اخر الاخبار:
سامراء.. القبض على الإرهابي "أبو إخلاص" - الخميس, 30 تشرين1/أكتوير 2025 20:34
فائق زيدان يوجه بإزالة اسمه من أحد شوارع الموصل - الأربعاء, 29 تشرين1/أكتوير 2025 11:14
ترمب: إن لم تُحسن حماس التصرف فسيتم تدميرها - الأربعاء, 29 تشرين1/أكتوير 2025 11:11
العراق.. توقعات جوية غير متفائلة للموسم المطري - الثلاثاء, 28 تشرين1/أكتوير 2025 19:26
نتنياهو يأمر بتنفيذ ضربات قوية وفورية في غزة - الثلاثاء, 28 تشرين1/أكتوير 2025 19:22
انخفاض كبير في أسعار الذهب في بغداد واربيل - الثلاثاء, 28 تشرين1/أكتوير 2025 11:10
البطريرك ساكو يشارك في مؤتمر عن السلام بروما - الثلاثاء, 28 تشرين1/أكتوير 2025 11:04
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

رسالة الصميدعي للسوداني تكشف من يحكم البلد ولماذا لم يبق شريف بين ساسة السنة// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

صائب خليل

 

للذهاب الى صفحة الكاتب 

رسالة الصميدعي للسوداني تكشف من يحكم البلد

ولماذا لم يبق شريف بين ساسة السنة

صائب خليل

 

في عودة الإرهابي رافع الرفاعي بالحفاوة والبساط الأحمر بعد تبرئته قضائيا من تهم الإرهاب، واستقباله من قبل قاسم الاعرجي في المطار، واعادته لمنصبه الرسمي كمفتي، وخطيبا لجامع ام الطبول، كتب الشيخ مهدي الصميدعي رسالة عتاب شاهدناه جميعا وهو يقرأها بنفسه.

 

قد يقول قائل: وما ذهب السوداني ان كانت المحكمة قد برأته؟

لكن "تبرئة" الرفاعي قضائيا، مسألة يجب ان نقف عندها قليلا. فما الذي استجد لدى المحكمة لتبرئه من اداناته السابقة؟ هناك عدد كبير من التسجيلات الموثقة له وهو يرتكب الجرائم التي اتهم بها، فكيف تم نفيها وتبرئته؟ لم يتحدث احد بهذا الأمر، ومن الواضح انها لعبة لاعب ما، وليس قرارا قضائيا حقيقيا. هذا اللاعب بالتأكيد ليس السوداني، لكنه مشارك باللعبة.

 

ومع ذلك فهناك خطأ في خطاب الصميدعي للسوداني، سنأتي اليه.

معروف ان الشيخ الصميدعي من الشخصيات السنية البارزة القليلة الباقية التي ينظر اليها الشارع الشيعي بحب وتعاطف وأمل. فهو من الشخصيات السنية القليلة التي لم يسمع منها الشيعة موقفا طائفيا أو شعبويا تعبويا ضدهم، ولم تطالب بحل الحشد او تجريده من سلاحه، بل وقفت تدعمه بشجاعة، الخ. وهذا يتطلب أمانة ومقاومة لنظرات شك لجمهور مغسول العقل بالإعلام الصهيوني، يحيط بالشيخ، بل قد لا تخلو من الخطر. ولذلك شعر الشارع الشيعي بالألم لإزاحته واستقدام الإرهابي رافع الرفاعي بدلا منه واستقباله بحفاوة رسمية. مما اضطر مستشار الأمن القومي، المجند المتخلف قاسم الاعرجي، ان يحاول استعادة الشارع الشيعي فيظهر في مقابلة يتهرب بها من الأسئلة ليتعثر بالكلمات التي حفظوه اياها، وبطريقة تثير الاشفاق.

 

لنتذكر، انه كان في الساحة السياسية السنية عدد لا بأس به من الشرفاء، وكان خصومهم يسمونهم "سنة المالكي" لتسقيطهم بنظر الجمهور. فأين اختفى هؤلاء ولماذا؟

ما حدث للصميدعي وما كتبه في رسالته يكشف الجواب عن هذا السؤال الخطير، ويكشف أيضا أشياء أخرى.

 

الرسالة برأيي ليست عتابا، بل وثيقة مهمة. وأردت ان اكتب عنها في وقتها، لكنها كانت ضمن "الضحايا" التي لم استطع الوفاء بوعدي لتناولها، رغم انها تكشف حقائق خطيرة عن الحكم في البلد وكيف يسير.

لنقرأ أولا هذه الأجزاء من الرسالة، حيث يسأل السوداني:

ماذا عملنا لك؟ لماذا عاملتنا هكذا؟

ما كفرنا شيعتك،

ولا قاتلنا جيشك،..

ولا طالبنا بإنهاء حشدك،

ولا خذلنا مرجعيتك.

ما هدمنا ديار قومك ولا ابكينا نساءك،

ولا يتمنا اطفالك ولا رملنا بناتك

ولا شوهنا صورة مذهبك..

ولا غششنا شباب امتك

ولا سهلنا دخول من فجر حسينياتك.

نصرناك يوم أسس عليك داعشا من سلطته على رقابنا.

وقفنا معك يوم خرج عليك آلاف في ساحة المنصات...

ماذا فعلنا معك؟

https://www.tiktok.com/@an_ah1/video/7559292819517574407

.

الرسالة في حقيقتها عبارة عن تعداد للجرائم التي ارتكبها رافع الرفاعي وزمرته من الدواعش ومن حواضن الدواعش ومن الذين كانوا مخدوعين بهم، والذين وقف الشيخ الصميدعي وغيره كثيرين، في وجههم، وقد استشهد الكثير من امثاله حين استولت داعش على مناطقهم.

وهنا تبدو الرسالة منطقية ومحقة في توجيه اسئلتها وحقائقها التي يبدو ان السوداني رماها عرض الحائط حين اتخذ موقفه المحوري في إزاحة الصميدعي وإعادة الداعشي الى مناصبه الخطيرة في الدولة. فكيف نفسر تجاهل السوداني كل تلك الحقائق؟

 

هناك أمر خفي. فحين يقول الصميدعي للسوداني "ما كفرنا شيعتك..."، ".. حشدك"، "..قومك"، ".. مذهبك"، لم تعن تلك الكلمات شيئا للسوداني لأن من يتحدث الصميدعي عنهم لم يكونوا "شيعة السوداني" ولا الحشد "حشده" ولا المذهب الذي يتحدث عنه الصميدعي "مذهبه"..! أن للسوداني والأعرجي والحكيم ومقتدى مذهب آخر، بدليل سكوتهم عن هذا الموقف، والعفو العام وغيرها، بل ودعمها أحيانا! لذلك لا تؤثر بهم كلمات الصميدعي، وليسوا آسفين ان يخسروا شخصا مثله، صديق للشيعة، ويمنح منصب خطير مثل منصبه لأعداء الشيعة. أنظر الى مواقف هؤلاء جميعا من الحشد مثلا! أنظر الى علاقتهم بإيران التي تعتنق التشيع! انظر الى علاقاتهم بالسعودية والإمارات والأردن! أنظر الى قصورهم وفسادهم ومع من يتعاملون ومع من يتبادلون المقاولات والمنح!

كيف يريد الصميدعي ان يؤثر في شخص يدعو الى حل الحشد ونزع سلاح الفصائل حين يذكره بأنه لم "لم يطالب بإنهاء حشده"؟ إنه يقف ضد موقفه، فكيف يتعاطف معه؟!

 

لأي مذهب ينتمي هؤلاء إذن؟ لو قلنا انهم متحولين سرا الى المذهب السني، لكان في ذلك تفسير اقرب الى الواقع. لكن مواقفهم لا تشير الى خدمة السنة. فما علاقة السنة بتساركوف ليفضح نفسه من اجلها؟ ما مصلحة السنة بإبعاد البلد عن الصين؟ اين مصلحتهم في منح حقل عكاز الغازي في الانبار الى حلاقة اوكرانية؟

إذن السوداني وعصابته لا تعمل لخدمة السنة، بل خدمة أميركا وإسرائيل وعملائها في المنطقة، وهم يأتمرون بأمر السفارة الامريكية، والتي تمثل المصالح الإسرائيلية في العراق. ولذلك اسميتهم "مذهب السفارة ديم". ولهذا المذهب جناحه "السني" أيضا، من أمثال الخنجر والحلبوسي وغيرهم. وينتمي لهم أيضا الغالبية الساحقة، إن لم يكن جميع المحللين في القنوات الإعلامية العراقية، وجميع الإعلاميين المهمين.

