اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• جائزة الحسين (ع) أم جائزة نوبل ؟

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 حسن الخفاجي

 ·        جائزة الحسين (ع) أم جائزة نوبل ؟

 

للكيميائي السويدي الشهير الفريد نوبل وجائزته قصة . اخترع نوبل الديناميت ليسهم في بناء الحياة ، وشق الطرق ، وحفر المناجم ، لكن أبالسة السياسة والعسكر استعملوا اختراعه أداة للموت والقتل . لأنه لم يرزق بوريث من زواجه ، ولشعوره بالذب ، قرر ان تخصص ثروته لجوائز في: الكيمياء، والفيزياء، والطب ، والأدب، والسلام ، والعلوم الاقتصادية .

 

لم يكتب عن نوبل ربع ما كتب عن الإمام الحسين (ع)، لكن اغلب سكان المعمورة يعرفون من هو نوبل ، ويعرفون شيئا من تفصيلات حياته ، في حين ظلت معرفة البشرية بالإمام الحسين(ع)محصورة بين المسلمين ، وبين بعض النخب في الخارج ، ولا نبالغ إذا قلنا ان بعض المسلمين في آسيا لا يعرفون عن الإمام الحسين (ع) شيئا ، وان بعضهم اعتبر ذكرى استشهاده أداة للفرقة والتناحر ، وبعضهم ما زال يعتبرها مناسبة للفرح كالعيد !!!.

 

اعرف مقدار الزيف ، والتزوير، الذي أحيطت به ثورة الحسين (ع) من خلال دول حكمت باسم الإسلام ، وزورت كتب التاريخ ، حين كتبه رجالهم وحاشيتهم ، واستمرت عملية التزوير والقمع لقرون ، ما زلنا نعاني من بعض امتداداتها للان، ان التشويه المتعمد الذي لحق بماتم العزاء يضفي جوا من الهمجية على ممارسة بعض الطقوس التي لانعرف من ادخلها !!!.

 

هل يقبل الامام الحسين ان تشق الرؤوس (التطبير) وتسيل الدماء بمشاهد مروعة ؟

 

وهل يقبل ان يمشي بعض اتباعه من المسلمين الاسيويين (تايلند)على الجمر المستعر وهم حفاة ليحيون ذكرى زينب ع ؟ هذه الطقوس أثرت سلبا على رسالة ثورة الامام اكثر مما نفعتها ، ومع كل ذلك ، علينا ان نصحح مراسم عزاء الامام (ع) ، مما لحق بها من تشويه متعمد وأن نقول كلمتنا، ونضع ثورة الإمام (ع) في مكانها اللائق . نريد للعالم المتحضر أن يعرف: إن الذين قتلوا ويقتلون الأبرياء الان ، ويفجرون الأماكن العامة ، والطائرات ، والسيارات في كل أنحاء العالم هم ورثة أولئك القتلة ، الذين استباحوا دم ابن بنت نبيهم ! عندها يعرف العالم من هو الحسين، ومنهم أتباعه ، ومن هم أعداؤه ، وأعداء أتباعه ، ويعرف الناس حقيقة معسكر قتلة الحسين وورثتهم .

 

بعد1400عام على استشهاد الإمام الحسين: من المسئول عن عدم إيصال قضية ثورة الإمام (ع) إلى ان تكون قضية البشرية جمعاء ؟ وهي تستحق أن تكون كذلك . في الزمن الذي عاش واستشهد فيه الإمام الحسين (ع) في بلاد العرب ، أو ما حولها ، لم يذكر لنا تاريخ العالم عن شخص شبيه بشخص الإمام الحسين (ع): في إصراره على قتال الباطل ، وطلب الشهادة التي وهبت الحياة الكريمة للاجيال اللاحقة.

 

اعتقد ان خللا كبيرا يتحمل المسلمون عموما ، والشيعة خصوصا وزره ،هو من جعل ثورة الإمام الحسين تنحصر ، ولم تحظ بالمكانة التي تليق بها ، فحالة الانقسام ، والنزاع هي من قيدت حركة ثورة الإمام من ان تنال المكانة التي تحظى بها ، وكسل الشيعة وان كانوا ولفترات طوال من عمر التاريخ هم المحكومون ، وليست لديهم القدرات المالية والمعنوية التي تمنحهم القوة للمسير بالثورة نحو افقها الطبيعي لتصل كل أرجاء المعمورة ، ليعرف الغربي المتحضر، ومن يعيش في مجاهل العالم، من هو الحسين ، لتستفيد البشرية جمعاء من دروس استشهاده.

 

بعد ان انتهى نظام حكم الطواغيت الذين استباحوا المحرمات ، وبعد ان انتهت رقصات (الجوبي الصدامية) المتزامنة مع كل ليلة العاشر من المحرم بعد عام 91 ،حيث عمد صدام للقيام بزيارات الى أطراف بغداد ، وأقام الولائم التي يسبقها رقص (الجوبي) ! والأغرب من ذلك ان رقصات (جوبي صدام) في ليلة العاشر كانت تبث من تلفزيون العراق والشباب بشكل مباشر . بعد ان انتهت تلك الحقبة المظلمة، ماذا قدمنا لثورة الإمام الحسين ؟.

