام واماني وفرح اغتصبتها مليشات الأمر والنهي لسيد المحافظة السابق .

ــــ  دولة القامون : حزب الدعوة , بلحمها وعظمها وجلدها, حصلت في الأنتخابات السابقة على حصة الأسد من محافظات الجنوب والوسط , مالذي قدمته وانجزته خلال الأربعة اعوام السابقة , ومالذي ستقدمه لو اشتركوا في ادارة المحافظات الراهنة, وهم لا يملكون اكثر من حصة ( الواوي ) ؟؟؟ , يبدو ان الذي يشغلهم اكثر من غيره , هو ما سوف يحصلون عليه من كعكة المحافظة .

ـ كتلة المواطن : المجلس الأسلامي الأعلى , بلحمه وعظمة وجلده ايضاً , ما الذي ستقدمة للمواطن في لعبة المزايدات والأبتزازات المملة , وما الذي سينتظره المواطن الخاسر من مشاركتهم الأدوار مع مليشيات وشرطة ( خادم بغداد !! ) , ثم مالذي في مخيلة القائدين الشابين ؟؟؟ , دولة ولاية الفقهاء تتقاسمها العائلتين في عراق القرن الواحد والعشرين !! ؟؟؟ .

جميعهم غيروا اسمائهم هروباً للأمام , واحتفظوا بكامل طائفيتهم , انه الخوف  من مواجهة اوزار المنكر , التي تراكمت اثقالها على كاهل سمعتهم خلال العشرة سنوات من ديمقراطية الطوائف والعشائر ومليشيات احزاب الأمر بالمعروف , انهم دائماً في حالة استنفار للتوحد والتكامل استعداداً للمواجهات الشرسة مع الوطنية العراقية , اذا ما ارتفع صوتها في الشارع العراقي , انهم زاحفون بهمة , لأستكمال تقاسم وابتلاع مؤسسات الدولة عبر ديمقراطية الفرهود الشامل , ثم خنق النفس المتبقي في رئة العقل العراقي , حتى جعلوا احزابهم ومليشياتهم واماكن عباداتهم والمؤسسات الراكدة في احضان نفوذهم , مكبات للأنتهازيين والوصوليين والنفعيين والتوابين من ازمنة الزيتوني

ـ عراقيو المحافظات الغربية , ليست افضل حظاً من اشقائهم عراقيي مناطق الجنوب والوسط , فأفيون الطائفية والتمذهب والتعنصر المناطقي افسد ضمائرهم  وافقدهم رشدهم  واعمى بصيرتهم , غيبوبة اوهام في عواصم كانت يوماً عربية ومزادات كانت يوماً عثمانية , فأنقطعوا عن الماضي واضاعوا الطريق الى المستقبل , لا يعلمون ان كانوا صحوات او نقشبندية, وربما حاضنات لتمرير الموت لأشقائهم في المحافظات الأخرى , مع انهم عراقيون لهم وطن يجمعهم بغيرهم , يستحقون الأنتماء اليه ويشرفهم الولاء له .

( اي عراق هذا الذي سيتركه الطائفيون للأجيال القادمة ؟؟؟؟ )