اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

ماهي المنفعة التي جناها المسيحي العراقي من إعدام صدام حسين؟// نيسان سمو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

ماهي المنفعة التي جناها المسيحي العراقي من إعدام صدام حسين؟

نيسان سمو

 09/01/2017

 

مرّت قبل ايام مناسبة العقد الاول من إعدام صدام حسين فلم نتمكن في حينها التطرق الى تلك الحادثة (ليش الرابطة اتخلي واحد يكتب غير شيء) فهل ارتقت او تحسنت اوضاع المسيحي العراقي بعد إعدام صدام ودخول الحرية الغير المدروسة والمستوعبه الى العراق أم كانت نقمة على تلك الطائفة (هسة صار المكون)!

اهلاً بكم في بانوراما الليلة وبرنامجكم (قبل او بعد الإعدام) وفي هذا الموضوع سنلتقي ضيفنا الكريم البطريرك الكلداني السيد ساكو المحترم. سيدي الكريم ماذا تقول عن مرحلة ما بعد الإعدام وهل خدمت المسيحية أم العكس؟ . لك الهيكل..

بصراحة معهودة إنني أتأسف لذلك الرحيل (يا ساتر) ! . نعم لا تغيب عنا ولا عن اي مواطن عراقي مسيحي او غيره بأن صولات صدام وجولاته كانت اكبر منه وانه وقع في اخطاء قاتلة له ولعائلته حتى قبل شعبه. ولا داعي لذكر تلك الاخطاء لأن الجميع يعيها اكثر مني ولكننا سنحصر الحديث اليوم بشكل خاص عن المسيحي بعد الإعدام.

نعم زج بشبابنا في حرب لا ناقة ولا جمل لنا فيها وذهب الكثير من الشهداء في معركة طائفية مذهبية لم نكن فيها طرف ولكن مع هذا!! كان لنا وطن. كنا نعيش بحماية دولة تحمينا وتأخذ بحقوقنا في اغلب الحالات. كانت لنا عاداتنا وتقاليدنا وافراحنا واعراسنا وسهراتنا واعيادينا. كانت لنا محلاتنا وشوارعنا واماكن خروجنا وسَيرُنا وتجمعاتنا. نعم كانت الحرية السياسية معدومة ولكن لم نكن قد تهيئنا لها ولم نكن جاهزين لإدراكها وهو ايضاً كان يعلم بذلك، لذلك كان قد منعها على الجميع والغرب كان يدرك مخاطرها ونتائجها لهذا قام بفتح ذلك الباب والنتيجة!!

لا نقول هنا بأن صدام كان الافضل من الحاضرين ولكن بالنسبة للمكون المسيحي (هَم راح يكرر هذا القول) ! كان الافضل. لأننا حتى نستوعب تلك الحرية ونعي معناها السياسي والاجتماعي والنفسي والإنساني سنكون قد إنقرضنا من ارض الاجداد والآباء فبماذا ستنفعنا تلك الحرية؟ جَم ما جَنيناهُ منها هو!

مئات الآلاف من القتلى وملايين من المهجرين حتى اضحى عدد المسيحيين هناك لا يتعدى الربع مليون مسيحي مقابل اكثر من مليون ونصف قبل الإعدام.

سيطرة الداعشي على قُرانا وقصباتنا ونهب وتدمير ممتلكاتنا وتهجير اغلب المسيحيين من قُراهم ودِيارهم..

نزوح جماعي مسيحي من اغلب المحافظات والتجمع في شمال العراق كمهاجر داخل وطنه..

نهب اموال واراضي المسيحية في المحافظات وخاصة العاصمة بغداد.

فقدان الامن والامان لهم ولِأرزاقهم في تلك المحافظات وخاصة بغلق اغلب المحلات التجارية أما بقرارات جائرة او بسبب الهجمات الوحشية من قبل المتعصبين والمتطرفين والحاقدين علينا وعلى أصالتنا وتقاليدنا وعادتنا الاصيلة.

فقداننا الامان في تجمعاتنا وكنائسنا والتي باتت شبه مهجورة بسبب تلك الهجمات الوحشية وبالتالي اضحينا جالسي الدار بدلاً من الإحتفال..