 

ان الحشود المليونية التي تذهب للزيارة في العاشر من محرم ، وفي زيارة الأربعين قد أسهمت بعض الشيء بتعريف الآخرين عن تعلقنا بالإمام الحسين (ع) لكنها لم تظهر قضية ثورة الإمام الحسين (ع) للعالم .

 

هل تكفي الحشود المليونية لتعريف البشرية بثورة الإمام الحسين ؟. كلا وألف كلا، الإمام استشهد على أرضنا ، ونحن ندعي دائما: أننا أنصاره ، وأتباعه ،ومحبوه !.

 

من منا فكر بنشر قضية ثورة الامام ع بشكل عملي وعلمي لتصل الى العالمية ؟

 

هل فكرنا بتوجيه الدعوة للمكاتب الهندسية لاعادة تخطيط مدينة كربلاء مجددا ، أو لإحاطتها بطرق سريعة ، لأنها حتما لن تسع الزائرين ، لا ألان ولا في المستقبل، بعد ان أضحى عدد الزائرين الملايين!. هل وجهنا دعوات لأصحاب الاختصاص من فنانين ونحاتين لإقامة النصب؟ أم أننا اكتفينا بصور رسمت بطريقة بدائية، لا نعرف مصدرها ، وان بعضها مخل ومسيء أكثر مما هو مفيد .

 

هل قال لنا التاريخ أن الإمام على (ع) كان مروضا للأسود ؟ لنقبل أن يظهر شخص يدعّون انه الإمام وعند قدميه أسد رابض .

 

أو أن يشيعوا روح الخرافة أكثر من الواقع ، لصور اعد لها بعناية لتكون أداة لإدانة الواقعة وليس لتوثيقها . من يقبل أن تظهر الصور شخصا على أساس انه الإمام العباس مقطع الكفوف متخاذل تنزع فرس السهام من جسده ؟ . الوقت مناسب لان نعطي للثورة الحسينية حقها والإمام الحسين لا يحتاج لمعونة احد ، فما يتبرع به المحبون، وما يجمع من الضريح يكفي لان نجعل من ثورة الإمام (ع) عالمية وتخص البشرية جمعاء ، ذلك عبر تكليف شركات سينما عالمية ، او مخرجين عالميين ، ليقدموا فكرة ثورة الإمام في فلم يشرف علية علماء الدين والتاريخ من العراقيين . دعوة المصممين العالمين لإقامة نصب كبير على مساحة واسعة ، لكي نعطي لكربلاء الحدث بعدها التاريخي نحيطها بسور ، ونصنع على مداخل السور بوابات تؤرخ للحدث وتقترب منه ، ونسحب قناة مائية واسعة تزيد من جمالية المدينة وتكون مصدر نماء ، لتصبح كربلاء الحدث والتاريخ قريبة من كربلاء الواقع ، كي نوفي ما برقابنا من دين للامام ع وكي نحافظ على نقوش الدم والشهادة في كربلاء التاريخ بكربلاء عصرية تنافس مدن اقيمت في صحارى قاحلة دون تاريخ عمرها البدو بمال البترول نريد ان نشم دم الشهادة الزكي ، من كل ذرة رمل وتراب في كربلاء، ونريد ان تنطق جدران كربلاء الغد لتحكي عن غيرة ابو الفضل العباس ، وتبكي نوافيرها الدموع الثقال مع ماسي زينب ، هكذا نريد كربلاء ان تكون: مدينة مرصعة بجواهر نفيسة لتاريخ قدم فلسفة انتصار دم المظلوم على سيف الظالم.

 

هل من الصعب علينا ان نحول كربلاء الحسين والعباس ، كربلاء الكرامة والقباب الذهبية الى جوهرة لامعة وسط كثبان الرمال ؟ يتمنى الكل زيارتها ومشاهدتها عن قرب .

 

لماذا لانعمل مسابقات فيها جوائز مالية لأحسن كتاب يكتب عن ثورة الإمام الحسين؟ ونترك المجال للناطقين باللغات الأخرى، ونترجم ما يكتب عن الإمام الحسين الى لغات العالم ، لماذا لا نقيم المهرجانات الشعرية العربية والعالمية التي تخص واقعة الطف ؟ . لماذا لانفكر بان نخصص جائزة كبرى عالمية شبيهة بجائزة نوبل نسميها جائزة الامام الحسين ، نمنحها للعلوم والآداب، وللرجال الذي يصنعون التاريخ . وهب نوبل ما حصل عليه من ثروة للبشرية بعدما تفنن الآخرون بصناعة الموت الذي أحاط ويحيط في البشرية من خلال اختراعه، أما الإمام الحسين (ع) فانه منح الحياة والكرامة والعز , فهل نستكثر على الإمام ان يكون منارا للبشرية جمعاء؟

 

المعنيون بمقالي بشكل مباشر: المرجعيات الدينية ،والقائمون على المراقد الدينية، حتى لاتعطى صبغة حكومية رسمية للمشروع المقترح .

 

هل سنرى قضية استشهاد الامام الحسين (ع)، وقد وصلت الى مستوى قضية جيفارا في الشهرة والعالمية ، وكلاهما ثائر ؟ على الرغم من الفوارق .

 

هل سنرى جائزة الإمام الحسين تنافس جائزة نوبل ، أم سنكتفي بالحشود المليونية وما يتخللها؟

 

التاريخ الاسلامي بحاجة الى التنقيب عن الحقائق.

 

حسن الخفاجي

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.