اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• هل من صدام جديد في الافق ؟

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسن الخفاجي

هل من صدام جديد في الافق ؟

 

  كيف يولد الدكتاتور ؟

 

يقول نابليون : (كنت دكتاتورا رغما عني ،لأنهم كانوا يعرضون علّي من السلطة أكثر مما أردت) .

 

يقول المصريون :(يافرعون مين فرعنك ؟ مالئتشي حد يلمني)

 

في العراق ، لم يتوقع طالب النقيب الذي كان يسكن البصرة ، ان يقسّم احد أتباعه البصرة إلى ثلاثة أقسام :( ثلث الله ،وثلثين لطالب ،وثلث الله يطالب بيه طالب). غير بعيد عن البصرة ، في ريف العمارة انشد احد صناع الطغاة بدرجة مهوال يمدح شيخه قائلا: (شواي الله ويمشي بكاعه !) حتى الشيخ شواي لم يتوقع أن يوصف بهذا الوصف ليصل درجة الربوبية !،وهكذا تدرجنا: من طغاة بملابس شيوخ إلى طغاة بملابس سلطة، ووصل مخاض الطغاة إلى (بزر الكعدة) صدام مدلل الطغاة ، الذي برز في بداية انقلابهم كفرد من حماية البكر ، وبسرعة البرق وصل إلى منصب القيادة في الحزب ، والرئاسة في الدولة !.

 

حتى صدام ما كان ليتوقع ان تهبط كل هذه السلطات بيده مرة واحدة ، فمن تخاذل البكر عن واجباته ، إلى تقاعس رفاقه ، إلى إتقانه صناعة الخوف والموت ، حتى حصل على لقب طاغي طغاة العصر دون منافس . تفنن صناع الطغاة المتخصصون بتعظيم وتمجيد وإعلاء الطغاة

 

على مر العصور(اللوكيه) ، بأبراز صدام وأدوا دورهم على أحسن وجه .كتاب اختصوا بإيجاد الألقاب (للقائد) ،وكتاب تسابقوا دون إكراه من احد لكسب وده ، وشعراء ألهوه ، حينما وضعه احدهم بمنزلة الرب الذي يشير للسحاب وينزل المطر !! .آخرون كتبوا ،ولحنوا ،وغنوا الأغاني بمعدل أغنية جديدة كل يوم ، وبعضهم وجدوا طرقا مبتكرة لدخول قلب صدام ، عندما ابتدعوا شجرة النسب ، وأوصلوا نسبه إلى الإمام علي (ع) . الوزراء ، والضباط ، والموظفون الكبار والطلاب ، والعمال ، والمثقفون ،الكل يخرس في حضرة القائد ، وهكذا حكمنا بعقدة الخوف التي ساهمنا بصناعتها ، بالتسليم للطغيان تارة ، وبلا أباليتنا تارة أخرى .

 

بعد نهايتة الوضيعة التي شاهدها الجميع على شاشات التلفاز ، اكتشفنا مقدار ضعفنا وهواننا في مواجهة الدكتاتورية في أول أيام وسني تكوينها ، لنتركنها تكبر وتتضخم ، وعندما انتفضنا ضدها أصبح قمعنا يسيرا . بعد زوال حكم صدام وزبانيته اكتشفنا الحجم الحقيقي لنظام وطاغية كانوا اضعف بكثير مما كنا نعتقد . لقد مددناه بالقوة وصنعنا نصفه بخوفنا منه ، وصنع النصف الأخر الإعلام . من الطبيعي أن يحن: أتباعه ، والجلادون السابقون المستفيدون منه لنظام سيدهم ، لكن من غير الطبيعي ان يحن الضحية للسوط الذي جلد فيه ، ولا السجين إلى سجنه وسجانه ، ولا العبيد لعصور عبوديتهم واغلالهم . سماحة العراق الجديد أعطت الفرصة لكل العراقيين ليكونوا في المعترك السياسي ، وهذه السماحة جعلت من بعض خدم وحاشية الدكتاتور يطمعون بأخذ دور سيدهم ! بعدما فسروا وفهموا خطأ سكوتنا عن تجاوزاتهم وإساءاتهم السابقة ضعفا ، وطمعوا فينا ، ودخلوا العملية السياسية ، ونشروا غسيلهم القذر، وها هم يعودون يمنون أنفسهم بمرحلة جديدة ، يكونون فيها هم السادة ونحن العبيد ، بعد ان تتبدل الأدوار لنفس الأشخاص ، ليصبح الخادم السابق طاغية جديد يهدد ويتوعد مستغلا الفسحة الديمقراطية !!.

 

نحن ساهمنا بصناعة جمهورية الخوف الصدامية الأولى: بخوفنا ، وترددنا ، وسكوتنا ، وبعض هذه التصرفات عدت مقبولة وقت الدكتاتورية ، أما غير المقبول الآن ان نساهم بسكوتنا ، أو امتناعنا عن الذهاب إلى الانتخابات لنصنع جمهورية خوف صدامية ثانية بوجوه وأسماء نعرف تاريخها ، وعرفنا مواقفهم وأعمالهم في السنوات الماضية .

 

فهل سنسمح لان تلد ديمقراطيتنا طغاة جدد ؟

 

مثلما ولدت ديمقراطية ألمانيا هتلر ، ومثلما ولد برلماننا الحالي طغاة صغار ، وقتلة ساهموا بقتل الشعب وهم ممثلوه ، سبعة من هؤلاء هاربون ، احدهم الدايني الذي حكم بالإعدام .هل سنسأل أنفسنا عن الشخص الذي جلب الدايني ليكون نائبا ؟وعن القائمة التي رشحته ، أو نسأل عن المسؤول عن جلب ألنائب الهارب ناصر الجنابي ليكون في الواجهة ؟ لنكتشف بعد هروبه انه كان من اكبر الذباحين .

 

هل يشعر من ضم الجانبي والدايني لقائمته بالخزي والعار أم سيعدون مقاومين لانهم أوغلوا بقتلنا !؟.

 

غير هؤلاء الكثير، ربما سنكتشفهم في قادم الأيام ،لان مناصبهم الوظيفية(والمصالحة الوطنية) تغطي عليهم ، وتمنع مسألتهم ألان.فهل منطقيا أن نتمنع عن الذهاب إلى الانتخاب حتى (يظل البيت لمطيره)؟ليأتي برلمان آخر يضم إضعافا مضاعفة من :أشباه الدايني ، والجنابي ، والوزير القاتل الهارب المحكوم بالإعدام اسعد الهاشمي !.

 

لو إنهم دخلوا علينا بالحيلة والغدر لوجدنا لأنفسنا عذرا في المستقبل ، لكنهم أعلنوها صراحة ، وأعلن جمعهم عن نفسه وعن نواياه .فهل سنعد العدة لمجابهتم ؟ام سنكتفي بلوم انفسنا اذا حصل المحظور ووقع الفأس بالرأس !.

 

(أتجاه ألأشرعة وليس أتجاه العواصف هو الذي يحدد وجهة سيرنا) ايلا ويللر ويلكوكس

 

حسن الخفاجي

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.