كان لنا ظهر نستند عليه وكانت لنا شبه استقلالية في كل مطالبنا بدل من الخضوع والارتماء في احضان مختلفة لا حول ولا قوة لنا عليها.

حصول الكارثة الحزبية وذلك بالإنقسام الطائفي المذهبي الذي رافق احزابنا السياسية بعد الرحيل. إنقسام في الرأي وتشتت في الافكار والإبتعاد القومي والإنشقاق الطائفي والذي أدى الى الإنهيار والضياع التام وفقدان معظم الحقوق والمطالب التاريخية لنا وتناثرها بين انياب لا رحمة لها في ذلك البلد.

إنقسان حتى في القومية المسيحية. تفكك حتى على مستوى القومية الواحدة مثل الكلدان والآشور وتولد صراع طائفي عنصري بينهما والذي انتقل حتى الى خارج العراق مع المهاجر ودخول تلك القوميات في صراعات مريرة سوف تستمر الى فترات طويلة دون اي منفعة تُذكر.

ترك تراب الآباء والاجداد وقد يكون تركاً وغيبة نهائية لتاريخ المسيحي في تلك التربة.

تَمَخُض عنها تشكيل روابط عنصرية وارهابية (لا هاي مو مالتنا)!!

فقدان الصفة المهمة والعظيمة التي كنا نحتدي بها وهي التآخي مع البعض ومع المسيحي الآخر (هسة راح يزعل العنصري) . كانت الصفة الوحيدة التي نَنحسد عليها هي الاُلفة والتآخي والمحبة التي كانت تجمع وتربط كل الطوائف المسيحية وحلت محلها الكراهية والعنصرية والحقد التاريخي الذي اخرجه ذلك الإعدام..

مثال على ذلك. شكلنا رابطة كلدانية نحاول فيها ان نلم الشمل الكلداني فلم نحصل إلا على سموم كل كلداني تجاه تلك الرابطة الفتية فأين وصلنا وماذا حلّه بنا؟ كل ربع ساعة اقرأ سم وعنصرية كتبها احدهم. فهذا يقول هل ينام البطريرك؟ او هل يأكل البطريرك؟ هل يخطيء البطريرك؟ هل يمشي البطريرك "هل البطريرك كلداني؟ هل خان البطريرك القضية: وغداً سيقول احدهم على البطريرك ان يُقدم استقالته ومن هذا القبيل، زد على ذلك كل هذا النقد الجارح والجارف وأنا العبد الخادم لهم ولمستقبلهم. لا يسعني غير قول: سامحكم الرب على كل شيء .. تحية للرابطة.

شكراً لضيفي الكبير والذي ذكرنا بالكثير من النُقط والحالات التي صاحبت بعد ذلك الإعدام..

نعم الحرية هي شيء مقدس ويجب على الإنسان ان يمتلكها ولكنها نقمة على الذي لا يستوعبها او يستغلها كوسيلة إنتقامية من الآخر. وهذا الذي حصل بالضبط لكل العراقيين، ومنهم المسيحي بشكل خاص. فقدنا قِيَّمُنا وقيمتنا وانسانيتنا واسمُنا وضاعت كل او مجمل حقوقنا وتشردنا في المهجر وضاعت علينا عائلاتنا واطفالنا وقضت اغلب عاداتنا وتقاليدنا وستنتهي لُغتنا وتراثنا (هسة راح يكول ليتورجيتُنا) ! وستضيع كنيستنا وينتهي إيماننا (بلا شيء حُجة) فماذا بقى بعد الإعدام إذاً؟؟

دخلت المنطقة وستدخل اكثر في صراعات طائفية مذهبية مقينة ودفينة وقاتلة سوف تستمر لعقود طويلة وستنتهي او ستقضي على معظم الاقليات الموجودة وستنسحق تحت اقدامهم الوحشية والارهابية. إذاً ماهي منفعة المسيحي من ذلك الإعدام؟ اسألوا بوش.

لا يمكن للشعوب المتأخرة ان تتقدم دون البدأ من نقطة الصفر! نيسان سمو 

 

نيسان سمو 09/01/2017

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.