• غرك الجذاب ومحد صدكه
- تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 08 حزيران/يونيو 2011 19:56
- الزيارات: 2847
حامد كعيد الجبوري
غرك الجذاب ومحد صدكه
تتحدث أمثالنا الشعبية الكثير ويقولون ( أبو المثل ما خله شي ما كاله ) ، و المثل الذي بأيدينا ( غرك الجذاب و محد صدكه ) ، و المثل يمكن أن أطبقه على حكومتنا الحالية ، ولنأخذ المثل ونشرحه لمن يجهله ، يقال أن هناك مجموعة من الشباب الأصدقاء يذهبون لترعة ماء كي يستحموا بها ، وفي كل مرة يكذب أحدهم على أصدقائه ويدعي مستغيثا أنه قد غرق ، فيهرعون لنجدته ، وحين وصولهم أليه وهو في الماء يسخر منهم ويقول لهم كنت أمازحكم ، حتى اعتادوا جميعا هذا المقلب الذي تكرر أكثر من مرة ، في أحد الأيام وهو يستحمون بتلك الترعة ناداهم صاحبهم ( ألحكولي والله أغركت ) ، ولأنه كثير الكذب لم يهرع أي أحد منهم لإنقاذه من موت محتم ، وهكذا فقد حياته بكذبة واحدة حقيقية ، واليوم وبعد انتهاء مهلة السيد المالكي لوزرائه طلع علينا الوزير الفلاني معددا منجزات وزارته ، بحيث عمل لنا وكما يقول المثل ( الهور مرك والبردي خواشيك ) ، وتحدث آخر من أنه أنجز ، وتعاقد ، وأمر ، ووضع أكثر من حجر أساس لمشروع عملاق ينقذ البلد مما هو فيه ، وآخر تحدث عن النفط ومشتقاته وأنجز ، و ، و ، والكل منا يعرف ان وزارة النفط تستورد الغاز المشغل لمحطات التوليد 2 مليون لتر من السعودية ، ومثلها من الكويت ، و3 مليون لتر من إيران ، وكلنا يرى تجمع السيارات التي تستخدم ( الكازوئيل ) يصطفون لساعات طويلة انتظار ما يسمى ( السره ) وهم يلعنون قدرهم أنهم عاشوا في العراق النفطي ، كل وزير ومسئول يتحدث وكما يقال ، ( أخذ زمط ) ، والغريب أن المستمع لهذا الحديث والمتحدث به يعرف تماما عدم دقته ، ولا يمكن ان يحقق حتى بأحلام هذه الحكومة غير المتخصصة ، ورب حديث سمعته من أحدهم وهو يروي لنا قصة حقيقية مع وزير الزراعة أيام حكومة فيصل الثاني ( رحمه الله ) أي قبل عام 1958 م ، ومفاد هذا الحديث أن السيد الوزير المهني - كوزراء هذه الأيام - دعى لمؤتمر قبيل موسم حصاد الحنطة والشعير ، وحضر مديري زراعة الألوية العراقية لبغداد ، وبدأ الوزير نقاشه مع أقل الألوية أنتاجا لمحصولي الحنطة والشعير وهي البصرة ، واعتياديا فأن مدير الزراعة لتلك المحافظة يزيد بعدد ( الدونمات ) المزروعة في لواءه ، وهكذا صعودا الى لواء الموصل ، قال الوزير لمدير زراعة الموصل وهو آخر المتحدثون ، أنت كم زرعت من ( الدونمات ) قمحا ؟ ، وكم من ( الدونمات ) شعيرا ؟ ، أجاب مدير زراعة الموصل وزيره قائلا ، يا سيادة الوزير نحن في لواء الموصل لم نستطع زراعة ( شبر واحد ) من الأرض لا لمحصول الحنطة ، ولا لمحصول الشعير ، ومعلوم أن لواء الموصل هو اللواء الأول في الإنتاج لهذين المحصولين ، ومعلوم أيضا أن العراق آنذاك كان من ضمن الدول المصدرة للمحصولين ، أستغرب الوزير من هذا الطرح وهو يعلم علم اليقين أن لواء الموصل قد زرع مئات ( الدونمات ) من هذين المحصولين ، قال الوزير ماذا تقول أني شاهدت بأم عيني الحقول الخضراء في الموصل ، أجاب مدير الزراعة لوزيره قائلا له ، سيدي الوزير لو جمعنا ( الدونمات ) التي زرعتها ألويتنا العراقية لهذين المحصولين فمعنى ذلك أنهم تجاوزوا كل المساحات التي تصلح للزراعة بأرقام أكبر ، فأين سنزرع نحن محصولنا سيادة الوزير ، وحين جمعت الأرقام كما قال مدير زراعة الموصل أتضح أن الكذابين قد زرعوا العراق أجمعه ، وتجاوزوه الى الحدود المجاورة ، و ( من هالمال حمل أجمال ) ، و( ما أشبه اليوم بالبارحه ) .
المتواجون الان
431 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع