اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

البرازيل: تغييرات ديمقراطية وتصاعد دورها الدولي// ترجمة وإعداد حازم كويي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

ترجمة وإعداد حازم كويي

 

عرض صفحة الكاتب 

البرازيل: تغييرات ديمقراطية وتصاعد دورها الدولي

ترجمة وإعداد حازم كويي

 

حققت حكومة البرازيل بقيادة الرئيس لولا دا سيلفا وبعد أكثر من عام على توليه السلطة، تغييرات ديمقراطية واقتصادية وسياسية كبيرة وبدأت أنشطة مهمة في السياسة الخارجية في ظل الظروف الدولية الجديدة. فالأوضاع السياسية الداخلية أصبحت صعبة بسبب الصراعات مع اليمين النيوليبرالي. لقد أثبت اليمين المتطرف وجوده ككيان سياسي في البرازيل وتحالفه مع الليبراليين الجدد. تكمن قوتها في قدرتها على تعبئة الناس في التداخلات السياسية.

 

ولمعالجة هذا الوضع، أضطر الرئيس لويس إيناسيو لولا دي سيلفا إلى الدخول في ائتلاف واسع مع أحزاب "الوسط". ويتألف الائتلاف الحكومي من أحد عشر حزباً، والتي تنتمي، إلى جانب حزب العمال الحاكم، إلى طيف يسار الوسط. ومنهم نائب الرئيس جيرالدو ألكمين، الذي كان أحد مؤسسي حزب PSDB(الحزب الديمقراطي الأجتماعي البرازيلي) المعارض حالياً ذو التوجه اليميني، حيث ترك هذا الحزب عام 2022، وأصبح عضواً في حزب PSB الذي ينتمي إلى يسار الوسط، ويشغل الآن كوزير التنمية والصناعة والتجارة. وأضافة لخمسة وزراء من ثلاثة أحزاب "وسطية" من إجمالي 38 وزيراً.

 

لكن "زعيم" الوسط، رئيس مجلس النواب آرثر ليرا من الحزب الشعبي المحافظ، يعمل أيضاً مع البولسوناريين في البرلمان. ويمكن لهذه المعارضة القوية أن تبطئ المشاريع الحكومية وتمنعها لصالح القوى المحافظة في المجتمع البرازيلي.

 

ولا تزال محور الخلافات السياسية الداخلية هو أحداث 8 يناير 2023، عندما أقتحمت قوات اليمين المتطرف المباني الحكومية في برازيليا. وأظهرت التحقيقات التي أجرتها السلطة القضائية والشرطة الفيدرالية بوضوح أن الرئيس السابق جايير بولسونارو، عقد اتفاقيات مع الجيش للإطاحة بحكومة لولا. وأكد وزير المحكمة العليا ألكسندر دي مورايس في بيان صدر مؤخراً، أن بولسونارو أتفق مع قائد الجيش السابق فريري غوميز ومسؤولين عسكريين آخرين على إعادته إلى منصب الرئيس. وقد تمت الآن إدانة البعض منهم، وتجري الإجراءات المقابلة ضد آخرين، بما في ذلك بولسونارو.

 

في 25 فبراير، نُظمت "إحتجاجات" للبولسوناريين في ساو باولو، حضرها حوالي 200 ألف شخص. وكان الاحتجاج موجهاً بشكل أساسي ضد الإجراءات التي اتخذها القضاء لملاحقة ضباط الجيش المتورطين في المؤامرة. ودعا بولسونارو نفسه إلى عفو عام بهدف "المصالحة من الأعلى". والأمثلة على اتفاقيات مماثلة ليست غير شائعة في تاريخ البرازيل.

 

إن اقتراب الذكرى الستين للانقلاب العسكري في 31 مارس 1964 يثير القلق. فقد أصدر قائد الجيش الجنرال توماس بايفا أمراً يحظر أي "تقدير" لهذا اليوم. ومع ذلك، فإن هذا لا يستبعد إمكانية أن يتصرف العسكر بشكل مختلف.

 

وفي مواجهة هذا الوضع، تسعى حكومة لولا جاهدة إلى تسريع تنفيذ البرامج الاجتماعية وتحقيق نتائج اقتصادية ملموسة. ويتم سحب القوانين التي أقرها بولسونارو، بما في ذلك تلك المتعلقة بالخصخصة، وإعادة البرامج الاجتماعية (العلاوات العائلية، وزيادة الحد الأدنى للأجور، وتوفير الكهرباء، والمياه للجميع).

هدف الحكومة هو كسب تأييد الفصيل البرجوازي لمشروعها للتنمية الرأسمالية الوطنية، والذي يتجه نحو قدر أكبر من الاستقلال الذاتي، تقليل الاعتماد على رأس المال الأجنبي.

 

وتلعب الدولة دوراً مركزياً، حيث تريد تنفيذ أهداف التنمية من خلال استخدام احتياطيات النفط وتعاون مجموعات كبيرة من رأس المال الوطني مثل بنك التنمية  BNDES  وشركة النفط بتروبراس. في منتصف عام 2023، نشرت الحكومة "برنامج النمو المتسارع" (PAC) الجديد، والذي سيتم بموجبه استثمار ما مجموعه 1.7 تريليون ريال (حوالي 313 مليار يورو) من الأموال العامة والحكومية والخاصة في مشاريع البنية التحتية والتحول الاقتصادي بحلول عام 2027 بالاعتماد على مصادر الطاقة المستدامة وأحدث التقنيات. وعلى العكس لإتجاهات تراجع التصنيع الذي استمر لسنوات. وأوضح وزير المالية فرناندو حداد أن البرازيل تحتاج إلى إيرادات من صناعة النفط لتحقيق ذلك، ولهذا السبب سيتم تأميم جميع مصافي النفط. واللاعب المركزي لتحقيق هذا الهدف هو شركة نفط بتروبراس، التي تملك الحكومة أغلبية أسهمها.

 

وتريد البرازيل،وهي أكبر منتج للنفط في أمريكا اللاتينية،حيث يبلغ إنتاجها اليومي 4.66 مليون برميل، الانضمام إلى أوبك بلس، حتى تتمكن من التأثير على قطاع الطاقة العالمي وسياسة الطاقة. وفي يونيو 2024، ستحصل البلاد مبدئياً على صفة مراقب في أوبك بلس، منصة التعاون بين دول أوبك والدول غير الأعضاء في أوبك، في فيينا.

 

وستكون الأولوية للسياسة الخارجية البرازيلية هي التكامل مع أمريكا اللاتينية. فقد أنضمت البلاد مرة أخرى إلى مجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (CELAC) واتحاد دول أمريكا الجنوبية (UNASUR)، الذي انسحبت منه في عهد بولسونارو. وسافر لولا لأول مرة إلى الأرجنتين والولايات المتحدة الأمريكية المجاورتين. ومع ذلك، فإن تولي (خافيير ميلي) رئيس الأرجنتين الجديد في ديسمبر 2023 أستبعد في البداية أي توطيد إضافي للعلاقات مع بوينس آيرس. واتفق لولا مع الرئيس الأميركي جو بايدن على إعلان مشترك للدفاع عن القيم الديمقراطية، التي ترى الدولتان أنها مهددة بنفس الطريقة تقريباً. وفي نيسان الماضي، وتم إبرام خمسين اتفاقية مع الصين،التي تشكل أهمية كبيرة بالنسبة للسياسة الصناعية الجديدة في البرازيل.فقد اتفق الرئيسان لولا وشي جين بينغ على توسيع رابطة دول البريكس، وهو ما تقرر في الاجتماع التالي في جوهانسبرج. لقد قاموا بمبادرة للتوسط في حرب أوكرانيا، لكنها لم تُسفر بعد عن النتائج المأمولة. ومع ذلك، فإن كلا الدولتين متمسكتان بتطلعاتهما في سياسة السلام.

 

وبشأن رد إسرائيل على الهجوم الذي شنته حماس في 7 تشرين الأول، فقد صرح لولا "إن ما يحدث للشعب الفلسطيني في قطاع غزة لم يحدث قط في أي وقت آخر في التاريخ. ثم أعلنت إسرائيل أن لولا شخص غير مرغوب فيه، وتم إستدعاء السفراء من الجانبين للتشاور في هذا الأمر. ومن ناحية أخرى، أيد مؤتمر مجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي في شهر آذار دعوة البرازيل مع جنوب أفريقيا ذات الصلة في محكمة العدل الدولية لإدانة تصرفات إسرائيل.

ونظراً لتجاربها التاريخية وثقلها الاقتصادي وتقاليدها الدبلوماسية، تستطيع البرازيل أن تعمل كشريك مُتميز ووسيط في العالم الغربي، في أمريكا اللاتينية وفي الجنوب العالمي. وترتكز سياستها الخارجية على مبادئ الحل السلمي للصراعات وتقرير مصير الشعوب. في وقت مبكر من تشرين الأول عام 2022، أعلن لولا في مؤتمر المناخ العالمي (COP 27) في مصر أنه يسعى جاهداً من أجل التعاون المتعدد الأطراف لحل أزمة المناخ. وأقترح في قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، أن تتفق جميع الدول على معاهدة للقضاء على الفقر والجوع في العالم.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.