اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

في عقد السبعين.. هل تتوضح الرؤية أكثر؟// كامل زومايا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

كامل زومايا 

 

عرض صفحة الكاتب 

في عقد السبعين.. هل تتوضح الرؤية أكثر؟

كامل زومايا

 

هي رحلة وبيني وبين مرحلة التقاعد عتبة، وفي كل شباط أحاول أن أراجع محطاتي التي غادرتها مجبرا او مخيرا، غادرتها  بحلوها ومرها، أضافت لي الكثير بعد فوات الاوان، ماذا ينفع ذلك ان كانت بعد فوات الاوان، هل على الانسان في كل محطة عليه ان يطلع على تذكرة رحلته لكي يعرف انه في الاتجاه الصحيح...

 

كل شباط من كل سنة أحاول مراجعة الذات بمواضيع شتى، ياترى تصرفت بالشكل الصحيح..؟ هل اخطأت أم استعجلت في هذه المسألة أو تلك؟؟؟ مازلت حديا عصبيا بمواقفي بالرغم ان العصبية ميزة سيئة لم اتمكن التخلص منها، الا اني لم اعد ارى الحياة اما ابيض أو اسود على الاقل اجتماعيا، فبين الابيض والاسود أصبحت أبحر مضطرا ومرغما  بينهما، فلا الابيض نلته ولا الاسود دنوت منه معتقدا ، ولم احزن يوما على موقفا اتخذته حتى وان كان فيه خسارة ....

فقدت الكثير من اجل مواقف كانت ممكن ان تغير حياتي  للصعود الى الهاوية،  واستسلمت الى ضميرى لكي ارضيه وهذا يكفي... سلكت طريقا مشواره طويل ومازال طويلا جدا  ولكني اشعر براحة ضمير......

كنت ارى سابقا الصداقة إما ابيض أو  أسود، ولكني تيقنت إن الحياة علمتنا غير ذلك، بأستثناء الزمن المر وفترة الاعتقال والسجن، كانت قياسات اختيار الأصدقاء كالمسطرة لا يمكنك ان  تحيد عنها مليما واحدا ومحرم عليك أن تقبل تبريرا  أو تأويلا من أحد او حتى من نفسك، فقبول الصداقة كانت لها شروطها... مدى قربك وبعدك من النظام ومدى صلابتك في غرف التحقيق والتعذيب... ياترى ...؟ هل كنا نجلد انفسنا لنكون في بعض الأحيان سوطا آخر على اجساد رفاقنا واصدقائنا...؟ هل كان علينا ومازال بعض احبابي من الاصدقاء والرفاق تشعر بمواقفهم ونقاشاتهم بأنك في امتحان دائم، وأنك مازلت أسير الزنزانات والسجون ....!! هذه اللغة قد غادرتها وتخلصت منها منذ مدة طويلة... أحاول ان ابحث تبريرا لتلك الاخطاء... ترى هل كنا نبحث عن القداسة....؟ ألم نخطأ.... ؟ وإن اخطأنا هل وضعنا الأصبع على الجرح وتم معالجته.....؟

 

مازلنا مغرمين أو اسيرين لقاعات الامتحان... لم نغادر تلك القاعات ولدينا طبع عجيب بتسجيل النقاط ونبحث عن نجاح أي نجاح لا يهم... بالغش بالنفاق بالكذب المهم ان ننجح امام الآخرين......؟ لماذا دوما نبحث عن تبرير لتصرفاتنا وعلينا تقديم كشف لحساباتنا ومواقفنا للجهات المعلومة والمجهولة..؟

ننتظر نتائج الامتحان والامتحان مستمر بشكل يومي وبشكل مقرف جدا... أدعي انني قد غادرت غرف الامتحان منذ مدة طويلة ولا يعنيني ان كنت راسبا بعقول الاخرين، أحاول أن اعيش سعيدا في قراراتي وراحة البال حتى وان انكسرت... راحة البال والضمير جائزة عظيمة في حياة الانسان..

كنت اعتقد هناك ثوابت لا تقبل الكسور ابدا 36 = 6x6 يعني ستة في ستة يساوي 36 ولا تقبل النتيجة 35 أو 37 لا أعرف لماذا اقحمنا العمليات الحسابية في حياتنا الاجتماعية.؟؟ ابتعدت الأن  كثيرا عن تلك الحسابات لانها تستهلك من حياتنا الكثير وان حسبتها كمسألة حسابية ستجعلك تعيش وحدك في الصحراء أو تعيش الازدواجية بعينها... تركت الحسابات في الحياة الاجتماعية حفاظا على ضغط الدم والسكر وحماقة....

 

لأول مرة أحاول أن أكون علاقة صداقة مع الأحفاد صعب ان تتحدث معهم بلغتك، عليك ان تتحدث بلغتهم وبرائتهم، جميل ان تعيش اوقات معهم حتى وان كانت قصيرة، عالمهم احلى عالم فيه كل الحب وعلاج لقلبك المتعب في خريف العمر...

 

في حياة شعبنا ومستقبله مازلت أؤمن بحقوقه المشروعة والدفاع عنها لا بد من ذلك ، ولكن لا المكان ولا الزمان هما الظهير القوي لشعبنا المبتلى بطيف نرجسي وخايف ومتردد وخانع والذي فقد ظله... علينا ان نفهم كيف نستفيد من تجارب الآخرين... ولنقر بحقيقة، إن من يعيش في وسط المستنقعات لايمكن له ان يغرف منه قدح ماء نظيف ليشربه....!!!!

أصبحت مؤمنا جدا بأن حقوق شعبنا تحتاج ان تبحث في دفاترك العتيقة، علها ترشدك الى كيفية الوصول لتلك الحقوق.... صعب جدا ان تجد حقوق شعبك بين بطون خاوية وبين جبان ومنافق ومن اصابه لوثة فكرية ومن يبرهن لك ثلاث مرات باليوم بأن الأبيض أسود وأن الأسود أبيض وبين من يؤمن بالصلاة والدعاء سيعيد الحقوق... صعبة الحياة معهم....

 

في مرحلة التقاعد، ماذا علينا ان نفعل وهل لدينا الحق نحن ابناء العراق وابناء الاقليات التقاعد كالآخرين يقضون حياتهم المتبقية في سفرات ورحلات عنوانها وهدفها الوحيد المتعة في اصقاع العالم والتعرف على فنون وتقاليد الشعوب الاخرى... أم علينا ان نقضي الوقت المتبقي كالعادة في اجتماعات ومؤتمرات ومناكدات لا طائل منها، يبدو قد كتب علينا بعدم مغادرة الامكان لحين قيام الساعة...

كل شباط وانتم طيبين

كامل زومايا

16 شباط 2022

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.