انا مثلا أعرف إعلاميين ومحللين لبنانيين أقول عنهم اني اثق بهم وانهم مع المقاومة، لكني لا اعرف إعلاميا عراقيا واحدا اثق به واتابع ما يكتب! الإعلام "مغلق" على اتباع "السفارة ديم" تماما كما كان مغلقا للبعثيين أيام صدام!

 

نعود لسؤالنا: لماذا اختفى الشرفاء من ساسة السنة من الساحة السياسية العراقية؟ الطريقة التي ازيح بها الشيخ الصميدعي تشرح ذلك بوضوح. لقد تمت ازاحتهم الواحد تلو الآخر، وكذلك الغالبية من الساسة الشيعة الشرفاء أيضا. فالتيار الصدري لم يكن هكذا ابدا، وكان لديه نواب بواسل في البرلمان يقفون بوجه الاحتلال فعلا وليس تهريجا، ولم يهتفوا "انعل أبو إيران.." حينها. اختفى الساسة الشرفاء من التيار الصدري تماما أيضا، وكذلك من المجلس الأعلى، اما جماعة الحكيم التي انفصلت عنهم، فلم اعرف بينهم من استطيع ان أقول عنه انه قيادي شريف.

 

ما حدث انه تم اختراق كل الجهات، وتشكلت خلايا "سفارة ديم" سرية في كل منها، وبقيادة السفارة، قاموا بتشكيل الحكومات واشغال كل المناصب الهامة في البلد تدريجيا وابعاد أي شريف من اية جهة كانت. وصار "السفارة ديم" يحكم بجناحيه ذات الأصول الشيعية والسنية، ويتعاون بكفاءة على طرد أي شريف تقضي تعليمات السفارة باستبعاده. وغالبا ما يتم الأمر دون ضجيج، لكن بعض الحالات تفضح الحقائق بشكل استثنائي، مثل حالة استبدال الصميدعي بالرفاعي.

 

هذا الفارق في التعاون بين أعضاء "السفارة ديم" من ذوي الأصول الشيعية والسنية، هو ما جعل هذا "المذهب" يحكم البلد، وترك الشرفاء من الشيعة والسنة في عداء وتخوف من بعضهم البعض، ومنافسة فارغة وبليدة، على أوهام واحلام ب"الحكم" دون ان يكون لهم اية فكرة عن الحكم، عدا ذلك الإحساس الساذج بالاطمئنان حين يحكم شخص اصله من مذهبهم، حتى لو كان تصرفه هو النقيض التام لمذهبهم، والقلق من ان يحكم شخص من الطرف الآخر. وقد اختفى شرفاء السنة من الساحة السياسية لأن المال اغدق على "السفارة ديم" السنة من جهة، ولأن أحدا لم يكن يتحالف معهم من "السفارة ديم" الشيعة، ولم يتعاون معهم شرفاء الشيعة أيضا، فتبخروا تدريجيا. إننا نشاهد مقابل هذا تعاون "السفارة ديم" فيما بينهم رغم تظاهرهم بالعداء، فنجد "السفارة ديم" الشيعي يعيد "السفارة ديم" السني الإرهابي دون اهتمام للشيعة، ونجده يغدق المنح لإثراء إرهابي اخر من "السفارة ديم" السنة وبشكل غير قانوني ولا أخلاقي.

 

وبينما كانت السفارة نواة منظمة تجمع اجنحة "السفارة ديم" وتنسق تعاونهم، كانت توجه الإعلاميين من "السفارة ديم" ان يتحدثوا بخطابات موجهة لإبقاء السنة والشيعة الذين بقوا خارج المذهب الجديد، في حالة قلق الواحد من الآخر يمضغون مخاوف وهمية، في الوقت الذي يتهددهم معا خطر حقيقي مهول يكشر عن اسنانه كل يوم اكثر من اليوم السابق. إنهم يعزلون عن المناصب، ليحتكرها "السفارة ديم" وهو يوهم جمهور الطرفين بأنها لهم وانها مقسمة بين الشيعة والسنة! وحين يكتب احد "السفارة ديم" ليحث على الانتخاب، وأن الانتخابات "معركة وجود" بالنسبة لمذهبه، فإنه يقصد اثارة الرعب من "خطر" المذهب الآخر، وليس الى الخطر الحقيقي الذي يهددهما معا. فالمرعوب من "خطر وجودي يهدد مذهبه" لن يهتم بسلامة بلده، وسيرضى بحكم أي شخص تجنبا لتعريض مذهبه "لخطر وجودي" مهما كانت مواقف هذا الشخص مدمرة للبلد.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.