اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

• غرك الجذاب ومحد صدكه

حامد كعيد الجبوري

مقالات اخرى للكاتب

غرك الجذاب ومحد صدكه

 

     تتحدث أمثالنا الشعبية الكثير  ويقولون ( أبو المثل ما خله شي ما كاله ) ، و المثل الذي بأيدينا ( غرك الجذاب و محد صدكه ) ، و المثل يمكن أن أطبقه على حكومتنا الحالية ، ولنأخذ المثل ونشرحه لمن يجهله ، يقال أن هناك مجموعة من الشباب الأصدقاء يذهبون لترعة ماء كي يستحموا بها ، وفي كل مرة يكذب أحدهم على  أصدقائه ويدعي مستغيثا أنه قد غرق ، فيهرعون لنجدته ، وحين وصولهم أليه وهو في الماء يسخر منهم ويقول لهم كنت أمازحكم ، حتى اعتادوا جميعا هذا المقلب الذي تكرر أكثر من مرة ، في أحد الأيام وهو يستحمون بتلك الترعة ناداهم صاحبهم ( ألحكولي والله أغركت ) ، ولأنه كثير الكذب لم يهرع أي أحد منهم لإنقاذه من موت محتم  ، وهكذا فقد حياته بكذبة واحدة حقيقية ، واليوم وبعد انتهاء مهلة السيد المالكي لوزرائه طلع علينا الوزير الفلاني معددا منجزات وزارته ، بحيث عمل لنا وكما يقول المثل ( الهور مرك والبردي خواشيك ) ، وتحدث آخر من أنه أنجز ، وتعاقد ،  وأمر ، ووضع أكثر من حجر أساس لمشروع عملاق ينقذ البلد مما هو فيه ، وآخر تحدث عن النفط ومشتقاته وأنجز ، و ، و ، والكل منا يعرف ان وزارة النفط تستورد الغاز المشغل لمحطات التوليد 2 مليون لتر من السعودية ، ومثلها من الكويت ، و3 مليون لتر من إيران ، وكلنا يرى تجمع السيارات التي تستخدم ( الكازوئيل ) يصطفون لساعات طويلة انتظار ما يسمى ( السره ) وهم يلعنون قدرهم أنهم عاشوا في العراق النفطي ،  كل وزير ومسئول يتحدث وكما يقال ، ( أخذ زمط ) ، والغريب أن المستمع لهذا الحديث والمتحدث به يعرف تماما عدم دقته ، ولا يمكن ان يحقق حتى بأحلام هذه الحكومة غير المتخصصة ، ورب حديث سمعته من أحدهم وهو يروي لنا قصة حقيقية مع وزير الزراعة أيام حكومة فيصل الثاني ( رحمه الله ) أي قبل عام 1958 م ، ومفاد هذا الحديث أن السيد الوزير المهني - كوزراء هذه الأيام - دعى لمؤتمر قبيل موسم حصاد الحنطة والشعير ،  وحضر مديري زراعة الألوية العراقية لبغداد ، وبدأ الوزير نقاشه مع أقل الألوية أنتاجا لمحصولي الحنطة والشعير وهي البصرة ، واعتياديا فأن مدير الزراعة لتلك المحافظة يزيد بعدد ( الدونمات ) المزروعة في لواءه ، وهكذا صعودا الى لواء الموصل ، قال الوزير لمدير زراعة الموصل وهو آخر المتحدثون ، أنت كم زرعت من ( الدونمات ) قمحا ؟ ، وكم من ( الدونمات ) شعيرا ؟ ، أجاب مدير زراعة الموصل وزيره قائلا ، يا سيادة الوزير نحن في لواء الموصل لم نستطع زراعة ( شبر واحد ) من الأرض لا لمحصول الحنطة ، ولا لمحصول الشعير ، ومعلوم أن لواء الموصل هو اللواء الأول في الإنتاج لهذين المحصولين ، ومعلوم أيضا أن العراق آنذاك كان من ضمن الدول المصدرة للمحصولين ، أستغرب الوزير من هذا الطرح وهو يعلم علم اليقين أن لواء الموصل قد زرع مئات ( الدونمات )  من هذين المحصولين ، قال الوزير ماذا تقول أني شاهدت بأم عيني الحقول الخضراء في الموصل ، أجاب مدير الزراعة لوزيره قائلا له ، سيدي الوزير لو جمعنا ( الدونمات ) التي زرعتها ألويتنا العراقية لهذين المحصولين فمعنى ذلك أنهم تجاوزوا كل المساحات التي تصلح للزراعة بأرقام أكبر ، فأين سنزرع نحن محصولنا سيادة الوزير ، وحين جمعت الأرقام كما قال مدير زراعة الموصل أتضح أن الكذابين قد زرعوا العراق أجمعه ، وتجاوزوه الى الحدود المجاورة ، و ( من هالمال حمل أجمال )  ، و( ما أشبه اليوم بالبارحه ) .

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.